الدولار يقف ثابتًا وسط ترقب قرارات الفائدة الأوروبية والبريطانية

الجنيه الإسترليني يواصل تراجعه أمام الدولار الأمريكي وسط ترقب لخفض جديد في أسعار الفائدة البريطانية وتباطؤ التضخم

شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي في السوق الأوروبية ليومين متتاليين، متأثرًا بعمليات التصحيح وجني الأرباح، بالإضافة إلى قوة الدولار قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر نوفمبر، مما يوضح الروابط الحاسمة بين الأداء الاقتصادي وأسعار الصرف في ظل انتظار الأسواق الإشارات القادمة من السياسة النقدية.

تراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار وسط بيانات التضخم البريطاني

استمر الجنيه الإسترليني في الهبوط أمام الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.3362 دولار أمريكي، مقارنة بسعر افتتاح التعاملات عند 1.3376 دولار، وذلك بعد تسجيله أعلى مستوى في شهرين عند 1.3382 دولار، وسط ضغط من عمليات تصحيح السوق وجني الأرباح. يوم الأربعاء، خسر الجنيه نحو 0.35% مقابل الدولار، متأثرًا بعوامل تصحيحية بعد تسجيله مستوى قياسي في الفترة السابقة عند 1.3456 دولار. يعزى التراجع أيضًا إلى صدور بيانات تضخم بريطاني أقل حدة مما كان متوقعًا، حيث أظهرت الأرقام الرسمية أن معدل التضخم في المملكة المتحدة لشهر نوفمبر انخفض إلى أدنى مستوى له خلال ثمانية أشهر، حيث بلغ 3.2% سنويًا، مقارنة بتوقعات السوق التي كانت عند 3.5%، وهو ما قلل من ضغوط التضخم على قرارات بنك إنجلترا.

العنصر البيان
سعر الجنيه اليوم 1.3362 دولار
أعلى سعر سجل 1.3382 دولار
التغير يوم الأربعاء -0.35%
معدل التضخم (نوفمبر) 3.2%

بنك إنجلترا وتوقعات خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على الجنيه الإسترليني

يقف بنك إنجلترا على أعتاب اجتماع هام يشكل نقطة مفصلية في مسار السياسة النقدية لبريطانيا لعام 2025، حيث يُتوقع أن يخفض سعر الفائدة البريطاني بنحو 25 نقطة أساس ليصل إلى مستوى 3.75%، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر 2022، في رابع خطوة للتيسير النقدي خلال العام. هذا الخفض جاء مدعومًا بالانخفاض الواضح في مؤشرات التضخم، الأمر الذي دفع الأسواق لرفع توقعاتها لاحتمالية تنفيذ هذا التخفيض من 90% إلى 100%. يصاحب إعلان القرار بيان السياسة النقدية وحصيلة تصويت أعضاء البنك على القرار، يليها مؤتمر صحفي لمحافظ البنك أندرو بيلي الذي سيقدم تعليقاته حول تطورات معركة مكافحة التضخم ومستقبل أسعار الفائدة، الأمر الذي من المتوقع أن يؤثر بشكل مباشر على اتجاه الجنيه الإسترليني.

دور الدولار الأمريكي وبيانات التضخم الأمريكية في تحديد اتجاه الجنيه الإسترليني

حافظ الدولار الأمريكي على مكاسبه ليومين متتاليين، بعد ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، معززًا من تعافيه مقابل سلة من العملات العالمية، بما في ذلك الجنيه الإسترليني. يتمركز هذا الأداء الإيجابي قبيل صدور بيانات التضخم الرئيسية في الولايات المتحدة لشهر نوفمبر، والتي تعد مؤشرًا حيويًا يرسم ملامح السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في عام 2026. يُضاف إلى ذلك استقبال تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التي أشار فيها إلى أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي القادم سيؤمن بخفض كبير لأسعار الفائدة، مما ينعكس إيجابًا على العملة الأمريكية ويزيد من الضغوط على الجنيه الإسترليني.

  • الدولار يقوى بفضل ترقب بيانات التضخم الأمريكية.
  • تراجع التضخم البريطاني يدعم توجه بنك إنجلترا لخفض الفائدة.
  • تأثير قرارات أسعار الفائدة على تقلبات الجنيه الإسترليني.

توضح المؤشرات الفنية أن سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار يتمركز حول دعم متوسطه المتحرك البسيط، مما يعكس حالة من الحذر والتقلب في السوق، متأثراً بتوقعات خفض سعر الفائدة البريطانية ومشاعر السوق حيال التطورات الاقتصادية. وفي ضوء التعليقات المتوقعة من بنك إنجلترا ومحافظه، إذ جاءت أقل عدوانية مما هي عليه في الأسواق، ستتزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة البريطانية أكثر من مرة خلال 2026، ما قد يؤدي إلى المزيد من الضغوط السلبية على مستويات الجنيه الإسترليني ويزيد من تحديات استقراره أمام الدولار.