الدولار واستقراره قرب أدنى مستوياته في أكتوبر يعكس بوضوح تأثير ضعف سوق العمل والقلق من خفض سعر الفائدة، وهو ما يهيمن على تحركات الأسواق العالمية في هذه المرحلة. مع ترقب المستثمرين قرار البنك المركزي الأوروبي المتوقع يوم الخميس والبنك الاحتياطي الأمريكي، يظهر الدولار علامات تراجع مستمرة مقابل العملات الكبرى مثل اليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني.
لماذا استقر الدولار قرب أدنى مستوياته وتأثير ضعف سوق العمل على سعر الفائدة
شهد الدولار الأمريكي اليوم استقرارًا عند مستويات منخفضة غير مسبوقة منذ بداية أكتوبر، وهذا يعود بشكل رئيسي إلى استمرار ضعف بيانات سوق العمل؛ حيث تظهر المؤشرات أن النمو في التوظيف لا يزال ضعيفًا بالرغم من الإضافة الجديدة لـ64 ألف وظيفة في نوفمبر، متجاوزة توقعات الاقتصاديين. مع ثبات معدل البطالة عند 4.6 بالمئة، يظل المستثمرون متخوفين من إمكانية خفض أسعار الفائدة مستقبلاً، مما يعيد تركيز الأسواق على تقارير التوظيف القادمة واحتمالات التكيّف النقدي. وبحسب محللين مثل توني سيكامور من آي.جي، فإن الموعد المحتمل لتخفيف السياسة النقدية قد لا يكون يناير، لكنه يبقى مطروحًا في اجتماعات مارس المقبلة إذا استمر ارتفاع البطالة.
تأثير قرار البنك المركزي الأوروبي على اليورو والدولار في ظل استقرار السياسة النقدية
في أسواق آسيا، سجل اليورو 1.1751 دولار، مسجلاً تراجعًا من أعلى مستوياته خلال 12 أسبوعًا التي وصل إليها في الجلسة السابقة، قبل إعلان قرار البنك المركزي الأوروبي المرتقب الخميس. يتوقع أن يحافظ البنك على ثبات أسعار الفائدة دون تعديل، مما دفع اليورو إلى بعض التراجع مقابل الدولار. رغم ذلك، يعاني مؤشر الدولار من أقوى انخفاضاته منذ عام 2017، حيث ينخفض بنسبة 9.5% هذا العام، مقتربًا من أدنى مستوى له في بداية أكتوبر عند 98.193، وهذا يؤكد الأجواء السلبية التي تضغط على العملة الأمريكية بين العملات المنافسة.
الدولار مقابل العملات العالمية: تحركات الجنيه الإسترليني والين والسلطات النقدية المستقبلية
على صعيد العملات الأخرى، استقر الجنيه الإسترليني عند مستوى 1.3424 دولار، بعد أن اقترب من أعلى مستوياته خلال شهرين قبيل إعلان بيانات البطالة البريطانية التي أشارت إلى ارتفاعها لأعلى مستوياتها منذ بداية 2021. كما ارتفع الين الياباني قليلًا إلى 154.56 مقابل الدولار، مقتربًا من أعلى مستوياته في أسبوعين قبل اجتماع بنك اليابان المنتظر. هذه التغيرات تأتي وسط إشارات متناقضة عن سياسة الفائدة العالمية، حيث خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع الماضي لكنه أشار إلى أن أي تخفيضات جديدة لن تحدث إلا مرة واحدة في 2026، على عكس توقعات الأسواق التي تتوقع خفضين خلال العام المقبل، دون رجحان لحدوث أول تخفيض في يناير. أوضح توماس ماثيوز من كابيتال إيكونوميكس أن مؤشر أسعار المستهلكين هذا الأسبوع سيكون حاسمًا في تحديد مدى ضغط مجلس الاحتياطي الفيدرالي للتخفيف النقدي، معتبرًا أن التخفيف قبل مارس قد يكون مبكرًا.
| العملة | القيمة مقابل الدولار | ملاحظات |
|---|---|---|
| اليورو | 1.1751 | تراجع بعد ارتفاع 12 أسبوعًا |
| الجنيه الإسترليني | 1.3424 | انخفاض طفيف بعد بيانات بطالة متزايدة |
| الين الياباني | 154.56 | قرب أعلى مستوى في أسبوعين قبل اجتماع بنك اليابان |
- ضعف سوق العمل وتأثيره على الدولار
- توقعات خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على الأسواق
- تأثير قرارات البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي على العملات
تظل التطورات المرتبطة بسوق العمل الأمريكي والقرارات النقدية للبنوك المركزية محور التحركات في سوق العملات اليوم، مع ضغوط واضحة على الدولار الذي يخضع لرؤية مستقبلية تقلق المستثمرين بشأن القدرة على رفع أو خفض الفائدة سريعًا، وسط مؤشرات متباينة للسياسات النقدية العالمية.
