«أمازون» و«إنفيديا» تتصدران المشهد بتشغيل الذكاء الاصطناعي باستخدام الوقود الأحفوري

يشهد قطاع التكنولوجيا حاليًا تطورات هائلة تُعززها تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب توفير مصادر طاقة هائلة لضمان استمرارية عمل التطبيقات التقنية الحديثة، وقد ناقشت شركتا أمازون وإنفيديا مؤخرًا أهمية هذا الجانب في اجتماع مع مسؤولين من صناعة النفط والغاز، حيث أشاروا إلى أنّ جميع الحلول ستكون مطروحة على الطاولة لتلبية هذه الاحتياجات، بما في ذلك الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي.

دور الوقود الأحفوري في تشغيل الذكاء الاصطناعي

أكدت أمازون وإنفيديا أن استخدام الوقود الأحفوري يُعتبر جزءًا من الاستراتيجية الحالية لدعم متطلبات الذكاء الاصطناعي، خاصةً على المدى القريب، وقال كيفن ميلر، نائب رئيس أمازون لمراكز البيانات العالمية، إن تحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة يحتاج إلى نهج شامل لموازنة الطلب المتزايد، وأفادت أمازون بأنها تُعد أكبر شركة مستثمرة في الطاقة المتجددة عالميًا وتسعى جاهدة إلى الحد من تأثيرها الكربوني مع الالتزام بأن تصبح خالية من الكربون بحلول عام 2040، إلا أن ذلك يتطلب حلولًا مؤقتة تعتمد على مصادر طاقة حيوية مثل الغاز الطبيعي.

خطط الشركات لتحقيق التوازن البيئي

بينما شددت أمازون على أهمية الابتكار في تقنيات الطاقة النظيفة مثل التقنيات النووية المتقدمة واحتجاز الكربون، أكدت إنفيديا أيضًا على الحاجة إلى تطويع كافة المصادر المتاحة لتلبية الاحتياجات المتزايدة، إذ تواجه أزمة طاقة كبيرة بسبب الطلب المرتفع على الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته المتطورة، وأوضح جوش باركر، المسؤول عن الاستدامة المؤسسية في إنفيديا، أن بعض العملاء يُفضلون الطاقة النظيفة، ولكن لا يمكن التغاضي عن تلك المصادر التقليدية لضمان استمرارية العمليات التقنية، مما يعكس أهمية التعامل الواقعي مع المواقف الحالية.

الطاقة المتجددة ومستقبل الذكاء الاصطناعي

على الرغم من التركيز الكبير على الطاقة المُستدامة، إلا أن تحقيق هذا الهدف لن يكون ممكنًا في القريب العاجل، فتشير التقديرات إلى أن مصادر الطاقة النووية والتقنيات المتقدمة لن تكون متاحة تجاريًا قبل الثلاثينيات من القرن الحالي، في السياق نفسه، دعا المؤسس المشارك لشركة أنثروبيك، جاك كلارك، إلى البحث عن حلول مبتكرة تُساهم في تطوير بنية تحتية جديدة للطاقة قادرة على مواكبة طفرات الذكاء الاصطناعي، إذ توقعت الشركة الحاجة إلى بناء منشآت تولّد 50 غيغاواط إضافي من الطاقة خلال السنوات القادمة، مما يعادل بناء 50 مفاعلًا نوويًا جديدًا لضمان سد هذا الطلب الضخم.

وعلى الرغم من التحفظات حول استخدام الفحم بسبب تأثيراته البيئية، إلا أن الشركات الكبرى مثل أمازون وإنفيديا لا تزال تدرس جميع الخيارات الممكنة لدفع عجلة التطور التقني دون التسبب في ضرر بيئي كبير، مما يُبرز التحدي الأكبر في تحقيق التوازن بين الابتكار وضمان الاستدامة.