سعر قياسي.. الذهب يحطم الأرقام التاريخية عالميا وسط توقعات خفض الفائدة الأمريكية

أسعار الذهب والفضة اليوم تشهد قفزات تاريخية غير مسبوقة في ظل تقلبات اقتصادية عنيفة تسيطر على الأسواق العالمية، حيث سجل المعدن الأصفر مستويات قياسية جديدة مدفوعًا بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة مع استمرار ضعف الدولار وتصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في مناطق متفرقة، وهو ما دفع المستثمرين والمضاربين نحو تعزيز حيازاتهم من المعادن النفيسة بشكل مكثف ترقبًا لقرارات خفض الفائدة الأمريكية.

توقعات أسعار الذهب والفضة اليوم في ظل زخم السوق

بلغ سعر الذهب الفوري مستوى تاريخيًا جديدًا عند 4515.73 دولارًا للأوقية بزيادة نسبتها 0.8%، وذلك بعد أن لامس في وقت مبكر من جلسة يوم الجمعة قمة بلغت 4530.60 دولارًا؛ مما يعكس قوة الاندفاع الشرائي الحالي؛ وفي ذات السياق ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية تسليم شهر فبراير لتستقر عند 4545.10 دولارًا بارتفاع قدره 0.9%، بينما انفجرت أسعار الفضة الفورية بنمو هائل وصل إلى 3.8% لتبلغ 74.68 دولارًا للأوقية بعد أن حققت أعلى قمة لها على الإطلاق عند 75.14 دولارًا؛ ويرى خبراء السوق في “أواندا” أن هذا الزخم يقوده المضاربون نتيجة نقص السيولة في نهايات العام وتزايد الرهانات على تيسير السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي بالاشتراك مع المخاطر السياسية القائمة؛ حيث تشير التنبؤات الفنية إلى احتمالية وصول الذهب إلى عتبة 5000 دولار والفضة إلى 90 دولارًا خلال النصف الأول من عام 2026.

المعدن النفيس السعر الفوري (دولار) نسبة الارتفاع
الذهب (الأوقية) 4515.73 0.8%
الفضة (الأوقية) 74.68 3.8%
البلاتين (الأوقية) 2349.65 5.8%
البلاديوم (الأوقية) 1801.25 7%

العوامل المؤثرة على توجهات أسعار الذهب والفضة اليوم

ترتكز أسباب الارتفاع الحالي على مجموعة من الركائز الاقتصادية والسياسية التي منحت المعادن الثمينة تفوقًا واضحًا خلال العام الحالي؛ ويوضح الجدول الزمني للأحداث أن الذهب سجل أكبر مكاسب سنوية له منذ عام 1979 بفضل الدعم القوي من البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المتداولة؛ ويمكن تلخيص المحركات الأساسية كالتالي:

  • انتظار الأسواق قرارين لخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل مما يعزز جاذبية الأصول التي لا تدر عائدًا.
  • تصاعد النزاعات الدولية وتوجه الولايات المتحدة لفرض حصار نفطي على فنزويلا وهجماتها ضد مسلحين في نيجيريا.
  • استمرار العجز الهيكلي في معدن الفضة وتصنيفها كعنصر حيوي في الصناعة الأمريكية مما دفعها للنمو بنسبة 158% منذ يناير.
  • تراجع مؤشر الدولار العالمي الذي يجعل شراء المعادن المقومة به أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى.

وقد انتقلت هذه العدوى الشرائية لتشمل البلاتين الذي قفز إلى 2349.65 دولارًا، والبلاديوم الذي صعد بنسبة 7%، نتيجة مخاوف شح المعروض والاضطرابات المتعلقة بالرسوم الجمركية؛ حيث يسعى المستثمرون لتنويع محافظهم بعيدًا عن المراكز التقليدية المزدحمة في سوق الذهب؛ وهو ما أدى لارتفاع البلاتين بنحو 160% منذ بداية العام الحالي.

تأثير مستويات أسعار الذهب والفضة اليوم على الأسواق الآسيوية

على الرغم من الارتفاعات العالمية إلا أن أسواق التجزئة في آسيا واجهت ضغوطًا كبيرة؛ حيث أدى بلوغ السعر المحلي في الهند إلى مستوى قياسي عند 139,286 روبية لكل 10 غرامات إلى عزوف المشترين وتوقف حركة المبيعات في مدن كبرى مثل كلكتا ومومباي؛ وقد دفع هذا الخمود التجار الهنود لتقديم خصومات ضخمة وصلت إلى 61 دولارًا للأونصة لجذب الزبائن المنشغلين بموسم السفر؛ وفي الصين انكمشت الخصومات السعرية لتتراوح بين 15 و30 دولارًا مقارنة بالسقوط الحاد الأسبوع الماضي؛ وذلك بفضل تزايد العملات المضاربية رغم غياب حصص الاستيراد الجديدة من البنك المركزي الصيني؛ أما في سنغافورة وهونغ كونغ واليابان فقد تباينت الأسعار بين علاوات طفيفة وطلب مكثف مدفوع بالخوف من ضياع فرصة الشراء قبل حدوث قفزات جديدة؛ فالقوة الشرائية في هذه المناطق بدأت تتحول بشكل ملحوظ نحو الفضة والبلاتين نظرًا لجاذبيتهما السعرية مقارنة بمستويات الذهب المرتفعة للغاية حاليًا.

إن المشهد الحالي في أسواق المعادن يبرز بوضوح كيف تترابط السياسات النقدية والاضطرابات الدولية في تشكيل أسعار الذهب والفضة اليوم؛ وبينما يترقب المتداولون تصحيحًا سعريًا محتملاً في الأسواق الهندية والصينية؛ تظل التوقعات الكلية تدعم مسارًا صعوديًا طويل الأمد يستهدف مستويات تاريخية جديدة لم تشهدها الأسواق المالية من قبل.