«قرارات حاسمة».. أسعار النفط تترقب تحركات أوبك+ في أجواء عالمية متوترة

تشهد أسواق النفط العالمية حالة من الاستقرار النسبي وسط ترقب المستثمرين لقرارات أوبك+ المقررة خلال الشهر المقبل، يأتي ذلك مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن تأثير التوترات الجيوسياسية والعوامل الاقتصادية الأخرى على الأسعار، حيث يحبس الجميع أنفاسهم بانتظار تحرك التحالف العالمي بشأن سياسة الإنتاج، في وقت تسجل فيه الأسعار تحركات طفيفة تعكس تقلبات العرض والطلب.

أسعار النفط العالمية اليوم

سجلت أسعار خام برنت القياسي، تسليم يونيو 2025، ارتفاعًا بسيطًا عند مستوى 66.87 دولارًا للبرميل، بزيادة بلغت 32 سنتًا مقارنة بالإغلاق السابق، فيما أظهرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي صعودًا مسجلاً 62.13 دولارًا للبرميل، محققًا زيادة مقدارها 23 سنتًا، ورغم الارتفاع الطفيف، فقد شهدت أسواق النفط تذبذبًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، خاصة مع أنباء عن احتمالية قيام تحالف أوبك+ بتقديم موعد زيادة الإنتاج، مما ضغط على الأسعار وجعلها تُظهر تقلبات يومية ملحوظة.

العوامل المؤثرة على أسعار النفط

هناك مجموعة من العوامل التي تساهم بشكل رئيسي في توجيه حركة أسعار النفط، أبرزها تحركات منظمة أوبك+، حيث تشير تقارير إلى أن التحالف يناقش خطة لتسريع زيادة الإنتاج خلال يونيو، وهو ما يعزز المعروض في الأسواق وقد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الأسعار. من جهة أخرى، تأتي العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران كأحد العوامل الأخرى التي قد تلعب دورًا محوريًا في كبح العرض النفطي الإيراني، وهو ما يساهم في وضع ضغوط تصاعدية على الأسعار، إلا أن عوامل أخرى، مثل فائض المخزون الأمريكي الذي أعلنته إدارة معلومات الطاقة بارتفاع قدره 244 ألف برميل، قد تشكل ضغوطًا هبوطية على المدى القريب.

خطط أوبك+ وتأثيرها على التوقعات

يراقب المستثمرون باهتمام بالغ مسار اجتماعات أوبك+ المرتقبة في بداية مايو، حيث يتوقع أن تكون القرارات المقبلة ذات تأثير كبير على المشهد النفطي خلال الأسابيع والأشهر القادمة، ويتزامن هذا مع مخاوف متزايدة بشأن الطلب العالمي على النفط في ظل التباطؤ الاقتصادي والانتقال التدريجي نحو مصادر الطاقة المتجددة. صندوق النقد الدولي توقع أن ينخفض متوسط أسعار النفط إلى 66.94 دولارًا للبرميل على مدار عام 2025، وهو ما يعكس تراجعًا كبيرًا مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة عوامل مثل ضعف معدلات الطلب وزيادة المعروض في الأسواق العالمية.

في الختام، فإن حالة الترقب التي يعيشها المشهد النفطي حاليًا تتزامن مع تغيرات قوية في السوق، مما يجعل الأسواق تنتظر بقلق أي إشارات تصدر عن الأطراف الرئيسية مثل أوبك+ أو القوى الاقتصادية الكبرى، من شأنها إعادة ضبط توازن الإمدادات والعرض في المرحلة المقبلة.