يشير التوجه المستقبلي لأسعار المعادن الثمينة إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة خلال عام 2026، بعد تحقيق ارتفاع تقديري بنسبة 41% خلال عام 2025، حيث تجاوز سعر الذهب 4,300 دولار أميركي للأونصة مؤقتاً، ووصل سعر الفضة إلى 54 دولاراً للأونصة قبل أن يشهد بعض التراجع، في حين حقق البلاتين زيادة ملحوظة خلال العام الحالي.
توقعات ارتفاع أسعار الذهب والفضة وأثرها على الأسواق العالمية
تُسلط توقعات أسعار المعادن الثمينة الضوء على استمرار ارتفاع سعر الذهب في العام المقبل، بدعم الطلب المتزايد على ذلك الملاذ الآمن، والتي تشمل مشتريات البنوك المركزية التي تظل قوة دافعة رئيسية لهذا الارتفاع؛ فالطلب على الذهب شهد ارتفاعاً بنسبة 10% خلال ثلاثة أرباع 2025 على أساس سنوي، مدعوماً بتدفقات الاستثمار وصناديق الاستثمار المتداولة والمدعومة بالذهب، بالإضافة إلى استقرار مشتريات البنوك المركزية رغم وتيرتها المعتادة، وهذا يتماشى مع أقوى زيادة سنوية منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي حيث صاحب ذلك صعود مشابه تزامن مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وضعف الدولار الأميركي.
من جهة أخرى، تستمر أسعار الفضة في الارتفاع مدفوعة بزيادة الطلب الصناعي على تكنولوجيا الطاقة المتجددة واستخداماتها المتنوعة التي تشمل صناعة أشباه الموصلات، حيث تشكل الاستعمالات الصناعية أكثر من نصف إجمالي الطلب على الفضة، إلى جانب دور الفضة كملاذ آمن خلال الفترات غير المستقرة، رغم تراجع السعر مؤخراً نتيجة تصحيح السوق ومخاوف العرض، إلا أن الطلب المتوقع يتجاوز المعروض، مما يرفع التوقعات بنمو الأسعار بحوالي 34% في 2025 ثم بزيادة إضافية تبلغ 8% في 2026.
نمو الطلب وتأثير العرض المحدود على أسعار معدن البلاتين
شهد معدن البلاتين ارتفاعات ملحوظة في أسعاره هذا العام، مدفوعة بانخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ سنوات، ويُنتظر أن يستمر الطلب في التصاعد تدريجياً، خصوصاً من قطاع السيارات الذي يستحوذ على حوالي 40% من إجمالي الطلب عبر استخدامه في المحولات الحفازة، كما يُتوقع تحسن الطلب في قطاعات الصناعة والمجوهرات بشكل متواضع. على الرغم من ذلك، من المحتمل أن يبقى العرض أقل من الطلب بسبب مستويات الإنتاج المنخفضة مقارنة بالسنوات الماضية، رغم زيادة الإنتاج في جنوب أفريقيا – أكبر منتج في العالم – وتحسن ناتج إعادة التدوير. ويدفع ذلك إلى استمرار التقييد بالسوق، مع توقع نمو أسعار البلاتين بحوالي 29% في 2025 ثم حوالي 4% في 2026.
| المعدن | نسبة الارتفاع المتوقعة في 2025 | نسبة الارتفاع المتوقعة في 2026 |
|---|---|---|
| الذهب | 42% | معدل أبطأ |
| الفضة | 34% | 8% |
| البلاتين | 29% | 4% |
المخاطر والتحديات التي تواجه أسعار المعادن الثمينة في الأسواق العالمية
تشير التوقعات إلى أن المخاطر المحيطة بأسعار المعادن الثمينة تميل للارتفاع، حيث قد يؤدي تجدد التوترات الجيوسياسية أو الاشتباكات التجارية أو تقلبات الأسواق المالية إلى زيادة الطلب على المعادن الثمينة كملاذ آمن، مما يدفع أسعار الذهب والفضة إلى تجاوز التوقعات الحالية. وعلى النقيض، فإن تبني سياسة نقدية أكثر تشدداً من الولايات المتحدة، إلى جانب تراجع التوترات الجيوسياسية المستمر، قد يضغطان سلباً على الطلب من جانب القطاع الاستثماري.
إضافة إلى ذلك، قد تكون هناك ضغوط نزولية على أسعار الفضة والبلاتين بسبب تباطؤ النشاط الصناعي، خصوصاً في قطاعات الطاقة المتجددة والإلكترونيات التي تمثل جزءاً كبيراً من الطلب على هذين المعدنين، وهنا تكمن أهمية المتابعة الدقيقة لحركة العرض والطلب في هذه القطاعات خلال الفترة القادمة.
- زيادة التوترات الجيوسياسية تعزز الطلب على الذهب والفضة كملاذات آمنة.
- الطلب الصناعي المتزايد يدعم ارتفاع أسعار الفضة والبلاتين.
- تباطؤ النشاط الصناعي قد يؤثر سلباً على أسعار الفضة والبلاتين.
- سياسات نقدية متشددة قد تحد من اهتمام المستثمرين في المعادن الثمينة.
- تحسن الإنتاج وإعادة التدوير يمكن أن يخفف من نقص العرض لكنه لن يلغي التوازن لصالح العرض.
