الأسهم الأوروبية تحقق مكاسب أسبوعية وسط آمال خفض «الفائدة» ودعم البنوك، حيث شهد مؤشر ستوكس 600 ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 585.71 نقطة، مستفيدًا من تحسن الوضع الاقتصادي العالمي وتنوع استثمارات المستثمرين بعيدًا عن أسهم التكنولوجيا الأمريكية الكبيرة، مما يعكس تأثر الأسواق الأوروبية بانخفاض أسعار الفائدة وتحسن معنويات المستثمرين.
تطور أداء الأسهم الأوروبية وسط توقعات خفض الفائدة ودعم البنوك
سادت حالة من الهدوء الأسواق الأوروبية خلال نهاية الأسبوع، إذ عوضت مكاسب قطاع البنوك التراجع في أسهم التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية، مما ساهم في توجيه الأسهم الأوروبية نحو تحقيق مكاسب واضحة خلال أسبوع شهد عوامل اقتصادية كلية مؤثرة. سجل مؤشر ستوكس 600 أعلى أداء يومي له منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وبدأ المؤشر في التحرك نحو تحقيق أفضل أداء سنوي منذ عام 2021، بدعم مباشر من انخفاض أسعار الفائدة، وتنويع استثمارات المستثمرين بعيدًا عن الأسهم التكنولوجية الأمريكية التي تحمل قيمًا سوقية مرتفعة، مما يعزز من تدفقات رأس المال نحو الأسواق الأوروبية.
أداء المؤشرات الإقليمية كان هادئًا، حيث ارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.2% بينما حافظ مؤشر فوتسي 100 البريطاني على ثبات مستوياته، مع ملاحظة انخفاض طفيف في معظم القطاعات الرئيسية، وكان قطاع السلع الشخصية والمنزلية الأقل أداءً. أما في بريطانيا، فقد شهدت أسهم شركات البناء مثل فيستري، بيلواي، وبيرسيمون انخفاضات بين 1.5% و2.5% بعد ارتفاع متواصل لأكثر من ثلاث جلسات، في انتظار قرار خفض سعر الفائدة المحتمل من بنك إنجلترا.
تأثير قطاع التكنولوجيا والبيانات الاقتصادية على الأسهم الأوروبية
تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الأوروبية بنسبة 0.3%، مع توقع أداء أقل من باقي القطاعات هذا الأسبوع، نتيجة المخاوف المتزايدة حول تقييمات الذكاء الاصطناعي التي أحدثت ضغوطًا بيعية واسعة على هذه الأسهم. في المقابل، حافظت أسهم الشركات الصناعية على مكاسبها، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 0.3%، وجاءت أسهم البنوك في مقدمة الداعمين للمؤشر الأوروبي، مما يبرز أهمية دور القطاع المصرفي في تعزيز الأسواق وسط توقعات خفض الفائدة.
شهدت الأسواق تحسنات في المعنويات عقب بيانات أظهرت تباطؤًا غير متوقع في تضخم أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة، وهو ما عزز توقعات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في 2026. لكن المحللين دعاوا إلى الحذر، مؤكدين أن البيانات قد تأثرت سلبيًا بإغلاق الحكومة الأمريكية السابق. وإيبك أوزكاردسكايا، كبيرة محللي السوق في بنك سويس كوت، أشارت إلى احتمال استمرار حركة صعود الأسهم، لكن بوتيرة أقل مما توقع العديدون بحلول نهاية الموسم الحالي. وحتى مع حفاظ البنك المركزي الأوروبي على موقفه المتشدد وثبات أسعار الفائدة، إلا أن التوقعات المتفائلة للسياسة النقدية الأمريكية تضيف دعمًا للأسواق الأوروبية.
تأثير التطورات الجيوسياسية ونتائج الشركات على مكاسب الأسهم الأوروبية
تترقب الأسواق تقدم مباحثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، خاصة بعد قرار قادة الاتحاد الأوروبي الحصول على قرض بقيمة 90 مليار يورو لدعم أوكرانيا خلال العامين المقبلين، قبل اجتماع مرتقب بين المسؤولين الأمريكيين والروس. وأسهم هذا القرار في استقرار مؤشر MSCI العالمي للأسهم بعد أربعة أيام من الخسائر، مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية نتيجة لبيانات التضخم الضعيفة التي عززت توقعات خفض سعر الفائدة الأساسي من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
في الوقت نفسه، دعمت النتائج القوية لشركة مايكرون تكنولوجي معنويات المستثمرين في وول ستريت، ورفعت أسهمها بنسبة 10%، مما ساعد على تخفيف المخاوف المتعلقة بتقييمات الأسهم في قطاع الذكاء الاصطناعي بعد موجة بيع مكثفة في يوم الأربعاء. هذه التطورات انعكست إيجاباً على المؤشرات الأمريكية، حيث أغلق مؤشر داو جونز مرتفعًا بنسبة 0.14%، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.79%، وكان قطاع التكنولوجيا المحرك الرئيسي لهذا الارتفاع، كما شهد مؤشر ناسداك المركب زيادة ملحوظة بلغت 1.38%.
| المؤشر | النسبة المئوية للارتفاع | نقطة الإغلاق |
|---|---|---|
| ستوكس 600 الأوروبي | 0.1% | 585.71 |
| داكس الألماني | 0.2% | مستوى ثابت |
| فوتسي 100 البريطاني | 0% | مستوى ثابت |
| داو جونز الصناعي | 0.14% | 47,951.85 |
| ستاندرد آند بورز 500 | 0.79% | 6,774.76 |
| ناسداك المركب | 1.38% | 23,006.36 |
- تحسن بيانات التضخم الأمريكية ساهم في رفع التوقعات بمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة
- خسائر قطاع التكنولوجيا الأوروبية نتيجة لمخاوف تقييمات الذكاء الاصطناعي
- دعم البنوك والمؤشرات الصناعية مكّن الأسهم الأوروبية من تحقيق مكاسب أسبوعية
- تطورات أزمة أوكرانيا والتمويل الأوروبي لها أثر بارز على المعنويات السوقية
كما أن تحركات العملات تعكس تأثير هذه الأحداث، فارتفع مؤشر الدولار قليلًا بنسبة 0.06% مع استعادة بعض الخسائر، بينما انخفض اليورو بنسبة 0.13% إلى 1.1724 دولار، عقب قرار البنك المركزي الأوروبي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير مع إبراز التفاؤل اتجاه اقتصاد المنطقة. تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة طفيفة قبل رفع بنك اليابان المتوقع لأسعار الفائدة، وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة طفيفة مع انخفاض أسعار الفائدة من بنك إنجلترا، مع التأكيد على محدودية التيسير النقدي المستقبلي.
توضح هذه الصورة أن الأسهم الأوروبية تتأثر بشكل إيجابي وسط آمال خفض الفائدة ودعم البنوك، مع استمرار مراقبة المعطيات الاقتصادية والتطورات السياسية التي ستحدد مسار الأسواق في الفترة القادمة.
