التحليل الفني لعقود الذهب الآجلة واستشراف توجهاتها في 2026 وسط التقلبات العالمية
عقود الذهب الآجلة تُعكس حالياً حالة من الترقب الحذر في أسواق المعادن الثمينة، مع توقعات متباينة لمسار أسعار الذهب خلال عام 2026. تتوقف موجة الصعود التي شهدها الذهب في 2025 عند حدودها، وسط عوامل متعددة تجمع بين التغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية، والتي تؤثر بالتالي على تحركات أسعار الذهب في المستقبل، خاصة في ظل التوقعات المعتدلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة الأمريكية.
تحركات سوق الذهب وتأثير الارتفاع والهبوط على العقود الآجلة للذهب
تجربة العقود الآجلة للذهب خلال الفترة الأخيرة أظهرت تقلبات حادة، حيث وصلت الأسعار إلى ذروة عند 4388 دولارًا قبل أن تتعرض لموجة بيع قوية، سجل خلالها أدنى مستوى عند 4297 دولارًا. حاليًا، تحتاج الأسعار للتداول ضمن نطاق ضيق يتراوح بين 4336.25 إلى 4336.90 دولارًا، محافظًة على مستوى دعم مباشر عند 4342.65 دولارًا ومقاومة عند 4369.44 دولارًا، مع تنامي المخاوف بشأن التضخم العالمي الذي يضغط على المعنويات.
يتركز اهتمام المتداولين على البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تم تداولها مؤخرًا بحثًا عن مؤشرات لمسار أسعار الفائدة الفيدرالية، فيما تستعد الأسواق لاجتماع بنك اليابان في 19 ديسمبر، حيث من المحتمل أن يتم رفع أسعار الفائدة، مما يضع مزيدًا من الضغط على توقعات أسعار الذهب.
الظروف الاقتصادية العالمية وتأثيرها على مستقبل أسعار الذهب والعقود الآجلة للذهب
تتأثر أسعار الذهب والعقود الآجلة للذهب بعديد من العوامل الاقتصادية، أبرزها تباطؤ الاقتصاد الصيني ومشاكل السيولة في الولايات المتحدة، ما يعزز الطلب على الملاذ الآمن. أضاف الاقتصاد الأمريكي وظائف أكثر من المتوقع في نوفمبر 2025، إلا أن ارتفاع معدل البطالة عن التوقعات قد يشير إلى تحديات مقبلة، حيث ارتفع إلى 4.6% بدلاً من 4.5% المقدرة.
وتستعد الأسواق لصدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر نوفمبر، والتي ستكشف عن مدى التراجع المحتمل في التضخم، وهو العامل الأهم الذي يؤثر في قرارات الفيدرالي. مع تركيز المركزي الأمريكي على قوة سوق العمل ومعدلات التضخم، تستمر توقعات السياسة النقدية المعتدلة مما يسهم في تعزيز جاذبية الذهب والفضة كأصول لا تدر عوائد نقدية لكنها تحفظ القيمة في ظل الأزمات.
- مزايا الذهب كملاذ آمن في ظل التباطؤ الاقتصادي وزيادة المخاطر الجيوسياسية
- تأثير رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان على تحركات الذهب
- دور سياسة التعريفات التجارية الأمريكية في العام المقبل وتأثيرها على توقعات النمو
المستويات الفنية لمراقبة العقود الآجلة للذهب وتأثيرها على قرارات المتداولين
يبرز الرسم البياني الأسبوعي للعقود الآجلة للذهب مستوى دعم رئيسي عند 4299.91 دولار، وإذا ما تم اختراق هذا المستوى فإن الأسعار قد تهبط نحو المتوسط المتحرك الأسي خلال 9 أيام عند 4178 دولارًا، ومع استمرار الانخفاض قد يصل الدعم التالي إلى 3958.73 دولارًا عند المتوسط المتحرك الأسي خلال 20 يومًا، مما يفتح الباب أمام مزيد من التصحيح.
أما في الاتجاه الصعودي، فالحفاظ على التداول فوق المقاومة المباشرة عند 4378.22 دولار يمنح الذهب فرصة للوصول إلى هدف 4450 دولارًا، حيث من المرجح أن تجذب هذه المستويات بائعين جدد قد يؤدون إلى انعكاس في الاتجاه أو موجة بيع.
على المستوى اليومي من المتوقع أن يستمر الضغط البيعي على الذهب، خاصة مع محاولات متكررة لكسر المستويات القياسية التي تبلورت في أكتوبر 2025، وهو ما قد يتفاقم بسبب قرار بنك اليابان المرتقب برفع أسعار الفائدة، مما قد يُضعف الزخم الصعودي المؤقت.
| المستوى | السعر (دولار أمريكي) |
|---|---|
| دعم رئيسي أسبوعي | 4299.91 |
| المتوسط المتحرك الأسي 9 أيام | 4178.00 |
| المتوسط المتحرك الأسي 20 يومًا | 3958.73 |
| مقاومة مباشرة | 4378.22 |
| هدف صعودي محتمل | 4450.00 |
يرتبط مستقبل السعر بحالة التداول المستدام فوق أو تحت هذه المستويات الفنية، مع ضرورة توخي الحذر من التقلبات الحادة التي قد تحدث بسبب تحركات غير متوقعة في السياسة النقدية أو التطورات الجيوسياسية، إذ أن العقود الآجلة للذهب ما زالت في منطقة ذروة الشراء، وقد تؤدي هزات صغيرة إلى موجة بيع نتيجة الذعر. ومن الضروري أن يتخذ كل مستثمر مواقفه بناءً على دراسته وتحليله الخاص، نظراً لتقلبات السوق المتسارعة.
