ارتفاع التضخم يضغط على أسعار الذهب بشكل حاد

التحليل الفني لمجلس الذهب العالمي يشير إلى إمكانية تحقيق قمم تاريخية جديدة لأسعار الذهب، حيث لا يوجد حاجز فني يمنع ذلك وفقًا للتقرير الأسبوعي لمجلس الذهب العالمي؛ ويُبرز التقرير مستويات استهداف رئيسية تبدأ عند 4420 دولارًا للأونصة، مع رؤية بعيدة المدى تستهدف مقاومة أقوى عند 4700 دولارًا، مع العلم أن هذه التقديرات لا تمثل بالضرورة رأينا الشخصي في هذا المقال.

يشير تقرير اليوم إلى وجود تفاوت واضح بين البيانات التقديرية في التقويم الاقتصادي وتوقعات البنوك الكبرى، حيث تتوقع هذه البنوك ارتفاعًا ملحوظًا في قراءة التضخم الشهري، بما يشمل بيانات شهري أكتوبر ونوفمبر التي تأثرت سابقًا بالإغلاق الحكومي الذي عطل إصدار البيانات؛ وتُعد الزيادة المتوقعة الأكبر خلال ثمانية عشر شهرًا الماضية، فيما يُتوقع أن تظل النسبة عند الإطار السنوي مستقرة تقريبًا، إلا أننا نتوقع مفاجآت محتملة برفع القراءة السنوية فوق النسبة التقديرية السابقة البالغة 3%، ما قد يؤثر بشكل كبير على تحركات الذهب والأسواق المالية.

عند مراجعة تفاعل أسعار الذهب في الأيام الماضية، وخاصةً أمس واليوم، تبرز عدة ملاحظات مهمة: الذهب يواجه صعوبة في مواكبة الارتفاعات القياسية ويظهر رد فعل محدود؛ بينما تحقق الفضة يوميًا قممًا تاريخية جديدة لا تتوافق مع أداء الذهب الذي لا يزال أدنى مستوى قمته السابقة التي سجلت في منتصف أكتوبر خلال ثلاثة أيام متتالية ولم يعاود اختبارها؛ كما تكشف عمليات دفاع الأسعار عن الهبوط أمس عن تماسك سعر مؤقت، يبدو كاستعداد لما هو قادم خلال تداولات اليوم.

التحليل الفني لمجلس الذهب العالمي ومستويات استهداف سعر الذهب

يركز التحليل الفني لمجلس الذهب العالمي على أن السيناريو الأساسي لأسعار الذهب يتجه نحو تسجيل قمم تاريخية جديدة، مما يعزز توقعات السوق باتجاه مستويات سعرية محددة؛ في هذا السياق، يُعتبر مستوى 4420 نقطة هو الهدف الأقرب، بينما تتجه النظرة المستقبلية إلى وجود مقاومة لاحقة عند مستوى 4700 نقطة، وهما مستويان يحددان مسار تداولات الذهب على المدى المتوسط والطويل؛ إلى جانب ذلك، فهم أسباب هذه التوقعات والتباين بينها وبين أرائنا الشخصية يساعد في بناء رؤية تداولية متوازنة تتماشى مع متغيرات السوق.

تباين توقعات التضخم وتأثيرها على تحركات الذهب في السوق

يعاكس تباين توقعات التضخم بين البيانات الاقتصادية المنشورة والبنوك الكبرى فرصة لفهم دقيق لتقلبات الذهب المتوقعة؛ حيث تشير توقعات كبار البنوك إلى ارتفاع حاد في قراءة التضخم الشهري الذي يشمل أشهر أكتوبر ونوفمبر، الأمر الذي يُفسر استمرار ضغط التضخم على أسعار الأصول؛ مع ذلك، توقعاتنا تتضمن احتمال ارتفاع قياسي في نسبة التضخم خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية، وما قد يصاحبه من مفاجآت في القراءة السنوية التي من المتوقع أن تتجاوز 3%، مما يزيد من احتمالات تقلبات أسعار الذهب وتغيير مسارها الحالي.

معطيات تفاعل الذهب مع الأسواق والظروف الاقتصادية الراهنة

تُظهر حركة أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة عدة نقاط مهمة تعكس حالة السوق:

  • عدم قدرة الذهب على اللحاق بالارتفاعات القياسية حيث يقتصر الأداء على ردود فعل محدودة
  • ارتفاع أسعار الفضة بشكل يومي مع تحقيق قمم تاريخية جديدة، وهو سلوك مختلف عن الذهب الذي لم يتجاوز قمته السابقة منتصف أكتوبر
  • عمليات تماسك سعرية واضحة في مواجهة الهبوط الأخير كتحضير لتداولات اليوم المقبلة

تسلط هذه المعطيات الضوء على أهمية فهم تفاصيل السوق بدقة، إذ تكمن القوة في المعرفة المبنية على الحقائق والمنطق وليس على متابعة أفكار عشوائية؛ كما تساعد في بناء وجهة نظر متماسكة قائمة على بيانات ملموسة، مما يدعم اتخاذ قرارات تداول فعّالة.

المقياس التوقعات الحالية
المستوى المتوقع لسعر الذهب (قريب الأجل) 4420 دولار / الأونصة
المقاومة بعيدة المدى 4700 دولار / الأونصة
تغير محتمل في قراءة التضخم الشهري ارتفاع كبير يشمل بيانات شهري أكتوبر ونوفمبر
نسبة التضخم السنوية المتوقعة أعلى من 3% (مفاجآت محتملة)

ما هو المسار المتوقع لأسعار الذهب خلال تداولات اليوم؟ وما هي المستويات السعرية الرئيسية التي يجب مراقبتها؟ وإلى أي مدى قد ترتفع الأسعار؟ كل هذه التفاصيل تجدونها موجزة في الفيديو المرفق، ونؤكد متابعة تحركات الأسعار أولًا بأول في المقالات القادمة، مع دعوة لزيارة حسابي على منصة X [تويتر] @GhaithAbohlal للتفاعل والمزيد من التحديثات السريعة والمتواصلة.

يبقى من الضروري التنويه إلى أن أسواق التداول تتغير باتجاهات متقلبة تعتمد على عدة عوامل منها الأخبار، قرارات كبار البنوك، وصناع السوق الذين أحيانًا يوجهون السوق بعكس المنطق والواقع، لذا يجب دومًا الاستناد إلى التحليل الموضوعي المبني على أسباب منطقية ومستندة للوقائع؛ فالعقلانية في استقبال المعلومات وبناء وجهات نظرك الخاصة هي الأساس لتداول ناجح، مع الاعتراف بالدور الحيوي للتحليل الأساسي الذي يقود تحركات السوق ويكمل دوره التحليل الفني لتحقيق رؤية متكاملة؛ ومن هذا المنطلق نلتزم بالسعي لتحقيق أفضل فرص ربح وتقليل الخسائر إلى أدنى حد، مستفيدين من تكامل الطرق التحليلية وتقاطعاتها. الاجتهاد والمثابرة هما مفتاح النجاح، والله ولي التوفيق.