الذهب والفضة على أبواب 2026: تحولات كبيرة في الانتظار

أسعار الذهب والفضة في 2026 بين التذبذب والفرص الاستثمارية في ظل التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية

تُعد أسعار الذهب والفضة في 2026 محوراً أساسياً للراغبين في فهم توجهات المعادن الثمينة في ظل بيئة اقتصادية مركبة تتميز بزيادة التذبذب وعدم اليقين نتيجة مخاطر جيوسياسية في أوروبا وتراجع النمو العالمي وضعف الدولار، إضافة إلى تصاعد السياسات الحمائية التي تؤثر بشكل مباشر على تحركات أسعار المعادن الثمينة.

أداء أسعار الذهب والفضة في 2025 وتوقعات 2026 تحت تأثير التوترات العالمية

شهدت أسعار الذهب والفضة في عام 2025 ارتفاعات غير مسبوقة، حيث حقق الذهب زيادة بلغت بين 40 و42% خلال العام، مدعومًا بارتفاع مخاطر عدم اليقين الجيوسياسي، وضعف الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى زيادة مشتريات البنوك المركزية التي تضاعفت مقارنة بالفترة من 2015 إلى 2019. وتشير توقعات البنك الدولي في تقرير آفاق أسواق السلع لعام 2025 إلى استمرار أسعار الذهب والفضة عند مستويات قياسية في 2026، رغم انحدار أسعار باقي السلع بنحو 7% في 2025 و7% إضافية في 2026، مع التنويه إلى أن هذه المتوسطات التقديرية لا تعني ثبات الأسعار على مدار السنة، إذ من المتوقع أن تشهد أسواق المعادن الثمينة ارتفاعات وتقلبات حادة.

ويأتي هذا في ظل توقعات صندوق النقد الدولي بتباطؤ النمو العالمي إلى نحو 3.1% في 2026، خاصة في الاقتصادات المتقدمة التي يتوقع نموها عند 1.5% فقط، وسط بيئة تجارة دولية مشحونة بالتوترات والرسوم الجمركية وتجزئة سلاسل الإمداد. هذه العوامل المعقدة تشكل خليطًا دقيقًا يعزز حساسية أسعار الذهب والفضة لأي صدمة جديدة.

العوامل المؤثرة في أسعار الذهب والفضة في 2026 بين الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية

تتأرجح أسعار الذهب في 2026 بين تأثير ضعف الدولار الأمريكي وانعكاسات التوترات في أوروبا، حيث يلعب ضعف الدولار وتيسير السياسة النقدية الأمريكية دورًا مهمًا في رفع جاذبية الذهب؛ بسبب توقعات خفض الفائدة واستمرار الضغوط السياسية نحو مزيد من التيسير النقدي، مما يقلل من قيمة العملة الأمريكية ويرفع الإقبال على الذهب كملاذ يحفظ القوة الشرائية. كما تظل مشتريات البنوك المركزية، خصوصًا في آسيا والاقتصادات الناشئة، ركيزة أساسية لدعم أسعار الذهب، عبر تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار والأصول الغربية.

أضف إلى ذلك، أن التصاعد في الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين وأوروبا يرفع حالة عدم اليقين في التجارة العالمية، مما يُعزز رغبة المستثمرين في اللجوء إلى الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر السياسية والتجارية. ويُعد احتمال توسع النزاعات أو تفجر حرب أوسع في أوروبا من العوامل الجوهرية ذات التأثير المباشر على أسعار الذهب، إذ يؤدي أي تصعيد عسكري في منطقة اقتصادية حيوية إلى هروب رؤوس الأموال إلى الملاذات الآمنة واضطراب أسواق الطاقة والنقل، مما يزيد الطلب على الذهب كأصل نقدي خارج النظام المالي.

آفاق الفضة بين الملاذ الآمن والطلب الصناعي المتنامي في 2026

تختلف الفضة عن الذهب بوظيفتها المزدوجة؛ فهي ملاذ آمن يتبع الذهب في أوقات الأزمات، وفي ذات الوقت معدن صناعي جوهري يستخدم في مجالات الطاقة الشمسية، الإلكترونيات، السيارات الكهربائية، تكنولوجيا الجيل الخامس (5G)، ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. وتشير التقارير الحديثة إلى أن أكثر من نصف الطلب العالمي على الفضة يأتي من القطاعات الصناعية، مع وجود عجز هيكلي في المعروض منذ سنوات، ومن المتوقع استمرار هذا العجز حتى 2026، حيث يزيد عن 100 مليون أونصة سنويًا وفقًا لمعهد الفضة.

ارتفعت أسعار الفضة في 2025 بأكثر من 100%، مع مضاعفتها تقريبًا لقيمتها منذ بداية العام، وهو ما يعكس تحركاتها الحادة المصاحبة لأي تصعيد في المناطق الجيوسياسية، لاسيما في أوروبا. لكن تتسم حركة الفضة بتذبذب أعلى من الذهب؛ إذ يمكن أن تتعرض لهبوط حاد نتيجة تراجع النشاط الصناعي، ما يجعل تقلباتها أكثر وضوحًا بين ارتفاعات وتصحيحات قوية.

ويعزز الطلب المستمر على الفضة ضمن التحول الأخضر، خصوصًا في مجالات الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، استخدام كميات متزايدة منها في الألواح الشمسية والتقنيات الحديثة، بالإضافة إلى التوسع في سلاسل توريد الذكاء الاصطناعي. في المقابل، يحد بطء إنتاج الفضة، كونها غالبًا منتجًا ثانويًا لاستخراج معادن أخرى، من سرعة استجابة العرض للزيادة في الطلب، ما يدعم سيناريو استمرار الأسعار المرتفعة والمتقلبة على حد سواء.

البند التوقع 2026
نمو عالمي 3.1%
نمو الاقتصادات المتقدمة 1.5%
انخفاض أسعار السلع الأخرى 7% في 2025 و7% أخرى في 2026
عجز الفضة السنوي أكثر من 100 مليون أونصة
  • تزايد التوترات الجيوسياسية في أوروبا وتأثيرها على المعادن الثمينة
  • سياسة التيسير النقدي الأمريكية وضعف الدولار وكيفية أثرهما على الذهب
  • ارتفاع الطلب الصناعي على الفضة في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة
  • دور مشتريات البنوك المركزية في دعم أسعار الذهب والفضة

يشير تحليل أسعار الذهب والفضة في 2026 إلى استمرارها عند مستويات عالية تاريخياً، مع اتجاه عام نحو الارتفاع لكنه مصحوب بتقلبات ملحوظة ضمن نطاق واسع. تلعب الأوضاع الجيوسياسية في أوروبا دورًا حاسمًا في توجيه مسار الأسعار؛ حيث يمكن لأي تطور مفاجئ أن يغير اتجاه السوق سريعًا. وفي الوقت نفسه، تظل سياسات تيسير النقد وضعف الدولار بالإضافة إلى السياسات الحمائية في الولايات المتحدة وأوروبا عامل دعم رئيسي لطويل الأجل يعزز الطلب على الذهب كأصل احتياطي والفضة كمعدن يجمع بين الوظيفة الصناعية والملاذ الآمن. على الرغم من ذلك، فإن سيناريوهات التهدئة أو تحسن النمو الاقتصادي قد تؤدي إلى تصحيحات في الأسعار دون أن تعيد الأسعار إلى مستويات ما قبل عام 2020، مما يعكس تحولات عالمية دائمة يجب مراقبتها بعناية لكل مستثمر يوازن بين مخاطره الزمنية والمادية.