تجاوزت 75 دولاراً.. أسعار الفضة والذهب تسجل أرقاماً قياسية جديدة في الأسواق العالمية

توقعات أسعار الذهب والفضة في ظل خفض الفائدة والتوترات الجيوسياسية هي المحور الأساسي لنقاشات المستثمرين في الأسواق المالية العالمية والباحثين عن تحصين مدخراتهم من تآكل العملات، حيث تسيطر حالة من الترقب الشديد على المتداولين مع كل قرار جديد يخرج من أروقة البنوك المركزية الكبرى وتحديداً الفيدرالي الأمريكي؛ إذ تعكس القفزات غير المسبوقة في قيم المعادن رغبة حقيقية من رؤوس الأموال العالمية في الهرب نحو أصول تمتلك قيمة ملموسة، خاصة عندما تضطرب الخريطة السياسية في مناطق حيوية من العالم وتتزايد المخاوف من عودة التضخم الجامح.

توقعات أسعار الذهب والفضة ومسار الفضة التاريخي نحو مستويات قياسية

تتصدر الفضة المشهد الاستثماري حالياً بعد أن حققت مفاجأة من العيار الثقيل بتخطيها حاجز 75 دولاراً للأوقية لأول مرة في تاريخ المعاملات الفورية، وهو الأمر الذي جعل المحللين يضعون توقعات أسعار الذهب والفضة في خانة النمو الفائق خلال المستقبل القريب، حيث صعد المعدن الأبيض بنسب مذهلة بلغت 4.5% منتصف التعاملات لتستقر عند 75.20 دولاراً مع ملامسة القمة التاريخية عند 75.62 دولار؛ وهذا الانفجار السعري الذي يمثل نمواً تراكمياً بنسبة 161% منذ يناير يعود بالأساس إلى خلل ميزان العرض والطلب العالمي، وتنامي الطلب الصناعي الضخم خاصة بعد الاعتمادات الاستراتيجية الأمريكية لهذا المعدن في صناعات التكنولوجيا والطاقة البديلة، مما جذب تدفقات نقدية ضخمة كانت تبحث عن فرصة بديلة للذهب التقليدي المحاط بكثير من قيود السعر المرتفع.

تحليل توقعات أسعار الذهب والفضة وارتباط المعدن الأصفر بالدولار الأمريكي

لا يزال المعدن الأصفر يمثل حجر الزاوية في استراتيجيات التحوط العالمية حيث ارتفع الذهب الفوري بنسبة 1.1% ليصل إلى 4,526.92 دولار للأوقية في ظل تحسن مطرد ضمن توقعات أسعار الذهب والفضة للنصف الثاني من العقد الحالي، ملامساً مستوى 4,533.14 دولار خلال جلسة الجمعة الأخيرة؛ وفي ذات السياق قفزت العقود الآجلة تسليم فبراير بنسبة 1.3% لتستقر فوق مستوى 4,559 دولاراً، بالتزامن مع تآكل قوة مؤشر الدولار الأمريكي الذي يتجه لتسجيل خسائر أسبوعية واضحة أمام العملات الرئيسية الأخرى، مما يمنح المستثمرين من خارج منطقة الدولار قدرة شرائية أكبر ويعزز من مكاسب الذهب الذي يطمح حالياً لتسجيل أفضل أداء سنوي له منذ قرابة أربعة عقود ونصف، مدفوعاً بعمليات الشراء السيادية التي تجريها البنوك المركزية العالمية لتنويع محفظتها بعيداً عن أخطار تقلبات العملة الخضراء.

المعدن الثمين ومؤشر السوق السعر القياسي المحقق (دولار) نسبة الارتفاع والنمو
الفضة الفورية (القمة التاريخية) 75.62 دولار للأوقية 4.5% لحظياً (161% سنوياً)
الذهب الفوري (التداول الفعلي) 4,533.14 دولار للأوقية 1.1% تقريباً خلال الجلسة
عقود الذهب الآجلة (فبراير) 4,559 دولار للأوقية 1.3% ارتفاعاً في العقود

العوامل الجوهرية المؤثرة على توقعات أسعار الذهب والفضة في المدى الطويل

تعتمد الرؤية المستقبلية للمحلل بيتر غرانت من مؤسسة “زانير ميتالس” على فكرة أننا نعيش في عصر الفائدة المنخفضة الذي قد يمتد حتى عام 2026، وهو بيئة مثالية لنمو الأصول التي لا تدر فائدة دورية وتعتمد على نمو القيمة المضافة؛ ويرى الخبراء أن توقعات أسعار الذهب والفضة تظل قوية رغم شبح جني الأرباح الذي قد يظهر مع إغلاقات السنوية، والسبب يكمن في وجود محركات هيكلية لا يمكن تجاهلها في السوق العالمي للمواد الأساسية والملاذات الآمنة:

  • تحرك الصناديق السيادية والبنوك المركزية لتقليل الاعتماد الكلي على الدولار في احتياطاتها المالية.
  • تزايد وتيرة شراء الذهب عبر صناديق المؤشرات المتداولة التي تعزز الطلب الاستثماري الفردي.
  • اشتعال الأزمات الجيوسياسية وفشل الحلول الدبلوماسية مما يرفع كلفة البديل المادي الآمن.
  • عجز الإمدادات في مناجم الفضة مقابل التوسع الهائل في قطاعات الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية.

وتشير البيانات التحليلية إلى أن الفضة تتهيأ لاقتحام حاجز الـ 80 دولاراً قبل نهاية العام الجاري، بينما يضع الخبراء هدف الـ 5,000 دولار للذهب كغاية واقعية في عام 2025؛ مما يؤكد أن متابعة توقعات أسعار الذهب والفضة أصبحت ضرورة ملحة لفهم التحولات الجذرية في النظام المالي العالمي الذي يتجه نحو استعادة بريق المعادن في مواجهة الديون السيادية والتقلبات النقدية المستمرة.