قفزة جديدة.. أسعار الذهب تتخطى 4500 دولار للأوقية والفضة تسجل مستويات غير مسبوقة

توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً تشير إلى دخول الأسواق مرحلة غير مسبوقة من الزخم السعري، حيث شهدت الساعات الماضية تسجيل مستويات قياسية تاريخية مدفوعة بمزيج من التوترات الجيوسياسية التي عززت الطلب على الملاذات الآمنة، والرهانات الكبيرة لدى المستثمرين بشأن اتجاه الفيدرالي الأمريكي نحو خفض معدلات الفائدة مجدداً خلال العام المقبل؛ مما جعل “توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً” تتصدر اهتمام المؤسسات المالية الكبرى والمحافظ الاستثمارية الباحثة عن التحوط من تقلبات العملات والتضخم المحتمل في الأسواق الدولية.

العوامل المؤثرة في توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً

تتأثر توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً بمجموعة من المتغيرات الاقتصادية الكلية التي تزامنت جميعها لتدفع الأسعار نحو القمم، فقد سجل الذهب في التعاملات الفورية صعوداً بنسبة 0.5% ليصل إلى مستوى 4502.75 دولار للأوقية الواحدة، وذلك بحلول الساعة الثانية وخمس وعشرين دقيقة بتوقيت جرينتش، علماً بأن المعدن الأصفر كان قد لامس رقماً تاريخياً عند 4530.60 دولار في وقت سابق من ذات الجلسة؛ وهو ما يعكس قوة الاتجاه الصاعد وسيطرة التفاؤل على تحركات العقود الآجلة التي حققت هي الأخرى طفرات سعرية لافتة للنظر، حيث قفزت العقود الأمريكية الآجلة تسليم شهر فبراير شباط بنسبة 0.7% لتستقر عند مستوى قياسي جديد يبلغ 4533.60 دولار للأوقية، وهذا التناغم بين السوق الفورية والمستقبلية يعزز من مكانة توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً كأداة رئيسية لقياس مدى جاذبية الأصول الصلبة أمام الدولار الأمريكي الذي يواجه ضغوطاً من احتمالية تيسير السياسة النقدية الأمريكية.

اختراق مستويات المقاومة في توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً

لا تتوقف توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً عند بريق الذهب فحسب، بل امتدت لتشمل الفضة التي قفزت في المعاملات الفورية بنسبة 3.4% لتستقر عند 74.35 دولار للأوقية، وذلك قبل أن تواصل رحلة الصعود لتسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 75.14 دولار، وهذا النشاط المحموم يؤكد أن السيولة العالمية بدأت تتجه بكثافة نحو المعادن الصناعية والنفيسة كجزء من استراتيجية تنويع المخاطر، كما أن انفجار أسعار البلاتين بنسبة 8% والوصول لمستوى غير مسبوق عند 2413.62 دولار بحلول الساعة الثالثة وأربع دقائق بتوقيت جرينتش يعطي انطباعاً بأن توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً قد تتجاوز النماذج التقليدية للتحليل الفني لتصل إلى آفاق جديدة تماماً، مع العلم أن البلاديوم بدوره لم يتخلف عن هذا الركب مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 4.4% ليصل إلى 1757.25 دولار للأوقية، وهذا التزامن في الصعود الجماعي يعبر عن ثقة المستثمرين في القيمة الذاتية لهذه الأصول.

• تحفيز الطلب من خلال لجوء البنوك المركزية الكبرى لزيادة مخزوناتها من المعادن الثمينة.
• ضعف احتمالات عودة الفائدة المرتفعة مما يحول السيولة نحو الأصول التي لا تدر عائداً ثابتاً ولكنها تحتفظ بالقيمة.
• اتساع الفجوة بين العرض والطلب في المناجم العالمية خاصة بالنسبة للبلاتين والبلاديوم.
• تأثير الأزمات السياسية في المناطق الحيوية للعالم على شهية المخاطرة لدى المتداولين.

انعكاسات الفائدة الأمريكية على توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً

إن الارتباط الوثيق بين قرارات البنك المركزي الأمريكي وبين توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً يعد المحرك الأول للأسعار الحالية، فالمستثمرون يترقبون أي إشارات حول خفض تكلفة الاقتراض والتي تجعل الذهب والفضة أكثر جاذبية مقارنة بالسندات، وهذا يفسر لماذا يتسابق المتداولون لفتح مراكز شرائية طويلة الأمد بمجرد ظهور بيانات اقتصادية تدعم هذا التوجه، لا سيما أن توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً أصبحت مرتبطة بمؤشرات التضخم والعمالة في الولايات المتحدة بشكل وثيق، مما يجعل كل تقرير مرتقب بمثابة وقود جديد لرحلة الصعود التي لا يبدو أنها ستتوقف قريباً في ظل المعطيات الراهنة، حيث تسجل الأسواق كل يوم نقاطاً سعرية كانت تعتبر في وقت سابق من المستحيلات التقنية، ولكنها الآن أصبحت واقعاً ملموساً يفرض على المحللين إعادة تقييم أهدافهم السعرية للمستقبل القريب والبعيد؛ بناءً على هذه التطورات المذهلة التي شهدتها قاعات التداول أمس الجمعة.

تظل توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة عالمياً تحت مجهر المتابعة الدقيقة، حيث تبرهن الأرقام المسجلة في الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم على أن شهية السوق للمعدن النفيس في أوج نشاطها، لتستمر هذه المعادن في تأدية دورها المحوري كدرع واقٍ للاستثمارات العالمية في مواجهة عدم اليقين الاقتصادي السائد حالياً.