رقم تاريخي جديد.. سعر أونصة الذهب يتجاوز حاجز 4500 دولار في الأسواق العالمية

توقعات أسعار الذهب والسياسة النقدية الأمريكية باتت الشغل الشاغل للأسواق العالمية بعد أن شهد المعدن الأصفر قفزة تاريخية غير مسبوقة خلال التعاملات الأخيرة؛ حيث نجح سعر الأونصة في اختراق حاجز الـ 4500 دولار ليسجل مستويات قياسية تعكس حالة القلق الاقتصادي العام، وتأتي هذه التحركات مدفوعة بمزيج من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين واشنطن وكراكاس والرهانات المستمرة على خفض الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي.

توقعات أسعار الذهب والسياسة النقدية الأمريكية في ظل التوترات الجيوسياسية

يعيش سوق المعادن النفيسة حالة من الزخم الكبير التي لم يشهدها منذ عقود؛ فقد قفز الذهب إلى مستوى 4519.78 دولاراً لكل 31.1 غراماً مسجلاً زيادة تتجاوز 70% منذ بداية عام 2025، وهذه الأرقام لم تكن وليدة الصدفة بل جاءت كنتيجة مباشرة للتصادم الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وفنزويلا؛ حيث أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات نارية وصف فيها تنحي نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بأنه أمر يتسم بالحكمة، وهو ما عزز من مكانة الذهب كملاد آمن في ظل التقلبات السياسية الدولية ومخاوف نقص الإمدادات أو تعطل حركة التجارة العالمية؛ إذ يراقب الخبراء توقعات أسعار الذهب والسياسة النقدية الأمريكية كترمومتر دقيق لحالة الاستقرار العالمي في ظل هذه الصراعات السياسية الحادة التي طالت تداعياتها أسواق السلع الأساسية والمعادن الصناعية والنفيسة على حد سواء.

تأثير خفض أسعار الفائدة على توقعات أسعار الذهب والسياسة النقدية الأمريكية

تشير كافة البيانات الاقتصادية الواردة من واشنطن إلى أن الاحتياطي الفدرالي قد يضطر لمواصلة سياسة التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة؛ فالتقارير الأخيرة التي كشفت عن ضعف ملحوظ في سوق العمل الأمريكي وتباطؤ ملموس في معدلات التضخم جعلت المستثمرين يرفعون سقف رهاناتهم على أن البنك المركزي سيستمر في خفض الفائدة طوال عام 2026، وهذا التوجه يدعم بشكل مباشر توقعات أسعار الذهب والسياسة النقدية الأمريكية نحو مزيد من الارتفاعات؛ لأن انخفاض العوائد على السندات يرفع من جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً دورياً، وبناءً على هذه المعطيات نجد أن الذهب لم يكن المستفيد الوحيد؛ بل إن موجة الارتفاعات القياسية شملت معادن أخرى تعكس شهية المخاطرة والتحوط في آن واحد، ويمكن توضيح مستويات الأسعار التاريخية لبعض المعادن من خلال الجدول التالي:

العوامل المحركة لـ توقعات أسعار الذهب والسياسة النقدية الأمريكية عالمياً

لفهم المشهد الاقتصادي الحالي بعمق؛ يجب النظر إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي أدت إلى وصول المعادن لهذه المستويات التاريخية، فالأمر لا يتوقف عند حدود الذهب فقط بل يمتد ليشمل الفضة والنحاس اللذين حققا أرقاماً غير مسبوقة، بينما صعد البلاتين إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وتحديداً منذ مايو 2008، وتتمحور المحركات الأساسية حول النقاط التالية:

• تفاقم الصراع الدبلوماسي بين واشنطن وكراكاس وتأثيره على الأسواق الناشئة.
• بيانات توظيف ضعيفة في الولايات المتحدة تدفع الفيدرالي لخفض تكاليف الاقتراض.
• تراجع معدلات التضخم الأمريكية مما يقلل الضغط على العملة الصعبة لصالح الذهب.
• زيادة طلب المستثمرين على المعادن الصناعية مثل النحاس تزامناً مع المعادن النفيسة.

إن ترابط هذه العوامل يجعل توقعات أسعار الذهب والسياسة النقدية الأمريكية مرشحة للبقاء في مستويات مرتفعة من الاهتمام؛ حيث أن أي تصريح سياسي جديد أو بيان اقتصادي يتعلق بسوق العمل الأمريكي قد يقلب الموازين أو يعزز من رحلة الصعود الحالية، ومع استمرار هذه الضغوط الجيوسياسية وتوجهات الفيدرالي نحو خفض الفائدة فإن الذهب يثبت يوماً بعد يوم أنه الحصن المنيع في مواجهة التغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة التي لم تسلم منها حتى المعادن الأساسية.

تظل توقعات أسعار الذهب والسياسة النقدية الأمريكية رهينة بالتوازن بين القرارات النقدية في واشنطن والهدوء السياسي في أمريكا اللاتينية، فالمستثمرون الآن يبحثون عن الأمان قبل العائد؛ وهو ما يفسر وصول الذهب للقمم الحالية وتجاوز البلاتين لمستويات 2008، مما يجعل المشهد المالي في عامي 2025 و2026 استثنائياً بكل المقاييس الاقتصادية.