مكاسب أسبوعية قوية.. أسهم وعملات الأسواق الناشئة تسجل صعودًا جماعيًا لافتًا بمؤشراتها

أداء أسهم وعملات الأسواق الناشئة يتجه حالياً نحو إنهاء عام 2025 بمكاسب أسبوعية ملحوظة، مدفوعاً بتفاؤل المستثمرين رغم هدوء التداولات المعتاد في عطلات نهاية العام، حيث كشفت بيانات وكالة بلومبرغ الصادرة اليوم الجمعة عن انتعاش قوي في المعنويات العامة قبل طي صفحة السنة الحالية؛ مما ساهم في دفع المؤشرات الرئيسية نحو مستويات قياسية لم تشهدها منذ منتصف نوفمبر الماضي وسط توقعات باستمرار هذا الزخم الإيجابي.

توقعات أداء أسهم وعملات الأسواق الناشئة في ظل طفرة التكنولوجيا

تشهد الساحة المالية العالمية تحولات كبيرة تعزز من قوة أداء أسهم وعملات الأسواق الناشئة، إذ سجل مؤشر “إم إس سي آي” صعوداً بنسبة 0.6% خلال جلسات التداول الآسيوية ليصل إلى أعلى قمة له منذ الرابع عشر من نوفمبر؛ وقد كانت أسواق التكنولوجيا في كوريا الجنوبية وتايوان هي المحرك الرئيسي لهذه القفزة الإقليمية مع وصول أسهم شركة سامسونغ إلكترونيكس إلى مستوى تاريخي جديد غير مسبوق، وهذا التفوق جعل المؤشر يحصد مكاسب إجمالية بنسبة 2.2% على مدار خمس جلسات متتالية محققاً أفضل وتيرة أسبوعية منذ نهاية نوفمبر الماضي؛ ويأتي هذا الصعود رغم إغلاق البورصات في إندونيسيا وهونغ كونغ بسبب عطلات رسمية مؤقتة؛ مما يعكس مرونة هذه الأسواق وقدرتها على جذب رؤوس الأموال حتى في فترات انخفاض السيولة الموسمية، وتظهر البيانات المتاحة توزيع المكاسب وفقاً لما يلي:

  • ارتفاع مؤشر MSCI للأسواق الناشئة بنسبة 0.6% في آخر التداولات.
  • تحقيق مكاسب تراكمية أسبوعية للمؤشر بنسبة 2.2%.
  • نمو مؤشر عملات الدول النامية بنسبة 0.6% منذ الجمعة الماضية.
  • استمرار صعود العملات للأسبوع الرابع على التوالي في أداء هو الأقوى منذ أغسطس.

العوامل المؤثرة على أداء أسهم وعملات الأسواق الناشئة لعام 2026

رغم أن أداء أسهم وعملات الأسواق الناشئة يبدو في طريقه لوداع عام 2025 بنمو يقارب 30% منذ البدء؛ إلا أن مراقبي الاستثمار يؤكدون أن الاستدامة مرهونة بوضوح الرؤية حول تقنيات الذكاء الاصطناعي وقرارات الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فالتوقعات المستقبلية ما زالت تكتنفها بعض الضبابية نتيجة عدم يقين اتجاهات التضخم العالمي؛ وقد أشارت تشارو تشانانا كبيرة استراتيجيي الاستثمار في “ساكسو ماركتس” إلى أن الإيمان بموضوعات الذكاء الاصطناعي ليس متساوياً بين المستثمرين رغم كونه المحرك الجوهري للأسواق حالياً، وتضيف أن استمرارية هذه الموجة الصاعدة مرتبطة ببقاء الدولار الأمريكي في مستويات ضعيفة نسبياً؛ لكن الاختبار الحقيقي والحاسم لهذه التوقعات سيتضح مع مطلع شهر يناير عند عودة السيولة الضخمة للتدفق مرة أخرى في الأسواق العالمية، ولتوضيح الفوارق الرقمية في الأداء الأخير يمكن النظر في الجدول التالي:

المؤشر المالي نسبة التغير السنوي/الأسبوعي أبرز المحركات
مؤشر الأسهم (MSCI) +30% منذ بداية العام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا
مؤشر العملات النامية أكبر زيادة أسبوعية منذ أغسطس ضعف الدولار الأمريكي
سهم سامسونغ مستوى قياسي جديد الطفرة التقنية في كوريا

تحركات العملات وتأثيرها على أداء أسهم وعملات الأسواق الناشئة

برز الوون الكوري كأحد أقوى العناصر في أداء أسهم وعملات الأسواق الناشئة خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث قاد مكاسب العملات مستفيداً من تراجع العملة الأمريكية وتدفق الاستثمارات الأجنبية بكثافة نحو البورصة المحلية؛ وقد لامس الوون أقوى مستوياته منذ مطلع نوفمبر بعد تصريحات حكومية حازمة أكدت أن الضعف الشديد للعملة أمر غير مقبول ولن يتم التهاون معه؛ مشيرة إلى أن السلطات ستبدي إصراراً قوياً لتنظيم سوق الصرف والتصدي للتقلبات غير المبررة، وفي الوقت ذاته حافظ اليوان الصيني على استقراره بعدما حدد البنك المركزي سعر الصرف المرجعي عند مستوى أقل من توقعات المحللين بهامش قياسي؛ وهي خطوة تكتيكية تهدف بوضوح إلى كبح جماح الارتفاع السريع للعملة وحماية التنافسية التجارية، خصوصاً بعدما كسر اليوان الخارجي حاجز 7 يوانات للدولار الواحد لأول مرة منذ الربع الثالث من عام 2024؛ تزامناً مع مراقبة الأسواق لأسعار الين واليورو المتباينة التي ظهرت مؤخراً في مكاتب الصرافة العالمية.

تظل مراقبة أداء أسهم وعملات الأسواق الناشئة خلال المرحلة القادمة أمراً حيوياً لكل مهتم بالتجارة والمناقلة المالية؛ فالتوازن بين أسعار الفائدة الأمريكية وقوة الدولار سيحدد مسار التدفقات النقدية نحو الدول النامية التي أثبتت كفاءة عالية في امتصاص التقلبات الحادة بنهاية عام 2025.