أرقام صادمة.. أسعار النفط تتجه لتسجيل أكبر تراجع سنوي منذ عام 2020

تراجع أسعار النفط لتسجيل أكبر خسارة سنوية منذ 2020 بات حقيقة واقعة تهيمن على المشهد الاقتصادي العالمي مع نهاية تعاملات اليوم الجمعة، حيث شهدت الأسواق هبوطاً حاداً تجاوزت نسبته 2% مدفوعاً بتزايد مخاوف المستثمرين من شبح فائض المعروض الضخم الذي يلوح في أفق العام المقبل؛ وفي الوقت ذاته تترقب الدوائر المالية تطورات دبلوماسية متسارعة في مسار السلام بين روسيا وأوكرانيا، وهو الأمر الذي سيلقي بظلاله العميقة على توازنات إمدادات الطاقة العالمية ومستويات الطلب في المستقبل القريب.

أسباب تراجع أسعار النفط لتسجيل أكبر خسارة سنوية منذ 2020

تشير البيانات السوقية الحديثة إلى أن العقود الآجلة لخام برنت فقدت نحو 1.60 دولار من قيمتها لتستقر عند مستوى 60.64 دولار للبرميل؛ بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضاً قدره 1.61 دولار ليغلق عند 56.74 دولار، ورغم المحاولات الطفيفة للتعافي التي شهدتها الجلسات الماضية بفعل اضطرابات الإمدادات المؤقتة؛ إلا أن الخامين القياسيين لم يستطيعا الهروب من مصير تراجع أسعار النفط لتسجيل أكبر خسارة سنوية منذ 2020، حيث هبط برنت بنحو 19% منذ مطلع العام الجاري؛ في حين بلغت خسائر الخام الأمريكي نحو 21% نتيجة الارتفاع القياسي في معدلات الإنتاج العالمي مقارنة بتباطؤ نمو الطلب الفعلي، وهو ما يعكس صورة ضبابية للمستثمرين الذين يرون أن العوامل الجيوسياسية لم تعد كافية لدعم الأسعار أمام تخمة المعروض الهيكلية التي تسيطر على الأسواق حالياً.

فائض المعروض العالمي ودوره في تراجع أسعار النفط

تعزز التقارير الدولية الصادرة عن وكالة الطاقة الطاقة الدولية النظرة التشاؤمية تجاه الأسعار؛ إذ تشير التقديرات إلى أن السوق سيواجه فائضاً يفوق الطلب بمقدار 3.84 مليون برميل يومياً خلال السنة القادمة، وهذا الرقم المرعب يشكل ضغطاً خانقاً يمنع أي محاولات للتعافي المستدام للأسعار ويجعل تراجع أسعار النفط لتسجيل أكبر خسارة سنوية منذ 2020 أمراً منطقياً للغاية؛ كما أن مستويات التخزين المرتفعة عالمياً تساهم في تثبيت هذا المسار النزولي خاصة مع استمرار وتيرة زيادة الإنتاج في الدول الكبرى المنتجة للنفط، حيث يؤكد محللو شركة “إيجيس هيدجينج” أن الضغوط الأساسية الناجمة عن وفرة الخام تفوقت تماماً على الدعم المؤقت الذي تقدمه التوترات الجيوسياسية المحدودة؛ مما يعني أن السوق يحتاج إلى تخفيضات حقيقية أو طفرة مفاجئة في الطلب العالمي لتغيير هذا الاتجاه السلبي.

تأثير مفاوضات السلام ومستقبل تراجع أسعار النفط

تتجه الأنظار بقوة نحو ولاية فلوريدا حيث يعقد لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة إطار سلام شامل يتضمن ضمانات أمنية معقدة؛ وهذا الحراك السياسي يصب مباشرة في اتجاه تراجع أسعار النفط لتسجيل أكبر خسارة سنوية منذ 2020 نظراً لأن الوصول لاتفاق قد يمهد لرفع العقوبات عن قطاع الطاقة الروسي وضخ كميات إضافية في السوق العالمي المشبع أصلاً، وقد أبدى زيلينسكي مرونة واضحة بإعلانه الاستعداد للاستفتاء الشعبي على بنود السلام في حال توقف إطلاق النار؛ بينما أكدت موسكو وجود قنوات اتصال مفتوحة مع الإدارة الأمريكية الجديدة لبحث مقترحات التسوية، مما يجعل المستثمرين يضعون احتمالية انخفاض علاوة المخاطر الجيوسياسية في حساباتهم السعرية لعام 2025.

وتشمل المؤثرات الحالية التي تزيد من حدة تراجع أسعار النفط لتسجيل أكبر خسارة سنوية منذ 2020 العناصر التالية:

• توقعات وكالة الطاقة الدولية بفائض إنتاجي يصل إلى 3.84 مليون برميل يومياً في العام المقبل.
• احتمالية رفع العقوبات عن النفط الروسي في حال التوصل لاتفاق سلام بين موسكو وكييف.
• التركيز الأمريكي على عزل صادرات النفط الفنزويلي اقتصادياً بدلاً من التدخل العسكري المباشر.
• ارتفاع المخزونات العالمية لمستويات قياسية تفوق معدلات الاستهلاك في الاقتصادات الكبرى.

على صعيد آخر تبرز التحركات الأمريكية تجاه فنزويلا كعنصر إضافي في المشهد؛ حيث صدرت أوامر عسكرية بالتركيز على “عزل” الصادرات النفطية لهذا البلد خلال الشهرين القادمين في إطار ضغط اقتصادي مكثف، ومع ذلك يرى الخبراء ومنهم دينيس كيسلر من “بي أو كيه فاينانشال” أن هذه الخطوات لن تغير من حقيقة تراجع أسعار النفط لتسجيل أكبر خسارة سنوية منذ 2020 لأن السوق يركز بشكل جوهري على وفرة المعروض وليس على التهديدات المحدودة؛ فالعوامل السلبية المجتمعة من ارتفاع المخزونات وتقدم محادثات السلام لا تزال تمثل حجر عثرة أمام أي ارتفاعات سعرية حقيقية، وهو ما يضع المنتجين والمصدرين في مواجهة تحديات اقتصادية صعبة مع دخولنا العام الجديد.