أرقام تاريخية.. كم بلغت مكاسب أسعار الذهب بعد تسجيل أعلى مستوى منذ عقود؟

توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة تشير إلى استمرار مذهل في الصعود التاريخي؛ حيث شهدت الأسواق مؤخرًا تسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة عند التسوية، وذلك نتيجة الزخم الكبير في الطلب على الملاذات الآمنة لمواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية؛ وتأتي هذه القفزات مدفوعة بتعزز آمال المستثمرين حيال سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التيسيرية المتوقعة، والتي قد تتضمن خفضًا جديدًا لأسعار الفائدة خلال العام المقبل، مما جعل مستويات الأسعار الحالية تلامس قممًا لم تشهدها الأسواق منذ عقود طويلة.

أداء المعدن الأصفر ضمن توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة

الذهب تمكن من تحطيم مستويات مقاومة فنية بالغة الأهمية؛ حيث ارتفع سعر الأونصة الفوري بنسبة وصلت إلى 1.2% ليستقر عند 4531.41 دولارًا، وذلك بعد أن كان قد سجل خلال الجلسة ذروة تاريخية عند 4549.71 دولارًا؛ ولم يتوقف الأمر عند المعاملات الفورية فقط، بل أغلقت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم فبراير على مكاسب بنسبة 1.1% لتصل إلى 4552.70 دولارًا؛ وبتحليل الأداء السنوي لعام 2025، نجد أن الذهب حقق نموًا استثنائيًا بنسبة ناهزت 72% حتى الآن، وهو ما يضعه على الطريق الصحيح لتسجيل أضخم مكاسب سنوية يشهدها السوق منذ عام 1979؛ وتأتي هذه النتائج القوية في ظل سلسلة متصلة من تحطيم الأرقام القياسية، مما يؤكد صمود المعدن الأصفر كخيار أول للمستثمرين الباحثين عن حماية قيمة أصولهم المالية وسط حالة من عدم اليقين التي تسيطر على المشهد الاقتصادي العام.

قفزات نوعية في الفضة والبلاتين والبلاديوم والطلب الصناعي

على صعيد المعادن البيضاء، سجلت الفضة أداءً فاق التوقعات بكثير؛ حيث قفز السعر الفوري بنسبة 7% ليصل إلى مستوى تاريخي جديد عند 77.12 دولارًا للأونصة؛ وبالنظر إلى الإحصائيات السنوية، نلاحظ أن الفضة حققت مكاسب مذهلة بنسبة 158% منذ بداية العام الجاري، متفوقة بوضوح على أداء الذهب؛ ويرجع هذا الصعود الصاروخي إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • النقص الحاد في المخزونات العالمية وزيادة ضغوط الإمدادات.
  • إدراج الفضة رسميًا ضمن قائمة المعادن الحرجة والاستراتيجية في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • تزايد الطلب الصناعي الضخم خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتطورة.
  • تدفق السيولة والمحافظ الاستثمارية الكبرى نحو صناديق المؤشرات المرتبطة بالمعادن.

ولم تقتصر هذه الموجة الخضراء على الفضة فحسب، بل امتدت لتشمل البلاتين والبلاديوم اللذين حققا مكاسب قوية عززت من تفاؤل المحللين بشأن توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة في الفترات القادمة؛ حيث يعزز النقص في المعروض العالمي من قيمة هذه الأصول التي باتت تشكل ركنًا أساسيًا في الصناعات الحديثة والاستثمارات البديلة على حد سواء.

تأثير هبوط الدولار على توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة

لعب تراجع العملة الأمريكية دورًا محوريًا في دفع أسعار المعادن نحو الأعلى؛ حيث استقر مؤشر الدولار بالقرب من أدنى مستوياته المسجلة في شهرين، الأمر الذي جعل شراء المعادن أرخص لحائزي العملات الأخرى وزاد من جاذبيتها الاستثمارية؛ وهذا المسار الهبوطي للدولار جاء متناغمًا مع مراهنات الأسواق المالية على أن الفيدرالي الأمريكي سيتبنى نهجًا أكثر مرونة عبر إقرار خفضين إضافيين لأسعار الفائدة في العام القادم؛ وتعكس هذه التقديرات رغبة في تحفيز الاقتصاد، وهو ما يخدم أسعار الذهب والفضة بشكل مباشر لأن خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تدر عائدًا دوريًا مثل السبائك؛ وفي ظل هذه المعطيات الرقمية، يراقب المتابعون تحركات سعر جرام الذهب في الأسواق الإقليمية، مثل البحرين، والطلب المتزايد على السبائك الذهبية في دول مثل مصر، حيث تظل هذه التحركات مرتبطة بشكل وثيق بالبورصات العالمية وبالمتغيرات الجيوسياسية الحالية.

المعدن النفيسُ نسبة الارتفاع السنوي (2025) أعلى سعر مسجل (دولار)
الذهب (أونصة) 72% تقريبًا 4549.71 دولارًا
الفضة (أونصة) 158% تقريبًا 77.12 دولارًا

تستمر الضغوط التضخمية وضعف العملات الورقية في دفع رؤوس الأموال نحو المعادن الصلبة؛ وبناءً على البيانات المتاحة، فإن توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة تظل إيجابية للغاية ما دام الاحتياطي الفيدرالي يسير في طريق التيسير النقدي؛ فالمستثمرون الآن يركزون على اقتناء الأصول الملموسة التي أثبتت كفاءة عالية في تجاوز الأزمات التاريخية وتحقيق عوائد مجزية تفوق الأدوات المالية التقليدية.