الدولار يرتفع إلى 1630 ريالاً في عدن و534 في صنعاء مع تهديد بانهيار الاقتصاد اليمني

الدولار وسعره في شمال وجنوب اليمن: فجوة اقتصادية تهدد الاستقرار المالي والاجتماعي

فجوة سعر الدولار وتأثيرها على الوضع المعيشي في شمال وجنوب اليمن

الفجوة الاقتصادية بين شمال وجنوب اليمن، التي تفوق 203% في سعر الدولار الواحد، تشكل أزمة حقيقية تؤثر على حياة 30 مليون مواطن يومياً؛ إذ يحتاج المواطن في عدن إلى 1620 ريالاً لشراء ما يحصل عليه نظيره في صنعاء بـ534 ريالاً فقط، وهذا الفارق الهائل يعكس تباينًا في القوة الشرائية بين المنطقتين. يروي أحمد الحداد من عدن مأساة أطفاله الذين لا يستطيع راتبه البالغ 100 ألف ريال تغطية احتياجاتهم، في حين يعيش زميله في صنعاء حياة كريمة بنفس المبلغ، ما يشير إلى أن كل دولار في الشمال يعادل ثلاثة دولارات في الجنوب من حيث القدرة الشرائية، كما يحذر الخبير الاقتصادي الدكتور سالم النهاري من أن هذا الاستقرار الظاهري مخادع؛ إذ إن الفجوة المتزايدة قد تؤدي إلى انهيار اقتصادي شامل يهدد البلاد بأكملها.

أسباب الانقسام النقدي في اليمن وأثره على الاقتصاد المحلي

تعود جذور الانقسام النقدي إلى عام 2016 عندما أصبح اليمن محكومة بنظامين نقديين مختلفين بإدارة مركزيين للبنك في صنعاء وعدن، وأدى هذا الانفصال مع الصراع السياسي المستمر وشح النقد الأجنبي إلى خلق دولتين اقتصاديتين منفصلتين داخل حدود وطن واحد. وصف المحللون هذه الحالة بـ”كوريا الاقتصادية اليمنية”، حيث يعيش المواطنون في عوالم مالية متباينة دون حراك اقتصادي يوحد بينهما، ويتوقع الخبراء تفاقم الأزمة ما لم يحصل تدخل إقليمي سريع وفعال. تظهر هذه الأزمة جلياتها في الشوارع، إذ ترصد معاناة فاطمة أحمد التي اضطرّت لبيع مجوهراتها لتوفير قوت يوم أطفالها في عدن، في مقابل راحة نسبية لأمهات في صنعاء يمكّنهم نفس الدخل من العيش بشكل أفضل.

تداعيات الفجوة الاقتصادية وحلول محتملة لتوحيد سعر الدولار في اليمن

التفاوت الصارخ في سعر الدولار يتسبب في هجرة داخلية متزايدة من الجنوب إلى الشمال، مما يهدد بانهيار ديموغرافي في المناطق الجنوبية ويعمّق الفجوة الاجتماعية بين الفئات الفقيرة والتجار الذين يستغلون هذه الفروقات لتحقيق أرباح ضخمة. يقف اليمن اليوم على مفترق طرق بين:

  • ضرورة توحيد النظام النقدي عبر تدخلات عربية وإقليمية عاجلة لضبط سعر الدولار وتعزيز الاستقرار الاقتصادي
  • مخاطر الانزلاق نحو انهيار اقتصادي كامل يقسم البلاد اقتصادياً واجتماعياً على المدى الطويل

في جدول يوضح الفارق في سعر الدولار بين الشمال والجنوب:

المنطقة سعر الدولار بالريال اليمني
عدن (الجنوب) 1620 ريالاً
صنعاء (الشمال) 534 ريالاً

هذه الفجوة ليست مجرد أرقام بل تعبير عن أزمة اقتصادية حادة تحمل في طياتها تمزق الوحدة اليمنية المالية والاجتماعية، مما يجعل السؤال الأكبر ملحاً: هل يمكن التغلب على الانقسام الحاد في سعر الدولار بين شمال وجنوب اليمن أم أن البلاد مهددة بحالة من التفكك يصعب إيقافها؟