تراجع جديد.. سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار في ختام تعاملات الأسبوع

سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم يشغل بال الأوساط الاقتصادية والمواطنين بعد التراجعات الملحوظة التي شهدتها السوق الموازية في ختام تعاملات الأسبوع، حيث يراقب الجميع التباين الواضح بين الأرقام الرسمية الصادرة عن البنك المركزي العراقي وبين ما يتم تداوله في الصيرفات المحلية، إذ يعكس هذا التذبذب حاجة السوق الفعلية للدولار وانعكاسات الطلب الخارجي على استقرار العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية في مختلف المدن.

تطورات سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار في الأسواق المحلية

شهدت البورصات الرئيسية في بغداد وأربيل والبصرة قفزة في الأسعار وتراجعاً في قيمة العملة المحلية بنهاية تعاملات يوم الخميس، إذ سجلت العاصمة بغداد 1441 ديناراً لعمليات البيع بينما وصل الشراء إلى 1453 ديناراً، وهو ارتفاع ملموس مقارنة بأسعار يوم الأربعاء التي توقفت عند 1413.5 للبيع و1405 للشراء؛ كما لم تكن أربيل بعيدة عن هذا المشهد حيث سجلت أسواقها 1445.5 ديناراً للبيع بعد أن كانت مساء الأمس عند حدود 1411 ديناراً، في حين بلغ سعر الشراء نحو 1435 ديناراً مقارنة بـ 1405.5 يوم أمس؛ أما في المنطقة الجنوبية وبالتحديد في البصرة، فقد استقر سعر البيع عند 1440.5 ديناراً وبلغ الشراء 1430.5 ديناراً، مسجلة بذلك صعوداً عن تداولات الأربعاء التي كانت عند 1413.5 للبيع و1405.5 للشراء؛ وتوضح الأرقام التالية مقارنة دقيقة للأسعار بين الأربعاء والخميس وفق تداولات السوق السوداء:

المدينة (السوق الموازية) سعر البيع (الخميس) سعر الشراء (الخميس) سعر البيع (الأربعاء)
بغداد 1441 دينار 1453 دينار 1413.5 دينار
أربيل 1445.5 دينار 1435 دينار 1411 دينار
البصرة 1440.5 دينار 1430.5 دينار 1413.5 دينار

استقرار سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار في التعاملات الرسمية

على نقيض التخبط في الأسواق غير الرسمية، يحافظ البنك المركزي العراقي على سياسة نقدية صارمة تضمن ثبات الأسعار المخصصة للمعاملات القانونية والمسافرين، حيث يبلغ سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار للحوالات الخارجية والاعتمادات المستندية 1310 دنانير، وهو السعر نفسه الذي تلتزم به المصارف الحكومية والأهلية كونه قراراً ملزماً لا يتبع تقلبات المضاربين؛ كما حدد المركزي العراقي سعر بيع الدولار النقدي للمسافرين حصراً عند 1305 دنانير لكل دولار، مؤكداً أن دوره يقتصر على بيع العملة عبر منصته الإلكترونية التي تتغذى من عوائد بيع النفط العالمي، وبذلك ينفصل السعر الرسمي تماماً عن التذبذبات التي تحدثها الصيرفات في الشوارع؛ ووفقاً لتعليمات البنك المركزي فإن منافذ البيع تتوزع كالتالي:

  • سعر الحوالات والاعتمادات والبطاقات الإلكترونية: 1310 دينار.
  • سعر البيع النقدي المباشر من المركزي: 1305 دينار.
  • سعر البيع المعتمد داخل المصارف العراقية: 1310 دينار.

العوامل المؤثرة على سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار

تتعدد الأسباب التي تمنع استقرار سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار وتدفعه نحو الهبوط في السوق الموازية، ويأتي في مقدمتها حجم المبيعات اليومية في مزاد العملة الذي يديره البنك المركزي ومدى قدرة الإجراءات الرقابية على ضبط التحويلات الخارجية؛ فالحاجة المتزايدة للدولار من قبل التجار لاستيراد السلع من دول تخضع لعقوبات من البنك الفيدرالي الأمريكي، مثل إيران، تضطرهم للجوء إلى السوق السوداء لتوفير العملة الصعبة بعيداً عن المنصة الرسمية، وهو ما يخلق ضغطاً كبيراً على العرض مقابل طلب مرتفع جداً؛ بالإضافة إلى ذلك، تبرز عمليات سحب الدولار بكميات ضخمة من قبل سماسرة لتأمين مدفوعات تجارية مع الجانب الإيراني، خصوصاً وأن العراق يسدد فواتير الغاز المستورد بالدينار العراقي لعدم إمكانية التسديد بالدولار بسبب العقوبات، مما يدفع تلك الجهات لتحويل الدينار إلى دولار من الأسواق المحلية ورفع سعره بشكل مفرط.

تتأثر قيمة العملة أيضاً بظاهرة تهريب الدينار إلى دول الجوار للاستفادة من فوارق الأسعار بين القنوات الرسمية والموازية، إلى جانب دور الشائعات والمعلومات المسربة التي يستغلها كبار المضاربين؛ فبناءً على أخبار غالباً ما تكون غير دقيقة حول تغييرات مرتقبة في آليات البنك المركزي، تقوم البورصات برفع أو خفض السعر استباقياً لجمع العملة الصعبة أو التخلص منها، مما يربك السوق ويجعل المواطن ضحية لهذه التلاعبات السعرية التي تهدف إلى سحب السيولة بالدينار أو الدولار حسب مصلحة تلك الجهات؛ وتبقى إجراءات السلطة النقدية هي الفيصل في محاولة تقليص هذه الفجوات السعرية الكبيرة، وضمان وصول العملة الأجنبية إلى المستحقين الفعليين عبر القنوات المعتمدة قانونياً لتعزيز قوة الاقتصاد الوطني.