فعاليات الدورة 57.. تونس تفتتح المهرجان الدولي للصحراء بمشاركة دولية واسعة

المهرجان الدولي للصحراء بدوز في تونس يمثل واحداً من أهم التظاهرات التراثية التي تحتفي بحياة البادية وعمق التاريخ في الجنوب التونسي، حيث انطلقت فعاليات الدورة السابعة والخمسين من هذا الحدث السنوي العريق بمدينة دوز التابعة لولاية قبلي، والتي تُلقب تاريخياً ببوابة الصحراء التونسية الكبرى؛ ويهدف المهرجان بشكل أساسي إلى إبراز المخزون الثقافي الثري لهذه المنطقة الحيوية، مع التركيز على تعزيز جاذبية السياحة الصحراوية كرافد اقتصادي وتراثي وطني يجمع بين الأصالة والحداثة في قلب رمال الجنوب الذهبية.

فعاليات الدورة 57 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز في تونس

تتميز هذه النسخة الجديدة بتنوع استثنائي في برامجها الفنية وثرائها الثقافي، حيث شهدت الساحة الكبرى للمهرجان عروضاً افتتاحية مبهرة جمعت بين الرقصات الفلكلورية التي تعكس روح الجنوب التونسي، وبين اللوحات الفنية الكبرى التي تسرد قصصاً من وحي الصحراء؛ كما برزت سباقات الفروسية التونسية كأحد أهم ركائز هذا الاحتفال، حيث يتنافس الفرسان لإظهار مهاراتهم وقدرات خيولهم وسط حضور جماهيري غفير يتابع بشغف هذه الرياضة التراثية الأصيلة التي تربط الأجيال بماضيهم العريق؛ وتتضمن أجندة الأعمال لهذا العام مجموعة من العناصر الأساسية التي يمكن رصدها في الجدول التالي:

نوع الفعالية أبرز التفاصيل والمشاركات
سباقات الخيل استعراضات للفروسية التونسية التقليدية
العروض الفلكلورية رقصات شعبية لفرق من تونس ودول الجوار
المحاكاة التراثية تجسيد حي لعادات الزواج والتقاليد اليومية

المشاركة العربية في المهرجان الدولي للصحراء بدوز في تونس

لم يقتصر الحفل على المشاركات المحلية فحسب، بل اتسع ليشمل طيفاً واسعاً من الفرق التراثية القادمة من دول الجوار العربي، مع تسجيل حضور لافت ومميز للفرق الجزائرية التي تتقاسم مع المنطقة نفس الجذور الثقافية والجغرافية؛ ويعكس هذا التواجد الإقليمي قوة الروابط التاريخية بين شعوب المنطقة، ويحول المهرجان الدولي للصحراء بدوز في تونس إلى جسر للتواصل الإنساني والتبادل الفكري والجمالي؛ إذ تسعى هذه الفرق من خلال مشاركتها إلى تقديم هويتها الخاصة عبر الموسيقى القديمة والأزياء التقليدية، مما يغني المشهد الثقافي العام ويوفر للزوار تجربة سياحية تجمع بين المتعة البصرية والمعرفة العميقة بخصوصية الأقاليم الصحراوية الممتدة عبر الحدود الدولية.

دور المهرجان الدولي للصحراء بدوز في تونس بدعم السياحة

تستهدف إدارة المهرجان من خلال الدورة الحالية الحفاظ على الهوية الوطنية ونقل تفاصيلها الدقيقة للأجيال الشابة، ولذلك تم التركيز بشكل مباشر على استعراض تفاصيل الحياة اليومية لسكان الجنوب، ومن أبرزها المحاكاة الواقعية لحفل الزفاف التقليدي بآدابه وطقوسه المتوارثة، وهو ما يعزز الذاكرة التراثية الجماعية ويحميها من الاندثار؛ وقد أكد المسؤولون عن قطاع السياحة، وعلى رأسهم الوزير سفيان تقية، أن هذه العروض تساهم بشكل فعال في جعل المهرجان الدولي للصحراء بدوز في تونس محطة رئيسية للجذب السياحي؛ وذلك لاشتمال المهرجان على عدة مقومات أساسية يفضلها السياح:

  • الاطلاع على الطقوس الأصيلة للزواج البدوي التقليدي في الجنوب.
  • الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والإقامة في قلب البيئة الصحراوية.
  • المشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية التي تجمع بين الفن الحديث والتراث.
  • تنشيط الحركة الاقتصادية المحلية عبر دعم قطاع الفنادق والصناعات التقليدية.

يشهد المهرجان الدولي للصحراء بدوز في تونس إقبالاً متزايداً من العائلات التونسية التي اختارت قضاء عطلتها في ربوع الجنوب للاستمتاع بالأجواء الشتوية الدافئة؛ وهو ما يبرهن على المكانة المتصاعدة لهذا الحدث في إستراتيجية الدولة لتطوير السياحة الصحراوية وتعزيز حضورها كوجهة عالمية تلبي تطلعات الزوار الباحثين عن الأصالة والجمال وسط واحات دوز الشامخة.