5 سنتات زيادة.. أسعار خام برنت تسجل 62.29 دولار في الأسواق العالمية

توقعات أسعار النفط العالمية شهدت تحولات ملحوظة خلال تعاملات يوم الجمعة مع تسجيل ارتفاعات طفيفة متأثرة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في مناطق الإنتاج الرئيسية، حيث ساهمت الضغوط الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات الخام الفنزويلي بجانب العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في شمال غرب نيجيريا في خلق حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين، وهو ما أدى لتذبذب مؤشرات الخام بين محاولات التعافي والمخاوف من استمرار تراجع الطلب العالمي على المدى الطويل.

توقعات أسعار النفط العالمية وتأثير التوترات في نيجيريا وفنزويلا

تعاملت الأسواق اليوم مع معطيات ميدانية جديدة أدت إلى صعود محدود في قيمة البرميل، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار خمسة سنتات لتصل إلى مستوى 62.29 دولاراً للبرميل بنسبة زيادة طفيفة بلغت 0.1 بالمئة؛ وفي ذات السياق تقدم خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بستة سنتات مسجلاً 58.41 دولاراً، وتأتي هذه التحركات في ظل مراقبة دقيقة لنتائج الضربات الجوية الأمريكية في ولاية سوكوتو النيجيرية التي نفذت بالتنسيق مع السلطات المحلية هناك، فعلى الرغم من أن مراكز الإنتاج الأساسية في نيجيريا تتركز في الأقاليم الجنوبية، إلا أن العمليات العسكرية في الشمال الغربي زادت من حدة المخاطر الجيوسياسية وضاعفت من قلق الموردين بشأن استقرار الإمدادات الأفريقية في الأسواق الدولية خلال الفترة القادمة.

آفاق توقعات أسعار النفط العالمية في ظل الحصار الاقتصادي

اتخذت الإدارة الأمريكية خطوات تصعيدية لتعزيز الضغط على كراكاس عبر إصدار أوامر للقوات العسكرية بالتركيز على فرض حصار بحري واقتصادي على شحنات النفط الفنزويلية لمدة لا تقل عن شهرين متواصلين، حيث تسعى واشنطن من خلال هذا التوجه إلى استخدام الأدوات المالية والاقتصادية كبديل للتدخل العسكري المباشر للضغط على السلطات الفنزويلية، وهذا النوع من السياسات يؤثر بشكل مباشر على توقعات أسعار النفط العالمية كونه يهدد بتقليص المعروض من دولة تمتلك احتياطيات ضخمة؛ والجدول التالي يوضح تفاصيل الأسعار المسجلة في آخر التحديثات مقارنة بالتغيرات الطفيفة الحاصلة:

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار النفط العالمية السنوية

تواجه أسواق الطاقة احتمال تسجيل أكبر خسارة سنوية منذ عام 2020 نتيجة تقييم المستثمرين لتباطؤ آفاق النمو في الاقتصاد الأمريكي وتزايد احتمالات فائض العرض مقابل الطلب في السنة المقبلة، حيث تشير البيانات إلى أن خام برنت قد ينهي العام بانخفاض قدره 16% بينما قد يهبط خام غرب تكساس بنحو 18%؛ وهي أرقام تعيد للأذهان تداعيات جائحة كوفيد-19 التي عصفت بالأسواق سابقاً، وتتفاقم هذه النظرة التشاؤمية مع ظهور مشكلات لوجستية في ممرات إمداد حيوية أخرى، ويمكن تلخيص أبرز التحديات الراهنة في النقاط التالية:

• تراجع الشحنات القادمة من كازاخستان عبر خط أنابيب بحر قزوين بنسبة تصل إلى الثلث تقريباً خلال شهر ديسمبر الحالي.
• الأضرار التي لحقت بمنشآت التصدير في محطة اتحاد خط أنابيب بحر قزوين بالبحر الأسود نتيجة هجوم طائرة بدون طيار.
• انخفاض مستويات التصدير من البحر الأسود إلى أدنى مستوياتها منذ شهر أكتوبر من عام 2024 مما يعطل انسيابية التوريد.
• الموازنة الصعبة التي يجريها المستثمرون بين مخاطر انقطاع الإمدادات في فنزويلا وبين مخاوف الركود العالمي.

تستمر تقلبات السوق في رسم ملامح توقعات أسعار النفط العالمية للمرحلة المقبلة وسط تداخل معقد بين السياسة العسكرية والاقتصادية للدول الكبرى، فالحصار المفروض على فنزويلا والاضطرابات الأمنية في نيجيريا وكازاخستان تظل عوامل تدفع بالأسعار نحو الأعلى مؤقتاً؛ بينما تظل المخاوف من ضعف الطلب العالمي وزيادة الإنتاج هي المحرك الأساسي الذي يضغط على الأسواق نحو تسجيل تراجعات سنوية حادة تعكس حالة القلق المهيمنة على قطاع الطاقة بانتظار استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية في العام الجديد.