مستويات تاريخية.. أسعار الذهب والفضة تسجل أرقامًا غير مسبوقة في الأسواق العالمية

توقعات أسعار المعادن النفيسة والذهب والفضة اليوم تشهد تحولات تاريخية غير مسبوقة في الأسواق العالمية، حيث قفزت الأرقام إلى مستويات قياسية لم نعهدها من قبل نتيجة تضافر عدة عوامل اقتصادية وسياسية معقدة؛ فقد سجلت الفضة والذهب والبلاتين طفرات سعرية هائلة خلال تعاملات يوم الجمعة، مدفوعة بشكل أساسي بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وزيادة حدة التوترات الجيوسياسية في مختلف مناطق العالم، مما جعل الملاذات الآمنة تتصدر مشهد التداولات العالمية بقوة وثبات.

توقعات أسعار المعادن النفيسة في ظل تسجيل أرقام قياسية للذهب

شهدت الأسواق قفزة نوعية في أسعار الذهب خلال المعاملات الفورية بمعدل 0.7% لتصل الأوقية إلى مستوى 4511.70 دولار، وذلك بعد أن لامست قمة تاريخية جديدة عند 4530.60 دولار في وقت سابق من جلسة التداول، وهو ما يعكس رغبة المستثمرين الجارفة في التحوط ضد التقلبات المالية العالمية التي تعصف بالعملات الرئيسية؛ وتبع ذلك صعود لافت في العقود الأمريكية الآجلة للمعدن الأصفر تسليم شهر فبراير بنسبة 0.9% لتستقر عند 4541.30 دولار للأوقية الواحدة، مما يعزز من قوة الذهب في مواجهة الدولار الذي يعاني من تراجع مستمر أمام سلة العملات والمعادن، ويؤكد أن السلسلة التاريخية من الارتفاعات التي شهدها هذا العام هي الأكبر منذ عام 1979 بفضل سياسة التيسير النقدي التي يتبعها مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، فضلاً عن الطلب المتزايد من البنوك المركزية حول العالم التي تسعى لتنويع احتياطاتها بعيداً عن العملة الأمريكية.

أداء الفضة والبلاتين وتأثيراتها على توقعات أسعار المعادن النفيسة

لم تتوقف المكاسب عند حدود الذهب بل امتدت لتشمل الفضة التي حققت قفزة هائلة في المعاملات الفورية بنسبة 3.8% ليصل سعر الأوقية إلى 74.65 دولار، وذلك بعد أن اخترقت حاجز الـ 75 دولاراً للمرة الأولى في تاريخها مسجلة مستوى 75.14 دولار، وهو رقم يضع الفضة في مقدمة الأصول المحققة للأرباح خلال هذه الدورة السعرية؛ وبجانب ذلك انفجرت أسعار البلاتين بنسبة 9.3% لتصل إلى 2426.20 دولار للأوقية بعد أن لمست مستوى غير مسبوق عند 2448.25 دولار، كما لم يتخلف البلاديوم عن هذا الركب الصاعد حيث قفز بأكثر من 7% ليصل إلى 1809.82 دولار للأوقية، وهذا التناغم في الارتفاع الجماعي يعكس حالة عامة من الهروب نحو الأصول الملموسة والنفيسة التي تحافظ على قيمتها وسط الضجيج الاقتصادي العالمي القائم اليوم.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار المعادن النفيسة عالمياً

تتأثر هذه التقلبات الحادة بمجموعة من المحركات الجوهرية التي تضع المستثمر أمام خيارات مدروسة، حيث يمكن تلخيص أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الصعود التاريخي في النقاط التالية:

• سياسة التيسير النقدي التي ينتهجها البنك المركزي الأمريكي وتوقعات خفض الفائدة التي تزيد من جاذبية المعادن التي لا تدر عائداً ثابتاً.
• حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتوترات الدولية التي تدفع رؤوس الأموال للبحث عن ملاذات آمنة بعيدة عن المخاطر السياسية.
• الطلب القوي والمستمر من قبل البنوك المركزية العالمية لتعزيز احتياطاتها من الذهب كمخزن قيمة استراتيجي.
• ارتفاع حيازات صناديق الاستثمار المتداولة التي تضخ سيولة ضخمة في سوق المعادن لمواكبة الطلب المؤسسي المتزايد.
• الاتجاه العالمي المستمر للتخلص من هيمنة الدولار الأمريكي والبحث عن بدائل نقدية وأصول أكثر استقراراً في الأمد الطويل.

ويؤدي تضافر هذه العوامل إلى خلق بيئة خصبة لاستمرار زخم الصعود، خاصة مع تسجيل الذهب لأكبر مكاسبه السنوية منذ عقود طويلة، مما يجعل مراقبة التحركات السعرية اليومية ضرورة ملحة لكل المهتمين بقطاع الاستثمار وتداول الأصول المادية؛ وبناءً على المعطيات الحالية فإن السوق يترقب مزيداً من البيانات الاقتصادية التي قد تدعم أو تحد من هذه الارتفاعات المتسارعة في قادم الأيام.

تستمر توقعات أسعار المعادن النفيسة في جذب الأنظار مع وصول الفضة والذهب والبلاتين لمستويات غير مسبوقة، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول سقف هذه الارتفاعات في ظل التقلبات المالية العالمية الراهنة وتراجع قيمة العملات التقليدية أمام قوة هذه الأصول الراسخة.