تفاوت أسعار صرف العملات الأجنبية بين عدن وصنعاء وصل إلى مستوى غير مسبوق، حيث تفوق الفجوة التاريخية في سعر صرف الدولار على 200%، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار المالي في اليمن؛ بيع الدولار الواحد بـ1618 ريالًا في عدن مقابل 535 ريالًا فقط في صنعاء يعكس أزمة عميقة، حيث تعادل قيمة ألف دولار في عدن قوة شرائية تزيد على 3 آلاف دولار في العاصمة، ما يجعل كل تأخير في اتخاذ قرارات مالية حاسمة خسارة فادحة لقيمة الريال ومداخيل المواطنين.
تفاوت أسعار صرف العملات الأجنبية بين عدن وصنعاء وأسبابه الجذرية
شهدت أسواق العملة في اليمن خلال اليومين الأخيرين تباينًا غير مسبوق في أسعار صرف العملات الأجنبية بين مدينتي عدن وصنعاء، حيث تحولت الفجوة إلى أزمة اقتصادية تشبه الانفصال، فالدولار يُباع في عدن بسعر يفوق ضعف سعره في صنعاء، ما يعكس واقعًا مؤلمًا يؤثر على القوة الشرائية للمواطنين بشكل مباشر؛ يحدث هذا التفاوت بسبب الانقسام العميق في النظام المصرفي اليمني منذ عام 2014، إذ تسيطر الحكومة المعترف بها دوليًا على عدن، بينما تتحكم جماعة الحوثي في صنعاء والبنك المركزي، وهو انقسام فاقمته انقطاعات الإيرادات النفطية وتوقف المساعدات الخارجية، وشبيه بما حدث في ألمانيا الشرقية والغربية خلال الحرب الباردة، ولكن على أرض يمنية واحدة.
يرى الخبير الاقتصادي د. محمد العدني أن هذا التفاوت ليس مجرد فرق عادي في أسعار السوق، بل يعبر عن انهيار حقيقي في الاقتصاد الموحد قد يؤدي إلى تقسيم اقتصادي نهائي بين المناطق، وهو ما يهدد بتدهور أوضاع ملايين المواطنين اقتصاديًا واجتماعيًا خلال المرحلة المقبلة.
تأثير تفاوت أسعار صرف العملات الأجنبية بين عدن وصنعاء على حياة المواطنين
يعاني المواطنون في صنعاء من آثار جسيمة بسبب هذا التفاوت الحاد في أسعار العملة، حيث أصبح شراء كيس الأرز يكلف راتب أسبوع كامل، فيما تشهد أسواق الصرافة مشاهد محزنة من طوابير طويلة وأوراق نقدية ممزقة فقدت جزءًا كبيرًا من قيمتها، ما يعكس تآكل القوة الشرائية للمواطنين بطريقة خطيرة؛ في المقابل، يسارع السكان في عدن إلى تحويل مدخراتهم لحماية أموالهم من الانهيار المالي، وسط هرولة غير مسبوقة في أسواق الصرافة يرافقها ضجيج آلات عد النقود وخوف متزايد من ضياع المدخرات.
تروي قصة الموظف الحكومي أحمد الصنعاني كيف تبخرت مدخرات 15 سنة من العمل، حيث فقد أكثر من 70% من قيمة راتبه الشرائية، بينما نجحت التاجرة فاطمة في تحويل أموالها إلى عدن قبل انخفاض قيمة الريال، ما ساعدها على الحفاظ على مدخراتها؛ هذا المشهد يعكس الانقسام الحاد وتأثيره الفوري على معيشة الناس.
| سعر صرف الدولار في عدن | سعر صرف الدولار في صنعاء | الفارق المالي |
|---|---|---|
| 1618 ريال يمني | 535 ريال يمني | 1083 ريال يمني لكل دولار |
استراتيجيات النجاة والفرص في ظل تفاوت أسعار صرف العملات الأجنبية بين عدن وصنعاء
في ظل هذا الواقع الاقتصادي المضطرب، يعتمد الكثير من اليمنيين على استراتيجيات مختلفة لتجنب خسائر أكبر، ففي ظل هذا التفاوت في أسعار الولايات بين عدن وصنعاء، يلجأ المغتربون كمسلم سالم إلى إرسال التحويلات عبر عدن لتوفير آلاف الريالات عن كل تحويلة، مما يعكس تعدد طرق التكيف مع الأزمة وتغير مسارات التحويلات المالية داخل البلاد;
الخبراء يحذرون من موجة نزوح اقتصادية جديدة من صنعاء إلى المناطق الأكثر استقرارًا، متوقعين أن تتفاقم الأزمة الإنسانية بسبب فقدان الكثيرين لقوتهم الشرائية وارتفاع معدلات الفقر؛ وفي المقابل، يترقب المستثمرون الأذكياء فرصًا محدودة في تجارة العملة رغم المخاطر المتزايدة، ما يشير إلى بيئة استثمار محفوفة بالمخاطر لكن تحمل إمكانات للعائد السريع.
- تحويل الأموال إلى عدن لتفادي خسائر سعر الصرف
- المراقبة المستمرة لتقلبات الأسعار بين المدينتين
- البحث عن الاستثمارات ذات العوائد السريعة مع تقبل المخاطر
هذه الفجوة المالية الحادة بين عدن وصنعاء ليست فقط علامة اقتصادية، بل تنذر باحتمال ذوبان الوحدة الاقتصادية لليمن إلى واقع اقتصادين منفصلين، حيث تتسارع الساعة صوب اتخاذ قرارات محلية ودولية حاسمة للحيلولة دون تحوّل الريال اليمني إلى عملة بلا قيمة، وما ستسفر عنه هذه القرارات قد يحدد مستقبل ملايين اليمنيين خلال الفترة القادمة.
