500 مليون دولار.. إدراج سندات بنك الصين في بورصة ناسداك دبي

إدراج سندات بنك الصين في ناسداك دبي يمثل خطوة استراتيجية كبرى تعزز من الروابط المالية المتينة بين العملاق الآسيوي ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شهدت المنصة المالية الدولية مؤخراً مراسم الاحتفال بإدراج ناجح لسندات متغيرة الفائدة بقيمة وصلت إلى 500 مليون دولار أمريكي؛ وقد أصدر هذه السندات فرع البنك في دبي كجزء من برنامجه الضخم للسندات متوسطة الأجل الذي تبلغ قيمته الإجمالية 40 مليار دولار، ليعكس هذا التحرك ثقة المؤسسات العالمية في البيئة الاستثمارية التي توفرها إمارة دبي وجاذبيتها لاستقطاب رؤوس الأموال العابرة للحدود.

أهمية إدراج سندات بنك الصين في ناسداك دبي لدعم الاقتصاد

تتجلى قوة هذا الطرح من خلال البيانات المالية المرتبطة به، إذ إن هذه السندات التي من المقرر أن تستحق في الرابع والعشرين من نوفمبر لعام 2028 قد نجحت في تسجيل رقم قياسي غير مسبوق؛ فقد حقق الإصدار أدنى هامش لسندات مقومة بالدولار الأمريكي لأجل ثلاث سنوات بين كافة المصارف الصينية، وهذا الإنجاز التمويلي لا يبرهن فقط على القدرة الائتمانية العالية التي يتمتع بها البنك، بل يثبت أيضاً كفاءة استراتيجيته التمويلية الدولية وقدرته على الوصول إلى سيولة متنوعة بأسعار تنافسية للغاية، مع العلم أن إجمالي القيمة التي أدرجها البنك حالياً في البورصة ارتفعت لتصل إلى نحو 1.9 مليار دولار موزعة على فئات ومواعيد استحقاق متباينة تلبي احتياجات المستثمرين المختلفين.

ولفهم أبعاد هذا الإصدار، يمكن استعراض التفاصيل الفنية للسندات وفق الجدول التالي:

نمو دور المؤسسات الصينية بعد إدراج سندات بنك الصين في ناسداك دبي

إن استمرار وتيرة إدراج سندات بنك الصين في ناسداك دبي يرسخ المكانة المرموقة التي باتت تحتلها المؤسسات المالية الصينية في قلب أسواق المال المحلية، وقد تجسد هذا التعاون الوثيق خلال حفل قرع جرس افتتاح التداول الذي حضرته سعادة أو بوكيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي، برفقة حامد علي، الرئيس التنفيذي لسوق دبي المالي وناسداك دبي؛ حيث أشارت القنصل العام في كلمتها إلى أن هذه الخطوة تعكس التأثير المتعاظم للأدوات المالية الصينية في المشهد العالمي، وتؤكد تحول دبي إلى قطب مالي إقليمي لا غنى عنه للشرق والغرب على حد سواء، نتيجة سنوات من التنسيق المشترك والنتائج الاقتصادية المثمرة التي عادت بالنفع على الطرفين؛ الإماراتي والصيني.

وتبرز القوة الاستثمارية بين الجانبين من خلال عدة مؤشرات تشمل:

• تجاوز القيمة الإجمالية للإصدارات الصينية في البورصة حاجز 27 مليار دولار.
• تنوع الجهات المصدرة لتشمل بنك التنمية الصيني ووزارة المالية الصينية وبنوكاً كبرى أخرى.
• استفادة المؤسسات من منصة شفافة تلتزم بأعلى المعايير الرقابية الدولية.
• الوصول المباشر إلى قاعدة عريضة من المستثمرين الإقليميين والدوليين المتواجدين في المنطقة.

انعكاسات إدراج سندات بنك الصين في ناسداك دبي على مرونة البورصة

يعتبر حامد علي أن نجاح عملية إدراج سندات بنك الصين في ناسداك دبي يمثل شهادة حية على مرونة البورصة وقدرتها على توفير بيئة عمل متكاملة تتوافق مع متطلبات كبار المصدرين حول العالم، موضحاً أن العلاقة بين البورصة والبنك تتجاوز مجرد الإدراج التقليدي إلى شراكة استراتيجية طويلة الأمد؛ فالقيمة الإجمالية لجميع أدوات الدين المدرجة في ناسداك دبي تجاوزت الآن 145 مليار دولار أمريكي، مما يضعها في مقدمة المنصات العالمية الرائدة في مجال أدوات الدخل الثابت، وهذا الزخم يعزز من دور الإمارة كمركز لوجستي ومالي لتدفقات رؤوس الأموال الضخمة، ويفتح آفاقاً جديدة أمام المصارف العالمية للاستفادة من البنية التحتية المتطورة التي توفرها دبي للوصول إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بكفاءة عالية.

إن تكامل الجهود بين القطاع المالي الصيني والبورصات الإماراتية يؤسس لمرحلة جديدة من الازدهار المالي المتبادل، حيث يساهم إدراج سندات بنك الصين في ناسداك دبي في رفع مستوى التنافسية وتوفير خيارات تمويلية متنوعة تعود بالفائدة على نمو الاقتصاد الكلي واستدامة التدفقات النقدية.