تراجع أسعار الذهب عالميًا مع ترقب بيانات التضخم في أمريكا

أسعار الذهب تتحرك بتراجع طفيف رغم دعم التيسير النقدي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في حين يظل الدولار قويًا مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية لهذا الأسبوع، وسط استقرار أسعار الفضة قرب مستويات قياسية. هذا التوازن في الأسواق يعكس تفاعلات معقدة بين تحركات الفيدرالي وقوة الدولار وتأثيرات الطلب الصناعي والاستثماري على المعادن النفيسة.

أسباب تراجع أسعار الذهب والتأثيرات المرتبطة بقوة الدولار

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.30% لتسجل 4,328.22 دولارًا للأونصة، بعد ارتفاع تجاوز 1% في جلسة الأربعاء المسائية، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% مسجلة 4,363.60 دولارًا للأونصة؛ وكان مؤشر الدولار قد حافظ على مكاسبه بعد أن وصل لأعلى مستوى خلال أسبوع قبل يومين، مما وضع قيودًا واضحة على مكاسب الذهب المقوّم بالدولار. وتعكس هذه الحركة ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية، التي تمثل مؤشرًا رئيسيًا لتوقعات السياسات النقدية الأميركية في الفترة القادمة، مما جعل الطلب على الذهب متأثرًا بهذه العوامل المتداخلة.

ارتفاع أسعار الفضة وما يشير إليه مستقبل المعادن النفيسة

ارتفعت أسعار الفضة في الأسواق الفورية بنسبة 0.1% مسجلة 66.36 دولارًا للأونصة بعد أن وصلت لمستوى قياسي سابق بلغ 66.88 دولارًا، وهذا يعكس زيادة قدرها 130% منذ بداية العام الجاري، متجاوزًا مكاسب الذهب التي بلغت 65% فقط، مدعومًا بطلب صناعي قوي واستمرار الاستثمارات مع تراجع المخزونات. ويتوقع الخبراء أن تصل قيمة الفضة إلى 70 دولارًا للأونصة خلال العام المقبل، خاصةً إذا استمرت سياسة تخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، الأمر الذي يعزز الإقبال على المعادن النفيسة. وكما أشار كلفن وونغ، كبير محللي الأسواق في OANDA، فإن تصريحات عضو الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر تدل على استمرار دورة خفض الفائدة، مما يدعم موقعي الذهب والفضة، مع احتمالية ظهور بعض جني الأرباح في المستويات الحالية.

توقعات قطاع المعادن النفيسة مع تحولات السياسة النقدية الأمريكية

أكد محافظ الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، قدرة البنك المركزي على تخفيض أسعار الفائدة في ظل التباطؤ الملحوظ في سوق العمل، مشددًا على دفاعه الكامل عن استقلالية البنك في مواجهة أية تحديات، وذلك تزامنًا مع حديثه حول لقاء مرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص خلافة جيروم باول. وفي سياق متصل، سجل معدل البطالة في نوفمبر ارتفاعًا إلى 4.6% متجاوزًا التوقعات، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2021، ما يعزز احتمالات استمرار تخفيضات الفائدة. وقد نفذ الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي ثالث خفض لمعدل الفائدة بقيمة ربع نقطة مئوية هذا العام، فيما تعتمد الأسواق حاليًا على تنبؤات بإجراء خفضين إضافيين في 2026. وتُعرف الأصول غير المولدة للعائد، ومنها الذهب، بأنها تستفيد في ظروف انخفاض أسعار الفائدة، مما يرفع من أهمية المعادن النفيسة في ظل هذه التغيرات.

  • انخفاض أسعار الذهب متأثرًا بقوة الدولار وترقب بيانات التضخم
  • ارتفاع قياسي في أسعار الفضة مدفوعًا بالطلب الصناعي والاستثماري
  • توقعات بتخفيضات مستقبلية في أسعار الفائدة الأمريكية تؤثر على المعادن النفيسة
  • البلاتين والبلاديوم يسجلان مستويات قياسية تاريخية
المعدن السعر الحالي (دولار/أونصة) نسبة التغير أعلى مستوى منذ
الذهب (فوري) 4,328.22 -0.30% أسبوع
الفضة (فوري) 66.36 +0.10% مستوى قياسي حديث
البلاتين 1,973.91 +4% 17 عامًا
البلاديوم 1,687.39 +2.4% 3 سنوات

مع انتظار المستثمرين صدور مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر نوفمبر اليوم، يليه مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة، تستمر تحركات أسعار الذهب والفضة تحت تأثير عوامل متعددة تشمل السياسة النقدية وأداء الدولار والحالة الاقتصادية. في الوقت ذاته، شهدت المعادن الأخرى كالبلاatinum والبلاديوم ارتفاعات ملحوظة، حيث ارتفع البلاتين 4% مسجلًا أعلى مستوى له منذ أكثر من سبعة عشر عامًا، فيما قفز البلاديوم 2.4% ليحقق أفضل أداء له خلال ثلاثة أعوام، مما يعكس زخمًا قويًا في قطاع المعادن النفيسة يرتبط بتقلبات الأسواق العالمية والتطورات الاقتصادية والسياسية.