احتياطي العراق من الذهب وأهميته الاستراتيجية في مواجهة أزمة العجز المالي تستدعي حرصًا بالغًا على الحفاظ عليه كأصل سيادي يضمن الاستقرار المالي، وليس مجرد أداة لتغطية نفقات مالية طارئة، حيث حذّر مرصد إيكو عراق من أي اتجاه نحو التصرف به لتفادي العجز المالي، مؤكدًا أن هذا الاحتياطي يشكل خطًا أحمر لا ينبغي تجاوزه.
تطور حجم احتياطي العراق من الذهب خلال عام 2025 وأثره على الاستقرار المالي
بلغ احتياطي العراق من الذهب مستوى تاريخيًا غير مسبوق في عام 2025، حيث وصل إجمالي الكميات المملوكة إلى 170.9 طن، مع قيمة مالية تقارب 23 مليارًا و64 مليون دولار؛ إذ زاد العراق مخزونه من الذهب عبر شراء نحو 8.2 أطنان خلال العام ذاته، ما يعكس سياسة واضحة لتعزيز الأصول السيادية. تتوزع هذه الزيادات عبر عدة أشهر كالآتي: طن واحد في آذار، و1.6 طن في حزيران، و3.1 أطنان في تموز، وأخيرًا 2.5 طن في آب، ما يعكس التزامًا ثابتًا على مدى العام. هذه الزيادة المستمرة مهمة لأنها تعزز من ثقة الأسواق والاستقرار المالي، لا سيما في ظل التقلبات العالمية.
دور أسعار الذهب العالمية في ارتفاع قيمة احتياطي العراق
لا تعزى الزيادة الإجمالية للاحتياطي العراقي من الذهب إلى حجم الكميات المشتراة فحسب، بل يعود الجزء الأكبر من ارتفاع قيمته إلى الصعود الكبير في الأسعار العالمية للذهب، حيث شهدت الأسواق العالمية تقلبات أدت إلى صعود أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال العام الحالي. ولفت مرصد إيكو عراق إلى أن 64% من الكميات المضافة إلى الاحتياطي تم شراؤها منذ بداية 2025، إلا أن القيمة السوقية ترتبط بشكل رئيسي بعوامل وتغيرات الأسواق العالمية، مما يجعل الذهب سلعة استثمارية ذات تأثير استراتيجي كبير للدولة.
ضرورة الحفاظ على احتياطي الذهب العراقي بعيدًا عن الحلول المالية المؤقتة
شدد مرصد إيكو عراق على أهمية تجنب استخدام احتياطي الذهب في العراق كسلاح لحل أزمات العجز المالي قصيرة الأجل، وحذر من بيع أي جزء منه أو تعريضه لاستثمارات عالية المخاطر. فالذهب ليس فقط مجرد مخزون نقدي بل هو من الأصول السيادية الاستراتيجية التي تعزز الثقة والرصانة المالية للدولة على المدى البعيد، وهو الضامن لأمن مالي مستدام.
- الاحتياطي الذهبي ضمان سيادة مالية مستقرة
- عدم اللجوء للبيع أو الاستثمارات عالية المخاطرة لتغطية عجز الميزانية
- الحفاظ على الذهب لزيادة ثقة السوق والمستثمرين المحليين والدوليين
| الشهر | كمية الذهب (أطنان) |
|---|---|
| آذار | 1 |
| حزيران | 1.6 |
| تموز | 3.1 |
| آب | 2.5 |
إن توخي الحذر في التصرف بالاحتياطي الذهبي يعكس فهمًا عميقًا لأهمية الذهب كأصل استراتيجي، حيث يضمن هذا المورد الثمين استقرار الاقتصاد الوطني ويجنب العراق الاعتماد على حلول مالية سريعة قد تضر بمصالح الدولة على المدى الطويل، مما يعزز من مكانة العراق في الأسواق العالمية ويقوي اقتصاده الوطني بشكل متين.
