قفزة في الأسعار.. سعر صرف الدينار العراقي يسجل أرقامًا جديدة مقابل الدولار اليوم

سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم يشغل بال الكثيرين من المتابعين للأسواق المحلية في بغداد والمحافظات المختلفة؛ حيث شهدت الأسواق تحركات لافتة مع إغلاق التعاملات الأسبوعية لهذا اليوم الخميس الموافق الثالث والعشرين من أكتوبر، وقد سجلت العملة الوطنية تحسناً ملموساً في قيمتها أمام الورقة الخضراء في تداولات السوق الموازية؛ بينما حافظ البنك المركزي العراقي على استقراره المعهود في الأسعار الرسمية التي يطرحها للقطاعات المختلفة وللمسافرين عبر القنوات المعتمدة قانونياً، وهذا التباين يعكس طبيعة التفاعل بين الطلب الفعلي وبين الإجراءات التنظيمية.

تحولات سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم في البورصات المحلية

تشير البيانات الميدانية القادمة من قلب العاصمة بغداد إلى أن سعر البيع استقر عند 1420 ديناراً لكل دولار؛ في حين سجل سعر الشراء 1415.5 ديناراً للشراء، وهو ما يمثل انخفاضاً طفيفاً عن أسعار يوم أمس التي سجلت 1425 للبيع و1419 للشراء؛ ما يعطي دفعة إيجابية لقوة العملة المحلية في هذه اللحظات الحرجة، وفي إقليم كردستان وتحديداً أربيل؛ تراجعت الأسعار لتصل إلى 1417.5 ديناراً للبيع مقابل 1413.5 دينارا للشراء؛ بعد أن كانت قد لامست سقف الـ 1420 ديناراً في تعاملات البورصة المسائية ليوم أمس، هذا التناغم في التحرك السعري يمتد ليصل إلى محافظة البصرة التي سجلت مستويات مشابهة لأربيل بحدود 1417.5 للبيع و1412.5 للشراء؛ مقارنة بأسعار الأمس التي بلغت 1419.5 للبيع و1414 للشراء؛ مما يوضح حالة من الهدوء النسبي التي تخيّم على صالات الصرف قبل بدء العطلة الرسمية.

المدينة / نوع السعر سعر البيع (دينار) سعر الشراء (دينار)
بغداد 1420 1415.5
أربيل 1417.5 1413.5
البصرة 1417.5 1412.5

الفوارق الجوهرية بين السعر الرسمي والموازي وتأثيراتها

على الرغم من تذبذب الأسواق الفرعية؛ إلا أن المؤسسة النقدية الأم في البلاد لا تزال تفرض سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم في التعاملات الرسمية وفق معايير صارمة للغاية؛ إذ استقرت أسعار الحوالات والاعتمادات المستندية عند مستوى 1310 دنانير، وكذلك هو الحال في مبيعات المصارف الموجهة للأغراض المسموح بها، بينما يبلغ سعر البيع النقدي المباشر 1305 دنانير لكل دولار؛ مع التأكيد على أن تعاملات البنك المركزي تقتصر على عمليات البيع فقط لتلبية احتياجات المسافرين وتغطية الاستيرادات الشرعية، وهذا الفارق الجوهري بين السعر الحكومي وسعر الشارع يخضع لرقابة مستمرة لضمان عدم حدوث انزلاقات نقدية قد تضر بالقوة الشرائية للمواطنين؛ خاصة في ظل الضوابط التي تمنع تحويل الأموال إلى جهات تقع تحت حظر الخزانة الأمريكية.

الأسباب الاقتصادية وراء تذبذب سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم

يرى الخبراء في الشأن الاقتصادي؛ ومنهم الباحث حيدر الحياني؛ أن ما يشهده سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم من ارتفاع في القيمة الشرائية للعملة الوطنية هو أمر طبيعي ومؤقت؛ حيث يرتبط بظاهرة “كساد العطلة” التي تتسم بقلة النشاط التجاري وضعف حجم الطلب في السوق السوداء خلال يومي الجمعة والسبت، وهناك عوامل إضافية تسهم في هذا الضبط المؤقت؛ منها بدء ضخ مبالغ ضخمة من النقد المحلي في الأسواق بسبب حملات التنافس الانتخابي التي ترفع من سقف المعروض من الدينار في التداولات اليومية، كما تبرز العوامل التالية كمحركات أساسية لهذا الملف الاقتصادي الشائك:

  • مخرجات مزاد بيع العملة اليومي وحجم السيولة التي يجري تطهيرها وتوجيهها نحو القطاع التجاري المنظم.
  • السياسات الرقابية المشددة التي ينتهجها البنك المركزي العراقي لمنع عمليات تهريب العملة وضمان وصولها للمستفيدين الحقيقيين.
  • تزايد ضغوط التجار الراغبين في استيراد البضائع من دول تخضع لعقوبات دولية؛ مما يضطرهم للجوء إلى الأسواق الموازية بدلاً من المنصات الرسمية.
  • محاولات بعض المضاربين استغلال تسريبات ومعلومات غير مؤكدة حول تغييرات في آليات الصرف والتحويل لتحقيق مكاسب سريعة.
  • ظاهرة تهريب النقد المحلي لبعض الدول لمحاولة الاستفادة من فوارق الأسعار خارج الحدود الوطنية.

ويبقى التفاؤل الحذر هو سيد الموقف بالنظر إلى المستقبل القريب؛ إذ يتوقع المختصون استمرار الاستقرار النسبي في سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم وما يليه من أيام؛ شريطة ابتعاد الساحة المحلية والإقليمية عن أي توترات سياسية أو أمنية قد تعكر صفو المعاملات المالية، إن تضافر جهود البنك المركزي مع آليات السوق الحر كفيل بخلق توازن يدعم الاقتصاد الوطني؛ ويمنع حدوث الهزات العنيفة التي كانت تشهدها البورصات في الأعوام السابقة؛ مع ضرورة مراقبة حركة السيولة المحلية وحملات الإنفاق التي قد تؤثر في لحظة ما على التوازن المطلوب بين العملتين.