وداعاً لاظوغلي.. مشروع سياحي عالمي يغير ملامح مقر وزارة الداخلية التاريخي بالقاهرة

تطوير مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي يمثل خطوة استراتيجية كبرى ضمن خطة الدولة المصرية لإعادة إحياء قلب القاهرة التاريخية، حيث يسعى هذا المشروع الضخم الذي يشرف عليه الصندوق السيادي المصري إلى تحويل المقر التاريخي القديم إلى مجمع خدمي واستثماري متكامل، بهدف تعظيم الاستفادة من الأصول غير المستغلة للدولة وتحويلها إلى كيانات اقتصادية منتجة توفر آلاف فرص العمل وتدعم موارد الخزانة العامة من خلال شراكات فاعلة مع القطاع الخاص المحلي والدولي.

أهداف مشروع تطوير مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي

ترتكز الرؤية الحكومية خلف مشروع تطوير مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي على استغلال الموقع الجغرافي الفريد لوسط البلد دون اللجوء إلى فكرة البيع المباشر، إذ أوضح وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، حسن الخطيب، أن الهدف الأساسي هو تعزيز العائد من أصول الدولة بما يضمن استدامة الموارد للأجيال القادمة؛ ومن هنا جاء تكليف شركة “ريلاينس” لتطوير المشروعات العقارية لتنفيذ عملية التحوير الوظيفي للمبنى، ليصبح نموذجاً حياً للمشروعات التي تجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتخلق بيئة محفزة للنمو الاقتصادي والاجتماعي في منطقة كانت تعاني من الركود النسبي بعد انتقال المقرات الإدارية للوزارة، مما يجعل هذا التطوير ضرورة ملحة لمواكبة خطط التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة في ملف استغلال الأصول العقارية المميزة وتوظيفها في قطاعات السياحة وريادة الأعمال.

المكونات الاستثمارية في تطوير مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي

يتضمن المخطط الهندسي لعملية تطوير مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي تحويله إلى وجهة متعددة الاستخدامات تجمع بين الضيافة العالمية ومركزية الأعمال، حيث سيضم المجمع فندقاً عالمياً تحت إدارة علامة “ماريوت” الشهيرة، بالإضافة إلى شقق فندقية مجهزة بأحدث الوسائل العصرية، ومركز متكامل للإبداع ومساحات مكتبية متطورة تلبي احتياجات الشركات الناشئة والكبرى على حد سواء؛ كما يشمل المشروع مساحات واسعة مخصصة للمتاجر ومنافذ الأطعمة والمشروبات، ومرافق ترفيهية متطورة تمتد على مساحات شاسعة، لتقديم تجربة سياحية وثقافية غنية تربط بين عراقة الماضي ومتطلبات الحاضر، مع توفير كافة الخدمات التي تجعل من منطقة لاظوغلي نقطة جذب استثمارية لا يستهان بها في خارطة القاهرة السياحية، وهو ما يظهر بوضوح في البيانات الواردة حول الطاقات الاستيعابية والمساحات الإنشائية المتوفرة في الجدول التالي:

العنصر الاستثماري التفاصيل والمواصفات
عدد الغرف الفندقية 364 غرفة وجناح فندقي
الوحدات التجارية 35 وحدة متنوعة
المساحات الإدارية والترفيهية حوالي 20 ألف متر مربع
تاريخ الانتهاء المتوقع النصف الأول من عام 2027

العوائد الاقتصادية والاجتماعية لتطوير مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي

يساهم مشروع تطوير مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي في توفير دفعة قوية لسوق العمل المصري، حيث من المتوقع أن يولد المشروع نحو ثلاثة آلاف فرصة عمل مباشرة وحوالي عشرة آلاف فرصة غير مباشرة في مجالات الإنشاءات، السياحة، والخدمات الإدارية، ما يعكس البعد الاجتماعي العميق لخطة الصندوق السيادي في تنمية الموارد البشرية جنباً إلى جنب مع التنمية العمرانية؛ وفي هذا السياق، أكدت نهى خليل، القائمة بأعمال الرئيس التنفيذي للصندوق السيادي، أن التعاون مع بيوت الخبرة الدولية كان ركيزة أساسية لضمان الابتكار والحفاظ على الطابع المعماري الفريد للمنطقة التاريخية، إذ لا يقتصر الأمر على مجرد بناء جدران جديدة، بل يمتد ليشمل صيانة وحماية الأوابد الأثرية مثل “سبيل شريف باشا” الذي يعود لعام 1913، لضمان بقاء الهوية التاريخية حاضرة بقوة وسط التحولات الاستثمارية الحديثة التي تشهدها المنطقة.

تأتي هذه الجهود في إطار رؤية أشمل يقودها مجلس الوزراء المصري لدعم القطاعات الإنتاجية والصحفية، وفتح آفاق جديدة للمستثمرين في مصر لاقتناص الفرص الواعدة التي تتيحها الدولة حالياً؛ حيث أوضح مجدي قصبجي، رئيس شركة “ريلاينس”، أن هذا المجمع سيكون بمثابة القلب النابض لوسط البلد، وسيقدم مزيجاً مثالياً يجمع بين سياحة الأعمال والترفيه، بما يعزز من مكانة القاهرة كوجهة ثقافية عالمية، خاصة وأن المشروع يطبق أعلى معايير الاستدامة الاقتصادية التي يسعى إليها الصندوق السيادي لتحقيق توازن دقيق بين الربحية التجارية والحفاظ على الإرث التاريخي العريق لموقع لاظوغلي المتميز، وهو ما يمثل نجاحاً في صياغة تصور شامل يعيد توظيف المساحات الشاسعة لخدمة الاقتصاد الوطني وتوفير تجربة متكاملة لكل من المقيمين والزوار الأجانب الذين ينشدون مزيجاً من الأصالة والحداثة في آن واحد.