كيف يُستخرج الذهب من منجم السكري؟ رحلة معدن الذهب من احتضان الصخور إلى تَشكُّل السبائك تبدأ في قلب الصحراء النوبية، حيث يُعَد منجم السكري واحدًا من أكبر عشرة مناجم للذهب عالميًا، ويديره فريق عمل مصري بخبرة عالية تصل إلى 97% من القوى العاملة، مع استغلال أحدث التقنيات التكنولوجية لتحقيق أقصى معدلات الإنتاج.
خطوات استخراج الذهب من منجم السكري: من الصخور إلى المعدن الثمين
يبدأ استخراج الذهب من منجم السكري باجتماع فريقي التشغيل والهندسة والسلامة عند الفجر لتحديد خطة العمل اليومية، مواقع التفجير، وإجراءات السلامة بدقة متناهية. تجري مرحلة تفجير الصخور بعد تأكيد جودة الخام لتحديد تركيز الذهب، ثم تُنقل الصخور المتفجرة إلى الكسارات لتقليص حجمها؛ ثم تدخل وحدات الطحن لتطحن الصخور إلى حبيبات دقيقة للغاية.
بعد الطحن، تُستخدم تقنيات فصل متقدمة تجمع بين الأساليب الفيزيائية والكيميائية لاستخراج الذهب من المعادن المصاحبة. تنتقل المعادن الخالصة بعدها إلى غرفة السبائك حيث تُجفف وتُصهر بدرجات حرارة تصل إلى 1200 درجة مئوية، ويُسكب الذهب في قوالب معدنية عالية الجودة تُوسم بالوزن والعيار تحت إشراف الجهات الرسمية، مما يضمن مطابقة المعايير قبل البيع أو التسليم.
- الاجتماع التحضيري اليومي لتخطيط العمل
- تفجير الصخور وتحديد مواقع الخام
- الكسارات لتقليص الصخور
- وحدات الطحن لنقل الصخور إلى حبيبات دقيقة
- تقنيات فصل المعادن الذهبية
- صهر وتجفيف الذهب وصبه في قوالب سبائك
كيف تُدار عمليات استخراج الذهب في منجم السكري؟ معرفة دقيقة بالإدارة والتطوير
يدار منجم السكري عبر شراكة قوية بين هيئة الثروة المعدنية المصرية وشركة أنجلو جولد أشانتي الجنوب أفريقية، التي استحوذت على شركة سنتامين الأسترالية في أكتوبر 2024، مع اشتراك الطرفين بنسبة 50% من الأرباح، إضافة إلى إتاوة 3% من صافي الإيرادات لصالح الدولة.
تبلغ الاحتياطيات المؤكدة من الذهب في المنجم نحو 6.2 مليون أوقية، ويجري حاليًا تطوير 4.3 مليون أوقية إضافية لتعزيز قيمة واستدامة المنجم. بلغت الأرباح التي حصلت عليها مصر من المنجم خلال العام الماضي حوالي 295 مليون دولار، موزعة كما يلي:
| العائد المالي | المبلغ |
|---|---|
| حصيلة الضرائب | 15.4 مليون دولار |
| قيمة حقوق الامتياز | 28.78 مليون دولار |
| نصيب مصر من الأرباح | 254 مليون دولار |
تأثير استخراج الذهب من منجم السكري على أرصدة الذهب في البنك المركزي المصري
وفقًا للخبير الاقتصادي بلال شعيب، ستواصل شركة أنجلو جولد أشانتي ضخ استثمارات تصل إلى 150 مليون دولار في تطوير منجم السكري، ما يدعم زيادة إنتاج الذهب تدريجيًا. ويُعَد الذهب أحد مكونات الاحتياطي الدولي للبنك المركزي المصري؛ لذلك تؤدي زيادة إنتاج الذهب من منجم السكري إلى ترسيخ الموارد النقدية وزيادة الاحتياطي النقدي.
ويبين تقرير البنك المركزي أن أرصدة الذهب تراوحت في يونيو 2025 عند 672.9 مليار جنيه، بزيادة نسبتها 48.9% عن يونيو 2024، حيث سجلت أرصدة الذهب 454.9 مليار جنيه، ما يعادل زيادة بلغت 217.97 مليار جنيه (أي ما يقارب 4.3 مليار دولار). وخلال النصف الأول من عام 2025 وحده، ارتفعت أرصدة الذهب بمقدار 132.5 مليار جنيه، مستفيدة من ارتفاع سعر الأوقية عالميًا من 2,326 إلى 3,343 دولارًا، أي قفزة بحوالي 40% خلال سنة واحدة. هذه المؤشرات تعكس الأثر الاقتصادي الضخم لاستخراج الذهب من منجم السكري على الوطن.
بهذا الشكل، يُمثل منجم السكري علامة فارقة في استغلال المخزون الذهبي المصري، ويظل نموذجًا في التطبيق الأمثل للتقنية والإدارة والمحافظة على الامتياز الوطني، محفزًا لاستثمار أكبر في قطاع الثروة المعدنية الوطني.
