تراجع توقعات رفع الفائدة بمنطقة اليورو قبيل اجتماع المركزي الأوروبي

عوائد السندات في منطقة اليورو تشهد تراجعًا والمستثمرون يعيدون تقييم توقعات رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي مع اقتراب اجتماع السياسة النقدية الأساسي، حيث بدأت تصريحات عضو المجلس إيزابيل شنايبل الأكثر تشددًا تفقد تأثيرها على الأسواق المالية ويقلل المتداولون من احتمالية رفع الأسعار قريبًا. تشهد تكاليف الاقتراض تقلبات بعد تحذيرات شنايبل التي أشارت إلى أن الخيار المقبل قد يكون رفع سعر الفائدة وليس خفضه كما كان مترقبًا سابقًا.

كيف تؤثر توقعات البنك المركزي الأوروبي على عوائد السندات في منطقة اليورو؟

شهدت عوائد السندات في منطقة اليورو انخفاضًا ملحوظًا في ظل تراجع التحركات المضاربة على ارتفاع أسعار الفائدة المستقبلية للبنك المركزي الأوروبي، إذ ألغى المتداولون بالكامل احتمال خفض الفائدة في صيف 2026 وبدؤوا يتوقعون رفع الفائدة في أوائل عام 2027. تؤكد تصريحات إيزابيل شنايبل هذه التحولات متزامنة مع مؤشرات الاقتصاد القوية في المنطقة والتوقعات بزيادة الإنفاق المالي في ألمانيا بهدف دعم النمو اعتبارًا من أواخر 2026. ومع ذلك، يحذر المحللون من إمكانية اختلاف موقف شنايبل عن الرؤية الرسمية للبنك المركزي، خاصة مع الضغوط الخارجية مثل قوة اليورو والسياسات التجارية الصينية التي قد تؤدي إلى تأثيرات انكماشية على الاقتصاد الأوروبي.

الأسواق المالية وأسعار الفائدة في ظل تذبذب عوائد السندات بمنطقة اليورو

أدى تلاشي أثر تصريحات شنايبل إلى انخفاض احتمالات رفع الفائدة بشكل ملحوظ؛ إذ قيمت الأسواق احتمال اتخاذ خطوة تشديدية بنحو 15% بحلول ديسمبر 2026، و35% في مارس 2027، مقارنة بأكثر من 50% الأسبوع السابق، علمًا بأن معدل الإيداع بالبنك المركزي الأوروبي ثابت عند 2%. يرى برونو كافالييه، كبير الاقتصاديين في أودو، أن تصريحات شنايبل قد جاءت لتقويض من يسعى للحفاظ على نقاش خفض الفائدة حيًا، مضيفًا أن التوقعات المحدثة للبنك قبل اجتماع ديسمبر لا تصف الاقتصاد الأوروبي بأنه يعاني من ضغط تضخمي حاد. تجدر الإشارة إلى استقرار عوائد السندات الألمانية لأجل عامين عند 2.139%، وارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 2.86% بعد نزولها مؤخرًا، مع تسجيلها أعلى مستوياتها منذ مارس الماضي.

أداء السندات الألمانية والتحديات الاقتصادية وتأثيرها على توقعات السياسة النقدية

أظهرت بيانات أعمال الأربعاء تراجعًا غير متوقع في معنويات الأعمال بألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، مما يعكس استمرار صعوبة بيئة النمو. يشكك الخبراء في الفاعلية الفعلية للإنفاق المالي الألماني المتزايد لدعم الاقتصاد، حيث تقول فرانسيسكا بالماس، كبرى الاقتصاديين في كابيتال إيكونوميكس: «نتوقع أن يكون وقع الحوافز المالية أقل مما هو متوقع بسبب تخصيص جزء منها لتغطية التكاليف المالية المتزايدة المرتبطة بالشيخوخة». على صعيد السندات طويلة الأجل، ارتفعت عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عامًا إلى 3.48%، وهو أعلى مستوى لها منذ يوليو 2011 وسط توقعات بزيادة عرض السندات طويلة الأجل. وفي سياق حركة البنوك المركزية العالمية، يتجه الأنظار إلى البنك المركزي البريطاني المتوقع أن يخفض أسعار الفائدة يوم الخميس، فيما يعلن البنك المركزي الياباني قراره يوم الجمعة. كما شهدت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفاعًا طفيفًا إلى 4.15% بعد تراجع سابق، على خلفية بيانات بطالة غير متوقعة، بينما ارتفعت عوائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات إلى 3.54% مع فرق 67.2 نقطة أساس عن الألمانية.

الفترة عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات عوائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات
آخر تحديث 2.86% 4.15% 3.54%
أعلى مستوى مسجل 2.894% (منتصف مارس) غير محدد غير محدد
أدنى مستوى مسجل 2.826% (8 ديسمبر) 4.115% (بعد انخفاض سابق) 66.5 نقطة أساس فرق (16 سنة)
  • تراجع رهانات رفع أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي وسط تلاشي أثر تصريحات شنايبل
  • الاقتصاد الأوروبي يواجه تأثيرات انكماشية محتملة من قوة اليورو والسياسات الصينية
  • ارتفاع عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل مع توقعات زيادة الإصدارات
  • ترقب قرارات البنوك المركزية البريطانية واليابانية وتأثيرها على الأسواق العالمية