عودة محمد منصور لمصر هل يحمل رجل الأعمال البارز أجندة استثمارية مهمة؟ نقل رجل الأعمال المصري محمد منصور مقر إقامته إلى مصر بعد سنوات من العيش في بريطانيا منذ 2016، مما أثار تساؤلات حول دلالات هذه الخطوة على مناخ الاستثمار في مصر والتأثير المتوقع على الاقتصاد الوطني.
دلالات عودة محمد منصور لمصر على مناخ الاستثمار
يُعتبر قرار محمد منصور بنقل إقامته بالكامل إلى مصر دلالة واضحة على تحسن مناخ الاستثمار في البلاد، حسب ما أكد أستاذ الاستثمار والتمويل عز الدين حسانين. وأشار حسانين إلى تنفيذ الحكومة نحو 60% من 300 إجراء إصلاحي يستهدف تحسين بيئة الأعمال، بالإضافة إلى تطوير قاعدة بيانات تضم أكثر من 380 ألف سجل يتم تحديثها بانتظام لتعزيز جودة الخدمات الحكومية المقدمة للمستثمرين، بحسب تصريحات وزير الاستثمار حسن الخطيب في أكتوبر الماضي. وتعكس عودة محمد منصور نية لتوسيع استثماراته داخل مصر، وتُرسّخ رسالة قوية بأن رجال الأعمال قادرون على العمل في بيئة تدعم الأمن والاستقرار، خاصة بعد مغادرة عدد منهم البلاد في فترات مضطربة. كما تشير الخطوة إلى حرص الدولة على توفير الضمانات والتسهيلات التي تشجع المستثمرين على العودة.
محمد منصور يعد من أبرز رجال الأعمال المصريين بثروة تقدر بنحو 3.5 مليار دولار، ما يجعله ثالث أغنى رجل أعمال في مصر والعاشر على مستوى الشرق الأوسط. يرأس منصور مجموعة منصور القابضة التي تأسست عام 1952 كشركة لصناعة وتصنيع القطن، وتمتد نشاطاتها الآن إلى أكثر من 100 دولة حول العالم.
مشروعات استثمارية تعكس أجندة محمد منصور الاستثمارية في مصر
تجسد الخطوات العملية التي يخطوها محمد منصور من خلال مشاركته في وضع حجر الأساس لمصنع ماك الجديد لتصنيع وسائل النقل في المنطقة الصناعية بمدينة السادس من أكتوبر الجديدة، جنبًا إلى جنب مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة الفريق كامل الوزير. سيقام المصنع على مساحة 55 ألف متر مربع، بهدف إنتاج 50 ألف سيارة سنويًا تعمل بالوقود والكهرباء في المرحلة الأولى، مع خطة لزيادة الإنتاج إلى 100 ألف سيارة خلال خمس سنوات، وفقًا للدراسات الأولية التي انتهت في أبريل 2025 بتكلفة استثمارية تُقدر بـ150 مليون دولار.
| المشروع | الموقع | السعة الإنتاجية | التكلفة الاستثمارية | مدة الإنجاز |
|---|---|---|---|---|
| مصنع ماك لتصنيع وسائل النقل | مدينة السادس من أكتوبر الجديدة | 50 ألف سيارة سنويًا (مرحلة أولى) | 150 مليون دولار | 5 سنوات للوصول للسعة الإنتاجية القصوى |
تأثير عودة محمد منصور لمصر على الاقتصاد والاستثمار المحلي
تمثل عودة رجال الأعمال الأغنياء والخبراء مثل محمد منصور دعمًا حيويًا في زيادة الإنتاجية الحقيقية، فتح مصانع جديدة، وخلق فرص عمل تقلل من نسب البطالة والفقر. وفقًا لأستاذ الاستثمار والتمويل عز الدين حسانين، فإن ما تحتاجه مصر حاليًا هو جذب رجال الأعمال الذين غادروا البلاد وتشجيعهم على إعادة تشغيل المصانع والشركات المغلقة. ويشير إلى أن آلاف المصانع توقفت عن العمل سابقًا وعودة النشاط الصناعي ستدعم النمو المحلي الحقيقي وتزيد من فرص التصدير، وبالتالي يعزز الوضع الاقتصادي الوطني.
- زيادة الإنتاجية الحقيقية في الاقتصاد
- فتح مصانع جديدة وخلق فرص عمل
- خفض معدلات البطالة والفقر
- رفع معدل النمو الحقيقي وزيادة صادرات المصانع
- تعزيز الثقة في بيئة الاستثمار عبر تسهيلات وضمانات مالية وقانونية
وفي سياق متصل، يوضح عضو الجمعية المصرية للاقتصاد الدكتور وليد جاب الله أن تحركات رجال الأعمال بين مصر ودول أخرى أمر مألوف، ويُعتبر تغيير محل الإقامة خطوة طبيعية، لكنه يؤكد أن الاقتصاد المصري يمتلك القوة ليتجاوز أثر نقل إقامة أي مستثمر، مهما كان حجمه. ويشدد على ضرورة التركيز على الأنشطة الاستثمارية نفسها بدلًا من التركيز على الجوانب الجغرافية لمكان إقامة أصحاب الأعمال.
تعكس عودة محمد منصور لمصر توجهًا جادًا نحو تعميق الاستثمار وتنشيط الدورة الاقتصادية المحلية من خلال خطط واضحة تمتد إلى مشروعات صناعية ضخمة تساهم في خلق فرص عمل وتنمية القطاع الإنتاجي، مما يرسخ صورة مصر كوجهة آمنة وجاذبة لرؤوس الأموال والاستثمارات، وهو ما يعزز الثقة في مناخ الاستثمار ويحفز المزيد من رجال الأعمال على اتخاذ خطوات مماثلة.
