أسعار الذهب تواصل الارتفاع رغم ضغوط الدولار وعوائد السندات

أسعار الذهب تواصل الارتفاع بأسلوب متماسك وتواجه تحديات السوق الحالية التي تتمثل في قوة الدولار وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما جعل المعدن الأصفر في المعاملات الفورية يصعد إلى 4338.37 دولارًا للأونصة، مع توقع تحقيق مكاسب أسبوعية وصلت إلى 0.9%، وسط حالة من التوترات في الأسواق المالية.

تحليل حركة أسعار الذهب مقابل قوة الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية

شهد الذهب ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات يوم الجمعة، حيث قفز المعدن الأصفر في الأسواق الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 4338.37 دولارًا للأونصة، رغم الضغوط الواضحة على الأسعار نتيجة قوة الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى زيادة عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، الأمر الذي أثر على تكلفة الذهب في الأسواق العالمية، خاصة للمستثمرين الذين يمتلكون عملات أخرى غير الدولار الأمريكي.
وبالإضافة إلى ذلك، حافظت العقود الأمريكية الآجلة للذهب على استقرارها النسبي، إذ ارتفعت بنسبة 0.1% واستقرت عند 4370.10 دولارًا، مما يعكس حالة من التماسك السعري بالرغم من ابتعادها عن أعلى مستوياتها التي تم تسجيلها سابقًا؛ وهذا يعكس توازنًا دقيقًا بين العوامل الداعمة والضاغطة على أسعار المعدن الأصفر في الوقت الراهن.

تأثير خفض فوائد الفيدرالي والرغبة في المخاطرة على أسعار الذهب

يرى بارت ميليك، الرئيس العالمي لاستراتيجيات السلع الأساسية لدى “تي.دي سيكيوريتيز”، أن تقلبات أسعار الذهب تعود أساسًا إلى ردود فعل الأسواق على وضع الدولار وحالة المخاطرة في الأسواق المالية، حيث يشير إلى أن الأسواق تمر بمرحلة توحيد سعري بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر الماضي.
ويتزامن هذا الوضع مع زيادة ملحوظة في رغبة المستثمرين في المخاطرة، ما يجعل الذهب، رغم كونه ملاذًا آمنًا، يواجه بعض الضغوط قصيرة المدى التي تعكس تحولات في السياسات النقدية وحالة الاقتصاد العالمي.

ارتفاع الفضة والبلاتين مقابل تراجع البلاديوم: بيانات التضخم وتأثيرها على المعادن النفيسة

في تطور مفاجئ أسعد المستثمرين، سجلت الفضة ارتفاعًا قياسيًا في المعاملات الفورية لتبلغ 66.89 دولارًا للأونصة، مسجلة مكاسب مذهلة بلغت نحو 125% منذ بداية العام الجاري، متفوقةً بشكل واضح على الذهب الذي حقق ارتفاعًا سنويًا بحدود 65% فقط.
هذه الطفرة في أسعار الفضة مدعومة بشكل كبير ببيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 2.7% على أساس سنوي في نوفمبر، وهو معدل أقل من توقعات الخبراء التي حددت 3.1%، رغم استمرار الضغوط المعيشية التي تؤثر على الأسواق بشكل عام.

• البلاتين ارتفع بنسبة 0.5% ليصل إلى 1924.59 دولارًا، مسجلاً أعلى مستوى له في أكثر من 17 عامًا.
• البلاديوم انخفض بنسبة 1.1% ليستقر عند 1677.68 دولارًا، بعد أن كان قد سجل ذروة سعرية هي الأعلى في نحو ثلاث سنوات.

وعلى الرغم من هذه الديناميكية، يبقى خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة للمرة الثالثة والأخيرة هذا العام عائقاً يحول دون هبوط إضافي في أسعار الأصول التي لا تدر عوائد مثل الذهب، مما يحافظ على استقرار نسبى داخل سوق المعادن النفيسة على المدى القريب.