تحركات جديدة.. سعر الدينار العراقي أمام الدولار ومختلف العملات الأجنبية في الأسواق

سعر صرف الدولار في العراق يشهد اليوم الثلاثاء حالة من الهدوء الملحوظ والقوي في الأسواق المحلية والمصارف الرسمية، حيث تأتي هذه المستويات المستقرة نتيجة التوازن الذي فرضته السياسات النقدية الذكية الصادرة عن البنك المركزي العراقي، وقد سجلت العملة الأمريكية أمام الدينار نحو 1310 دنانير وسط غياب تام لأي ضغوط غير متوقعة تؤثر على حركة التداولات، مما يساهم بفاعلية في حماية القوة الشرائية للمواطنين وتوفير احتياجات السوق من النقد الأجنبي بكل سلاسة واحترافية عالية.

تحولات سعر صرف الدولار في العراق وأداء العملات الأجنبية

تسعى كافة الأوساط الاستثمارية والمالية بدقة لملاحقة التغيرات اللحظية التي تطرأ على أسعار العملات العالمية مقابل الدينار، وذلك لفهم طبيعة المستجدات الميدانية التي أظهرت تباينًا طفيفًا في القيم الرسمية؛ إذ تداول اليورو الأوروبي عند مستوى 1516.2 دينار، في حين استقر الجنيه الإسترليني عند 1778.9 دينار عراقي، بينما بلغت العملات الآسيوية مثل الين الياباني واليوان الصيني مستويات 9.08 و182.4 دينار على الترتيب، وهو ما يعكس قدرة استثنائية للنظام المالي الوطني على استيعاب زخم التعاملات الخارجية وضمان استمرارية التحويلات القانونية والسيولة النقدية المطلوبة للواردات الضخمة التي تربط البلاد بشبكات تجارة دولية واسعة تحت إشراف مالي مباشر.

أهم ركائز دعم سعر صرف الدولار في العراق والنمو الاقتصادي

يرى المختصون في القطاع المصرفي أن التدفق المستمر للسيولة الأجنبية يعد العنصر الجوهري في منع حدوث تقلبات حادة قد تضر باستقرار سعر صرف الدولار في العراق، وهذا ما أكده المستشار المالي مظهر محمد صالح بالإشارة إلى أربعة مسارات استراتيجية تعزز من الملاءة المالية للدولة وتحمي العملة من أي أخطار محتملة، حيث تستند هذه القوة الاقتصادية إلى قدرات إنتاجية ومالية هائلة تتمثل في العناصر التالية:

• احتلال العراق للمركز الثاني كأكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، مما يؤمن تدفقات سيادية منتظمة من العملات الصعبة.
• امتلاك البلاد لرابع أضخم احتياطي نفطي عالمي، مما يرفع من تصنيف الثقة لدى المؤسسات المالية الدولية والمانحين.
• استخدام الفوائض المالية المتراكمة في تطوير الأنظمة البنكية الحديثة ورفع كفاءة البنية التحتية للمؤسسات الوطنية.
• توسيع آفاق التعاون مع مراكز مالية كبرى في دبي وسنغافورة والعمل على الانضمام لأنظمة دفع عالمية متطورة تكنولوجيًا.

تأثير الاحتياطيات النقدية على استقرار سعر صرف الدولار في العراق

أوضحت القيادات النقدية في البنك المركزي العراقي أن الحصن المنيع للاقتصاد يتمثل في وصول الاحتياطيات الأجنبية إلى حاجز تاريخي تجاوز 100 مليار دولار، وهذه الوفرة المالية تضمن تغطية كافة الالتزامات الدولية والواردات الأساسية دون أي عوائق تشغيلية، كما بين مدير عام دائرة الاستثمار، محمد يونس، أن الدولة تتوفر لديها السيولة الكاملة لمجابهة أي طلب طارئ؛ خاصة مع امتلاك مخزون ذهبي يتجاوز 163 طناً يضع العراق في منطقة آمنة بعيداً عن تقلبات الأوضاع الجيوسياسية الإقليمية، وتتم إدارة هذه الثروات وفق بروتوكولات عالمية صارمة تبتعد عن المضاربات السريعة لضمان التوازن الفعلي وحماية مصلحة المواطن من تذبذب الأسعار.

تستمر الرقابة الحكومية الدقيقة على الأسواق لمنع التلاعب ومنع التداول خارج القنوات الرسمية المعترف بها؛ إذ تساهم وفرة النقد الأجنبي حالياً في دفع عجلة التنمية المستدامة وتنفيذ مشاريع كبرى ستؤدي بالتبعية إلى خفض أسعار السلع والخدمات وتحسن المعيشة اليومية لارتباطها الوثيق بثبات سعر صرف الدولار في العراق.