الذهب يتراجع من قمة شهرين وسط عمليات جني الأرباح

رفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في 30 عام كان الحدث الأبرز الذي شهدته الأسواق المالية مؤخرًا، حيث قررت لجنة السياسة النقدية اليابانية بالإجماع زيادة سعر الفائدة القياسي إلى 0.75%، وهو أعلى مستوى يتم الوصول إليه منذ سبتمبر 1995، وسط توقعات باستمرار أسعار الفائدة الحقيقية منخفضة، وما زالت الأسواق تترقب تصريح محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” لتوضيح الخطوات المستقبلية للبنك المركزي.

تأثير رفع بنك اليابان أسعار الفائدة على الأسواق المالية والعملات

شهد الين الياباني موجة من التراجع في السوق الآسيوية يوم الجمعة الماضية مقابل مجموعة من العملات الرئيسية والثانوية، مستأنفًا خسائره التي توقفت مؤقتًا يوم الخميس مقابل الدولار الأمريكي، حيث وصل إلى أدنى مستوياته في أسبوع بعد إعلان بنك اليابان قرار رفع سعر الفائدة المتوقع على نطاق واسع. وقررت لجنة السياسة النقدية رفع أسعار الفائدة بحوالي 25 نقطة أساس لتصل إلى 0.75%، وهو الرفع الثاني خلال 2025 بعد زيادة في يناير. وأسواق العملات شهدت ارتفاع الدولار مقابل الين بنسبة 0.45% إلى 156.18 ين، وهو أعلى سعر منذ 10 ديسمبر الجاري، مسجلًا أيضًا أدنى سعر عند 155.45 ين. بينما أنهى الين تعاملات الخميس على ارتفاع بنسبة 0.1% مقابل الدولار عقب خسارة 0.6% في اليوم السابق ضمن عمليات تصحيح من أعلى مستوى أسبوعين عند 154.39 ين.

دوافع وسياق رفع بنك اليابان أسعار الفائدة وتوقعات المستقبل

جاء قرار رفع بنك اليابان أسعار الفائدة القياسية في اجتماع السياسة النقدية الأخير لعام 2025، بناءً على إجماع كامل من أعضاء اللجنة، في خطوة تهدف إلى استكمال تطبيع السياسة النقدية بعد عقود من الفائدة شبه الصفرية. ذكر البنك في بيانه أن هناك احتمالية كبيرة لاستمرار آلية ارتفاع الأجور والتضخم بشكل معتدل ومتزامن، مع توقعات بأن تبقى أسعار الفائدة الحقيقية منخفضة جدًا. وأوضح البنك أن أرباح الشركات ما تزال مرتفعة على الرغم من ضعف الاقتصاد، مع توقع استمرار رفع الأجور خلال عام 2026. كما أشار البنك إلى احتمالية قوية لتحقيق التضخم الأساسي لهدفه عند 2% خلال الفترة القادمة، مما يدفع البنك إلى الاستمرار في سياسة رفع الفائدة وفقًا لتوقعاته الاقتصادية وأسعار السوق.

توقعات تصريحات محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” وردود فعل الخبراء الاقتصاديين

مع اقتراب تصريح محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” المرتقب بعد اجتماع السياسة النقدية، يترقب المستثمرون والمراقبون دلالات واضحة حول مستقبل رفع الفائدة خلال عام 2026، لا سيما في ظل تسعير احتمالات رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في يناير القادم بأقل من 20%. أكّد شيغيتو ناغاي، رئيس قسم الاقتصاد الياباني في أكسفورد إيكونوميكس، أن البنك قد يواصل رفع سعر الفائدة ليصل إلى حوالي 1% منتصف عام 2026، معتبراً هذا المستوى سعر الفائدة المحايد الذي يحافظ على توازن التضخم والنمو دون تسخين مفرط. لكن ناغاي حذر من احتمال حدوث توتر سياسي إذا استمر التضخم في الانخفاض بسلاسة إلى 2% في النصف الأول من عام 2026. وأشار نوريهيرو ياماغوتشي، كبير الاقتصاديين في أكسفورد إيكونوميكس في طوكيو، إلى أن محافظ البنك من المرجح أن يؤكد استمرار رفع أسعار الفائدة لمواجهة ضغوط انخفاض الين، محذرًا من أن الإخفاق في ذلك قد يؤدي إلى هبوط قيمة العملة وانخفاض عوائد السندات.

• رفع أسعار الفائدة إلى 0.75% يمثل تشديدًا نقديًا مستمرًا
• الأسواق تترقب تصريحات المحافظ “كازو أويدا” لتوجيهاتها
• التضخم وأجور العمال عوامل رئيسية في تحديد السياسة المستقبلية
• التوقعات تشير إلى مزيد من الرفع حتى تصل إلى 1% عام 2026

تشير دراسة السوق الأخيرة إلى أن رفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في 30 عام يعكس التزامه بالسياسة النقدية في مواجهة تحديات التضخم وارتفاع الأجور، مع محاولات مستمرة لتحقيق استقرار العملة وتعزيز الثقة في الاقتصاد الياباني، وسط متابعة دقيقة من المستثمرين لما سيعلنه محافظ البنك من توجيهات واستراتيجيات خلال الفترة القادمة؛ حيث يبدو أن خريطة أسعار الفائدة وإدارة التضخم ستكون محط تركيز أساسي في السياسات القادمة.