1650 قطعة أثرية.. تفاصيل زمنية مثيرة لترميم ونقل مركب خوفو الثانية

إعادة تجميع سفينة الملك خوفو الثانية بدأت بالفعل داخل أروقة المتحف المصري الكبير، لتمثل انطلاقة قوية لواحد من أضخم المشروعات الأثرية والعلمية المتخصصة في ترميم القطع العضوية الضخمة التي عرفها التاريخ البشري المعاصر؛ حيث أعلنت إدارة المتحف عن تدشين العمل الميداني في هذا الصرح الثقافي العالمي ليكون متاحاً للرؤية المباشرة من قبل الزوار والمهتمين بعلوم المصريات والآثار الفرعونية القديمة.

كواليس مشروع إعادة تجميع سفينة الملك خوفو الثانية في المتحف المصري الكبير

تمتد عملية إعادة تجميع سفينة الملك خوفو الثانية لتشمل مراحل بالغة الدقة والتعقيد الهندسي والأثري، وقد كشف الدكتور عيسى زيدان، بصفته مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، عن تفاصيل جوهرية تتعلق بالجدول الزمني لهذا الإنجاز الضخم، إذ من المتوقع أن تستمر الأعمال الإنشائية والترميمية والتركيبية لمدة تصل إلى أربع سنوات متواصلة؛ وذلك بالنظر إلى الحجم الهائل للمشروع وطبيعة التحديات التقنية التي تواجه المرممين المصريين والخبراء الدوليين المشاركين في تحويل هذا الحلم الأثري إلى واقع ملموس يجسد عظمة الصناعة في مصر القديمة، فالمشروع ليس مجرد تركيب قطع خشبية بل هو إحياء لمنظومة نقل بحري وجنائزي تعود لآلاف السنين.

المواصفات الفنية لعملية إعادة تجميع سفينة الملك خوفو الثانية

تتكون المراكب الأثرية المعروفة باسم مراكب الشمس من آلاف الأجزاء المترابطة، وحين نتحدث عن تفاصيل إعادة تجميع سفينة الملك خوفو الثانية نجد أننا بصدد التعامل مع نحو 1650 قطعة خشبية أثرية متنوعة الأحجام والأشكال، وقد خضعت كل قطعة من هذه القطع لبرامج معالجة كيميائية وفيزيائية مكثفة وفق أعلى المعايير العلمية العالمية لضمان الحفاظ على ألياف الخشب القديمة من التحلل أو التلف؛ كما تم استخدام أحدث أجهزة التوثيق الرقمي والمسح الليزري لتسجيل حالة كل جزء قبل الانخراط في مرحلة الربط النهائي، وتتم هذه العملية في بيئة محكومة تقنياً لضمان استقرار الحالة الإنشائية للسفينة تحت إشراف نخبة من الكوادر الوطنية التي أثبتت كفاءة منقطعة النظير في التعامل مع الآثار العضوية التي تتطلب حساسية مفرطة في النقل والتشوين والتركيب.

عنصر المشروع التفاصيل والبيانات
المدى الزمني المتوقع 4 سنوات من العمل المتواصل
عدد القطع الخشبية حوالي 1650 قطعة أثرية
مقر التنفيذ المتحف المصري الكبير (أمام الجمهور)
نوع الآثار آثار عضوية (خشب الأرز)

خطوات تنفيذ خطة إعادة تجميع سفينة الملك خوفو الثانية

يسير العمل في مشروع إعادة تجميع سفينة الملك خوفو الثانية وفق خطوات منهجية مدروسة بعناية فائقة لضمان التفرد والأمان، ويمكن تلخيص أبرز آليات العمل المتبعة حالياً في النقاط التالية:

  • إجراء عمليات التوثيق الفوتوغرافي والترميم الدقيق لكل قطعة خشبية على حدة قبل البدء في أي إجراء تجميعي.
  • استخدام هيكل معدني متطور ومصمم خصيصاً داخل غرف المتحف ليدعم استقرار الأجزاء الخشبية أثناء التركيب.
  • توفير مسارات رؤية خاصة تسمح لزوار المتحف بمراقبة المتخصصين أثناء قيامهم بمهام الترميم والتجميع خطوة بخطوة.
  • اعتماد تقنيات عالمية رائدة في الحفاظ على رطوبة وحرارة الأخشاب داخل الموقع لضمان عدم حدوث تشققات.
  • تطبيق نظام ترقيم إلكتروني متقدم يربط بين القطع الخشبية ومكانها الأصلي في جسم السفينة التاريخي.

يشكل نجاح مصر في بدء إعادة تجميع سفينة الملك خوفو الثانية دليلاً قاطعاً على الريادة المصرية في علوم التراث، حيث يمثل هذا الهيكل المعدني المخصص داخل غرف المتحف ضمانة أمان قصوى تمنع أي تهديد لسلامة السفينة، بينما تعكس الرؤية العلمية للدكتور عيسى زيدان وفريقه حجم التطور التقني الذي شهده قطاع الترميم في مصر، ليصبح هذا المشروع بمثابة مدرسة عالمية مفتوحة لتعليم فنون إحياء الآثار الغارقة أو المكتشفة في حفر في باطن الأرض لآلاف السنين وتجهيزها للعرض المتحفي المبهر.

تستمر الجهود في موقع العمل بمعدلات زمنية دقيقة لضمان انتهاء إعادة تجميع سفينة الملك خوفو الثانية في الوقت المحدد وبجودة تليق بمكانة الملك خوفو وتاريخ الأسرة الرابعة، ومما يزيد من أهمية هذا المسعى هو توثيق كل حركة ترميمية بالتعاون مع المنظمات الدولية ليكون المشروع مرجعاً بحثياً للأجيال القادمة من الأثريين، حيث إن دقة التعامل مع 1650 قطعة خشبية معالجة تضع المتحف المصري الكبير في مقدمة المؤسسات الثقافية التي تدمج بين الأصالة التاريخية وبين التكنولوجيا الحديثة في آن واحد.