أرباح قياسية بمصر.. أسعار الذهب تنهي عام 2025 بمكاسب تاريخية تتجاوز 70%

توقعات أسعار الذهب في السوق المحلية والعالمية تشير إلى استمرار حالة الزخم القوي التي فرضت نفسها على المشهد الاقتصادي خلال العام الحالي، حيث شهدت الأسواق تحركات لافتة تأثرت بشكل مباشر بتقلص السيولة المصاحب لعطلات أعياد الميلاد المجيدة، وبالرغم من الاستقرار الذي خيّم على البورصات العالمية مؤخرًا، إلا أن السوق المصري سجل تحركات طفيفة تعكس حساسية المعدن الأصفر للتحولات الجيوسياسية الراهنة وضبابية المشهد المالي العالمي.

توقعات أسعار الذهب في السوق المحلية وتأثير البورصة العالمية

كشف سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، عن تسجيل زيادة طفيفة في محلات الصاغة بلغت نحو 5 جنيهات للجرام الواحد، حيث استقر سعر جرام الذهب عيار 21 عند مستوى 5970 جنيهًا، في حين حافظت الأوقية العالمية على توازنها قرب 4480 دولارًا بعد بلوغها قمة تاريخية عند 4526 دولارًا؛ وهذا التباين يعكس طبيعة استثنائية للعام الحالي الذي قفزت فيه المكاسب بنسبة تجاوزت 70%، محققًا بذلك أفضل أداء سنوي منذ أواخر السبعينيات، وذلك نتيجة طبيعية لزيادة التدفقات الاستثمارية نحو الملاذات الآمنة هربًا من التوترات السياسية المتصاعدة في مناطق جغرافية متعددة حول العالم، لا سيما مع التحول الواضح في سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي اتجه نحو خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، مما رفع من تنافسية الذهب أمام الأصول والعملات التقليدية.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب في السوق المحلية

ترتبط التحركات السعرية في مصر بمعادلة معقدة تشمل العرض والطلب المحلي وسعر الصرف وتكلفة الاستيراد، حيث سجل الجرام في وقت سابق مستوى قياسيًا عند 5990 جنيهًا قبل أن يتراجع قليلًا، ومن الملاحظ أن الذهب في مصر يُتداول حاليًا بمستويات تقل عن السعر العالمي نتيجة تسعيره على سعر دولار منخفض نسبيًا مقارنة بالسوق الرسمي؛ وذلك بهدف تحفيز المواطنين على عمليات البيع وجني الأرباح لتوفير السيولة، بالتزامن مع استمرار سياسات تصدير الخام لتأمين العملة الصعبة للبلاد، وهو ما يجعل توقعات أسعار الذهب في السوق المحلية مرتبطة بشكل وثيق بحركة الدولار الأمريكي الذي يتداول مؤشره حاليًا قرب 97.87 نقطة، مسجلًا أدنى مستوياته منذ شهور ومستفيدًا من تراجع الزخم الشرائي للعملة الصعبة أمام قوة المعدن النفيس.

• تحركات أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي وتأثيرها على العائد.
• حجم مشتريات البنوك المركزية العالمية التي بلغت 280 طنًا في الربع الثالث.
• التوترات في الشرق الأوسط وأوكرانيا وأمريكا اللاتينية وزيادة الطلب على التحوط.
• تراجع مؤشرات ثقة المستهلك الأمريكي وهبوط طلبات السلع المعمرة.

رؤية المحللين حول توقعات أسعار الذهب في السوق المحلية لعام 2026

تشير البيانات الاقتصادية القادمة من الولايات المتحدة إلى حالة من التباين، فبينما نما الناتج المحلي بنسبة 4.3%، إلا أن انخفاض الإنتاج الصناعي وتراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى 89.1 نقطة عزز من المخاوف الاقتصادية، مما يدعم بقاء الذهب في مسار صعودي قوي خلال العام المقبل؛ ويتوقع الخبراء أن تظل الأسعار العالمية فوق حاجز 4500 دولار للأوقية لفترات ممتدة، خاصة مع رهان المستثمرين على استمرار سياسات التيسير النقدي، وهو ما سينعكس بالضرورة على الأسواق الناشئة ومنها مصر، حيث يرى المحللون أن أي تراجع سعري مؤقت قد يطرأ نتيجة عمليات جني الأرباح يمثل فرصة استراتيجية للاقتناء، خاصة في ظل استمرار الضغوط على الدولار وبقاء المخاطر الجيوسياسية قائمة كعنصر دفع أساسي للمعدن الأصفر.

تستمر التوقعات الإيجابية بالهيمنة على المشهد مع اقتراب عام 2026، إذ توفر قاعدة الطلب الصلبة من المؤسسات والبنوك المركزية حماية ضد الانهيارات السعرية الكبيرة، مما يعزز من مكانة المعدن النفيس كأداة حفظ قيمة مثالية في مواجهة التضخم العالمي المرتفع والاضطرابات المالية المتكررة التي تضرب الأسواق بين الحين والآخر.