مستويات قياسية جديدة.. اشتعال أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة في الأسواق العالمية

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة تشير إلى استمرار المكاسب التاريخية، حيث سجل المعدن الأصفر والفضة مستويات قياسية غير مسبوقة خلال تعاملات يوم الجمعة الموافق 26 ديسمبر؛ إذ يندفع المستثمرون نحو الملاذات الآمنة مع زيادة اليقين بخفض الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة، وهو ما عزز من جاذبية الأصول التي لا تدر عائداً وجعل الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء سنوي منذ عقود طويلة.

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في ظل التغييرات النقدية

شهدت الأسواق تحولات دراماتيكية مع قفز سعر الذهب الفوري بنسبة 1.1% ليصل إلى 4529.8 دولاراً للأونصة بعد ملامسته قمة تاريخية عند 4533.14 دولاراً، بينما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة تسليم فبراير بنسبة 1.3% لتبلغ 4559 دولاراً؛ وتأتي هذه القفزات مدعومة بتراجع الدولار الذي حام قرب أدنى مستوياته في شهرين، مما جعل تكلفة اقتناء المعدن النفيس أقل لحاملي العملات الأخرى؛ حيث يرى المحللون أن هذا الصعود القوي الذي بلغت نسبته 72% خلال عام 2025 يعكس حالة من عدم اليقين الجيوسياسي وتوجه البنوك المركزية العالمية لتقليص الاعتماد على الأوراق المالية الأمريكية واستبدالها باحتياطيات من المعدن الأصفر؛ إضافة إلى تأثير ارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة التي رفعت مستويات الطلب الفعلي، بينما تترقب الأسواق حالياً خفضين إضافيين في أسعار الفائدة خلال العام المقبل؛ مما يعزز من قوة توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة خلال الفترة القادمة ويمنحها زخماً إضافياً لاختراق مستويات سعرية لم تكن متوقعة من قبل.

المعدن النفيس السعر القياسي المسجل نسبة الارتفاع السنوية التقريبية
الذهب (فوري) 4533.14 دولار 72%
الفضة (فورية) 77.12 دولار 167%
البلاتين 2452.95 دولار 170%
البلاديوم 1901.74 دولار 90%

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة والفضة

تجاوزت الفضة أداء الذهب بشكل لافت؛ حيث قفزت في المعاملات الفورية لتسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 77.11 دولاراً محققة ارتفاعاً مذهلاً بنحو 167% منذ بداية العام، ويرجع هذا التفوق إلى تضافر مجموعة من العوامل الاقتصادية والصناعية التي جعلت المعدن الأبيض يتصدر المشهد الاستثماري؛ ومن أهم هذه العوامل:

  • نقص الإمدادات الحاد وتراجع المخزونات العالمية الذي أدى إلى فجوة بين العرض والطلب.
  • إدراج الولايات المتحدة للفضة ضمن قائمة المعادن الحيوية والحرجة للأمن القومي والصناعي.
  • الطلب الصناعي المتزايد وتدفقات الاستثمارات القوية نحو صناديق المؤشرات التي تتبع المعادن.
  • التخلص المستمر من الدولار من قبل القوى الاقتصادية الكبرى كجزء من تنويع المحافظ السيادية.

وهذه الأسباب مجتمعة جعلت الفضة تسجل زيادة بنسبة 7% في يوم واحد لتصل إلى 77.12 دولاراً، وهو ما يبرهن على أن توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة لا تقف عند حدود التحوط فقط؛ بل تشمل فرصاً استثمارية صناعية واسعة النطاق في ظل سياسة التيسير النقدي التي ينتهجها الفيدرالي.

أداء البلاتين والبلاديوم ضمن توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة

لم يكن قطاع المعادن الأخرى بعيداً عن هذه الطفرة السعرية؛ فقد قفزت أسعار البلاتين في المعاملات الفورية بأكثر من 10% لتسجل ارتفاعاً قياسياً عند 2452.95 دولار للأونصة ملامسة مستويات غير مسبوقة في تاريخها، وحقق البلاديوم أيضاً مكاسب قوية بارتفاعه بنسبة 12% ليصل إلى 1901.74 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات؛ وتعود هذه المكاسب الملحوظة إلى حالة شح المعروض والضبابية الكبيرة المحيطة بالرسوم الجمركية العالمية التي أثرت على سلاسل الإمداد، مما دفع هذه المعادن لتحقيق أقوى أداء أسبوعي لها على الإطلاق بنسب ارتفاع بلغت 170% للبلاتين و90% للبلاديوم منذ مطلع العام الجاري؛ ومع استمرار نهج التيسير النقدي، يرى الخبراء أن توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة ستظل في مسار صاعد ما دام الضغط على الدولار مستمراً والطلب الصناعي في نمو مضطرد.

يعكس هذا المشهد المتكامل في الأسواق العالمية كيف تحولت المعادن إلى ملاذ حتمي يتجاوز كونه مخزناً للقيمة؛ لتصبح أدوات استراتيجية تعيد صياغة المشهد المالي العالمي في ظل التوترات الاقتصادية الراهنة، وسيبقى المستثمرون يراقبون عن كثب قرارات الفيدرالي القادمة لتحديد الوجهة النهائية التي قد تذهب إليها توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة هذا العام.