مستويات قياسية جديدة.. تحركات غير مسبوقة في أسعار الذهب والفضة والبلاتين بالأسواق العالمية

توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة خلال عام 2025 تشهد تحولات تاريخية غير مسبوقة في الأسواق العالمية، حيث سجل المعدن الأصفر مستويات قياسية جديدة مدفوعاً بزيادة الطلب الاستثماري والتوترات الاقتصادية التي تسيطر على المشهد المالي الدولي؛ إذ تشير البيانات الأخيرة إلى أن الذهب استطاع تحقيق قفزات سعرية هائلة تجاوزت المكاسب المعتادة، مما يجعله يتصدر قائمة الأصول الأكثر ربحية وجذباً للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن في ظل التقلبات الجيوسياسية الراهنة، مع استمرار صعوده الجماعي الذي شمل الفضة والبلاتين والبلاديوم بنسب نمو مذهلة وضعت الأسواق في حالة من الترقب المستمر لما ستسفر عنه الأشهر القادمة من مستويات سعرية قد تتخطى كل الحواجز النفسية المعروفة سابقاً.

أداء الذهب في ظل توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة

تستمر حالة التفاؤل في السيطرة على المتداولين رغم الضعف الذي يغلب عادة على حركة التداولات في مثل هذه الأوقات من السنة، إلا أن أسواق المعادن سلكت اتجاهاً صعودياً جماعياً لافتاً للنظر يعكس قوة الزخم الحالي، فقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم فبراير 2026 بنسبة بلغت 0.90% ما يعادل زيادة قدرها 40.70 دولاراً لتستقر عند مستوى 4543.50 دولاراً للأوقية الواحدة؛ وذلك بعد أن لامست خلال الجلسات مستوى 4561.60 دولاراً وهو الذي يعد أعلى مستوى لها على الإطلاق في التاريخ الحديث، وهذا الارتفاع القوي يأتي ضمن سياق أوسع حيث يتجه الذهب نحو تسجيل أكبر مكاسبه السنوية منذ عام 1979 بزيادة إجمالية بلغت 72% منذ مطلع العام الجاري، مما يؤكد صحة التحليلات التي تدعم توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة كأداة رئيسية للتحوط ضد التضخم وضعف العملات الورقية في الأسواق الناشئة والمتقدمة على حد سواء.

تحركات الفضة والبلاتين ضمن توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة

لم يتوقف الصعود عند المعدن الأصفر فحسب بل امتد ليشمل المعادن البيضاء التي حققت أرقاماً تفوق التوقعات الأولية بمراحل كبيرة، فقد قفزت أسعار العقود الآجلة للفضة تسليم مارس 2026 بنسبة 3.95% لتصل إلى 74.51 دولاراً للأوقية، مع العلم أنها لامست مستوى 75.84 دولاراً وهو قمة تاريخية جديدة لم تشهدها الأسواق من قبل، وتعكس هذه الطفرة التي وصلت إلى 158% منذ بداية العام مدى تعطش المستوعبين لامتلاك الفضة كأصل صناعي واستثماري في آن واحد، كما انضمت عقود البلاتين تسليم يناير إلى هذه الموجة الخضراء بزيادة بلغت 7.55% لتستقر عند 2417.60 دولاراً بعد ملامسة قمة 2476.20 دولاراً؛ وهو أمر يعزز من مصداقية توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة التي أشارت إلى إمكانية حدوث شح في المعروض العالمي يرفع القيم السوقية إلى مستويات فلكية لم تكن متوقعة في الحسابات التقليدية للمحللين الفنيين والأساسيين في البورصات العالمية.

  • ارتفاع سنوي للذهب بنسبة 72% وهو الأكبر منذ قرابة نصف قرن.
  • قفزة هائلة في أسعار الفضة بنسبة 158% منذ بداية عام 2025.
  • نمو أسعار البلاتين بنسبة 165% بفضل شح الإمدادات في المناجم العالمية.
  • صعود معدن البلاديوم بنسبة 90% مدفوعاً بحالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الدولية.

تأثير العرض والطلب على توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة

تلعب العوامل الجيوسياسية والسياسات التجارية دوراً محورياً في رسم ملامح الأسعار الحالية والمستقبلية، فعلاوة على نقص المعروض الفعلي من المعادن في الأسواق، يبرز القلق من الرسوم الجمركية كعامل محفز لزيادة الأسعار بشكل مضطرد، وقد صعدت عقود البلاديوم تسليم مارس بنسبة 6.90% لتصل إلى 1931.50 دولاراً، مما يعكس الارتباط الوثيق بين اضطراب سلاسل التوريد وبين ارتفاع القيمة السوقية لهذه المعادن النادرة؛ حيث يجد المستثمرون أنفسهم أمام واقع جديد تفرض فيه الندرة كلمتها العليا فوق آليات التداول التقليدية، وتظل توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة مرهونة بمدى استقرار الأوضاع السياسية العالمية، إلا أن المؤشرات الرقمية المسجلة حتى الآن تؤكد أننا نعيش عاماً استثنائياً بامتياز في تاريخ الاستثمار بالمعادن الثمينة، وهو ما يظهر جلياً في الجدول التالي الذي يلخص أبرز التحركات السعرية الأخيرة:

المعدن الثمين السعر الحالي (دولار) نسبة الارتفاع السنوي
الذهب (عقود فبراير 2026) 4543.50 72%
الفضة (عقود مارس 2026) 74.51 158%
البلاتين (عقود يناير) 2417.60 165%
البلاديوم (عقود مارس) 1931.50 90%

تستمر توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة في جذب أنظار كبار الصناديق السيادية والمستثمرين الصغار على حد سواء؛ إذ أن الأرقام القياسية المسجلة اليوم ليست سوى انعكاس لواقع اقتصادي يتسم بعدم اليقين، مما يجعل المعادن الثمينة هي الخيار الأكثر أماناً واستدامة للحفاظ على الثروات وتنميتها في ظل المتغيرات المتسارعة التي نعيشها.