مكاسب قياسية.. أسعار الذهب والفضة والبلاديوم تلامس مستويات غير مسبوقة عالميًا

توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة تشير إلى استمرار المكاسب التاريخية التي نشهدها حالياً، حيث سجلت الأسواق مستويات قياسية غير مسبوقة خلال تعاملات يوم الجمعة الموافق 26 ديسمبر/ كانون الأول؛ وذلك مدفوعاً بزيادة التدفقات نحو الملاذات الآمنة وتنامي الآمال بشأن توجه الاحتياطي الفدرالي نحو خفض معدلات الفائدة مجدداً خلال العام المقبل، وهو ما منح المعدن الأصفر والفضة وبقية المعادن زخماً قوياً أمام الدولار الضعيف.

أسباب استمرار ارتفاع توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة

إن مشهد الصعود الحالي لا يتوقف عند الذهب فقط، بل يمتد ليشمل كافة قطاعات المعادن الثمينة التي تستفيد من سياسة التيسير النقدي الأميركية؛ ففي جلسة تداول واحدة قفز الذهب الفوري بنسبة تقدر بنحو 1.1% ليلامس مستوى 4529.8 دولاراً للأونصة بعد بلوغ ذروة تاريخية عند 4533.14 دولاراً في وقت سابق من اليوم، وبالتزامن مع هذا الأداء القوي شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير زيادة بنسبة 1.3% لتصل إلى 4559 دولاراً للأونصة الواحدة؛ مما يعكس ثقة المستثمرين في القيمة المستقبلية للمعدن النفيس، ويمكن تلخيص الدوافع الرئيسية وراء هذه الحركة في النقاط التالية:

• توقعات الأسواق لخفضين إضافيين في أسعار الفائدة الأميركية خلال عام 2026.
• تزايد حالة الغموض الجيوسياسي وتوجه الدول لتقليص اعتمادها على الدولار الأميركي.
• إدراج الفضة والبلاتين ضمن القوائم الاستراتيجية للمعادن الحرجة في الولايات المتحدة.
• الطلب الفيزيائي القوي من جانب البنوك المركزية العالمية وصناديق الاستثمار المتداولة.

توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة والأداء السنوي

سجل الذهب أداءً استثنائياً خلال عام 2025 محققاً ارتفاعاً إجمالياً بلغ نحو 72% حتى اللحظة، وهو ما يضع المعدن الأصفر على الطريق الصحيح لتسجيل أكبر مكاسب سنوية له منذ عام 1979؛ حيث ساهم ابتعاد المستثمرين عن الأوراق المالية الأميركية في تعزيز مكانة الأصول التي لا تدر عائداً مثل الذهب والفضة، وبينما كانت الأنظار تتجه للذهب استطاعت الفضة في المعاملات الفورية أن تقفز بنسبة 7% لتلامس 77.12 دولاراً للأونصة، محققة بذلك زيادة هائلة بنسبة 167% منذ مطالع العام الحالي، ويتضح من حركة التداولات أن نقص الإمدادات الفعلي في الأسواق العالمية وتدفق الاستثمارات الضخمة ساهما في وصول الفضة إلى قمتها التاريخية متجاوزة كافة المستويات السابقة المسجلة عند 75.62 دولاراً؛ مما يعزز من قوة توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة في المديين المتوسط والبعيد.

نمو الطلب الصناعي وتأثيره على توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة

الاضطرابات في سلاسل الإمداد وشح المعروض العالمي لعبا دوراً محورياً في دفع أسعار البلاتين والبلاديوم نحو مستويات مذهلة؛ فقد قفز سعر البلاتين في المعاملات الفورية بأكثر من 10% ليصل إلى 2452.95 دولاراً للأونصة وهو مستوى غير مسبوق في تاريخ تداولاته، ولم يكن البلاديوم بعيداً عن هذا المشهد حيث ارتفع بنسبة تجاوزت 12% ليلامس 1901.74 دولاراً مسجلاً أعلى ذروة سعرية له منذ ثلاث سنوات مضت، وتأتي هذه القفزات في ظل الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية العالمية والطلب الصناعي المتزايد الذي يتخطى حجم الإنتاج الحالي، وهو ما يفسر تسجيل البلاتين لأقوى ارتفاع أسبوعي في تاريخه؛ حيث تتضافر عوامل ندرة المخزونات مع الرغبة في التحوط ضد التضخم لتجعل من هذه المعادن خيارات استثمارية أولية تتصدر المشهد الاقتصادي وتدعم بكل قوة كافة توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة.

تستمر العملات العالمية في التذبذب بينما يحافظ الدولار على بقائه قرب أدنى مستوياته في شهرين؛ وهو الأمر الذي يوفر أرضية صلبة لمواصلة رحلة الصعود الجماعي للمعادن الثمينة التي باتت تجذب الصناديق الاستثمارية أكثر من أي وقت مضى، ومع اقتراب نهاية العام وتأكيد البيانات على نقص المعروض يظل التفاؤل سيد الموقف في أروقة البورصات العالمية تجاه توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة.