الهبوط الحاد لأسعار الذهب في مصر وتأثير بيانات التضخم الأمريكية على مستقبل الذهب
شهدت أسعار الذهب في مصر تراجعًا ملحوظًا حيث هبط سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا إلى 5750 جنيهًا، بينما بلغ سعر جنيه الذهب 46 ألف جنيه، وهو مبلغ يعادل راتب موظف متوسط لستة أشهر كاملة، ما يمثل ضربة قوية للمستثمرين الذين خسروا في المتوسط أكثر من 650 جنيهًا خلال الأسابيع الماضية، ويأتي ذلك مع ترقب كبير لصدور بيانات التضخم الأمريكية التي قد تسهم في تحديد اتجاه استثمارات الذهب.
تطورات أسعار الذهب في مصر وسط تراجع كبير وتأثير عمليات جني الأرباح
استقرت أسعار الذهب في مصر لليوم الثاني على التوالي رغم تراجع طفيف مساء أمس، مما أوقف خسائر الأسبوع التي كانت مدمرة للمستثمرين، حيث سجلت الأسعار انخفاضًا جديدًا قدره 5 جنيهات مقارنة بالأسبوع الماضي، ووصل سعر عيار 24، وهو الأعلى قيمة، إلى 6571 جنيهًا، وفقًا لما أكدته منصة “آي صاغة” فإن الضغوط الحالية على الذهب تبقى محدودة رغم الانخفاض، وأن التقلبات ترافق عمليات جني الأرباح عقب وصول السعر إلى أعلى مستوياته في سبعة أسابيع. يعبر أحمد محمود، موظف يبلغ من العمر 42 عامًا، عن خسارته البالغة 12,500 جنيه بعد شراء 50 جرامًا بسعر 6000 جنيه للجرام، قائلاً إنه كان يظن أن استثماره آمن، لكنه تعرض لمفاجأة قاسية.
العوامل المؤثرة على أسعار الذهب والأجواء الاقتصادية المرتبطة ببيانات التضخم الأمريكي
تأثر تراجع أسعار الذهب بارتفاع الدولار الأمريكي، وهو ما أثار حالة من الحذر الشديد بين المتعاملين في السوق قبل إصدار بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وقد شهد السوق المالي موجة من التقلبات الحادة بعد صعود سعر الذهب إلى أعلى مستوى له في 7 أسابيع، إذ يراقب الخبراء مؤشر أسعار المستهلك لشهر نوفمبر، حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع التضخم من 3% في أكتوبر إلى 3.1%، مما قد يؤدي إلى تغير جذري في تفكير المستثمرين واستراتيجياتهم. في الواقع، تؤجل العديد من العائلات المصرية شراء المجوهرات للأعراس والمناسبات بينما يراقب المدخرون تحركات أسعار الذهب بقلق واضح، كما تصف فاطمة علي، ربة منزل تبلغ 38 عامًا، قرارها ببيع ذهبها قبل التراجع بأسبوع وتحقيق ربح 15 ألف جنيه باعتباره قرارًا ناجحًا نتج عن إحساسها باضطرابات السوق، وتشير التوقعات إلى أن خفض أسعار الفائدة الأمريكي قد يكون محفزًا لدعم أسعار الذهب مستقبلًا.
| النموذج المتوقع | السعر المتوقع لعيار 21 (جنيهًا) |
|---|---|
| السيناريو الأفضل (بيانات تضخم إيجابية) | 6200 |
| السيناريو الأسوأ (تشديد نقدي أمريكي) | 5400 |
| السيناريو الأكثر احتمالاً (استقرار مع تقلبات محدودة) | حول المستويات الحالية |
خيارات المستثمرين بين الشراء والاستقرار النصائح لتحركات الذهب القادمة
وسط هذا الغموض الكبير، يجد المستثمرون أنفسهم أمام خيارين حاسمين؛ إما الاستفادة من تراجع الأسعار الحالية لشراء الذهب بسعر أقل، أو الانتظار لمراقبة المزيد من التراجع، وتظل النصيحة التي يكررها الخبراء هي ضرورة تنويع المحفظة الاستثمارية وعدم اتخاذ قرارات سريعة مبنية على العاطفة، بل متابعة التطورات الاقتصادية وصدور البيانات الرسمية قبل اتخاذ أي خطوة. السؤال الذي يشغل الجميع: هل ستسفر البيانات الأمريكية المرتقبة عن بداية انتعاش في أسعار الذهب، أم ستفتح الباب لهبوط أعمق يؤثر على استثمارات ملايين المواطنين؟ هذا الترقب لا يزال يسيطر على الأسواق وينتظر الإجابة خلال ساعات.
