الربط الكهربائي بين القاهرة والرياض هو مشروع استراتيجي تنتظره مصر بفارغ الصبر، حيث تستعد البلاد لبدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى في الأسبوع الأول من عام 2026. يهدف المشروع إلى تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية الوطنية، مع قدرة تبادل طاقة تصل إلى 1500 ميجاوات، ما يعزز قدرة مواجهة الأحمال المرتفعة المتوقعة خلال موسم الصيف الحار.
دور الربط الكهربائي بين القاهرة والرياض في تخفيف الأحمال الكهربائية
يُعد الربط الكهربائي بين القاهرة والرياض عنصرًا أساسيًا في خطط مصر لتخفيف الأحمال الكهربائية، إذ يؤكد الرئيس السابق لمرفق تنظيم الكهرباء، حافظ سلماوي، أن المشروع سيمكن البلاد من تجنب العودة إلى تخفيف الأحمال التقليدي. ستتيح المرحلة الأولى من الربط تبادل الطاقة بين المدينتين، ما يعني أن السعودية ستستفيد من الكهرباء خلال ساعات الذروة النهارية، بينما تتمكن مصر من الاستفادة من هذه الطاقة في ساعات المساء. بعد تجربة طيلة سبتمبر 2024، توقفت مصر نهائيًا عن تخفيف الأحمال بعد استيراد شحنات غاز مسال تتراوح بين 155 و160 شحنة لسد حاجة السوق المحلية، مع نمو الطلب على الكهرباء واستمرار تحديات توفير الوقود اللازم للمحطات.
استراتيجية تبادل 3000 ميجاوات والطاقة المشتركة بين القاهرة والرياض
تطبق فكرة الربط الكهربائي بين القاهرة والرياض على مرحلتين أساسيتين، حيث من المتوقع أن يصل إجمالي الطاقة المتبادلة إلى 3 آلاف ميجاوات مع اكتمال المرحلة الثانية في نوفمبر 2025. المرحلة الأولى تسمح بتبادل 1500 ميجاوات فقط، مع إمكانية تعزيز الاستراتيجية بحيث تنتقل الطاقة بين البلدين بسلاسة لتغطية الفجوات الموسمية في الاستهلاك. يعد هذا التبادل حيويًا خصوصًا مع ارتفاع الاستهلاك في مصر إلى نحو 37.5 ميجاوات خلال الصيف، مقابل قدرة إنتاجية تصل إلى 60 ألف ميجاوات، وهو ما يبرز أهمية الربط لضمان استمرارية الضخ الكهربائي دون انقطاعات، مع الاستفادة من الاتصال الشبكي الذي يربط السعودية بدول الخليج مما يتيح نقل الكهرباء المصرية إلى تلك الدول.
تفاصيل مشروع الربط الكهربائي بين القاهرة والرياض وتطوره المستقبلي
وقعّت القاهرة والرياض في عام 2012 اتفاقية لإنشاء مشروع الربط الكهربائي بقيمة إجمالية تقارب 1.8 مليار دولار أمريكي، منها 600 مليون دولار تتحملها مصر. وشمل المشروع تمويلًا من عدة مؤسسات عربية وإقليمية مثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى الموارد الذاتية للشركة المصرية لنقل الكهرباء. يشمل المشروع بناء ثلاث محطات تحويل كهربائية ذات جهد عالي موزعة بين القاهرة والرياض، بالتحديد في مدينة بدر بمصر، وشرق المدينة المنورة، وتبوك في السعودية، ويربط بين هذه المحطات شبكة نقل هوائية تمتد لمسافة 1350 كيلومترًا، إلى جانب كابلات بحرية بطول 22 كيلومترًا في خليج العقبة. في 10 أغسطس 2024، شهد المشروع إطلاق أعمال أول محول في محطة الربط بمدينة بدر، الذي يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط من حيث الحجم والتكنولوجيا المستخدمة.
- المرحلة الأولى: تبادل طاقة يصل لـ 1500 ميجاوات بدءًا من 2026
- المرحلة الثانية: إضافة 1500 ميجاوات بحلول نوفمبر 2025
- شبكة الربط: 1350 كيلومتر خطوط نقل وهوائية + 22 كيلومتر كابلات بحرية
| العنصر | التفاصيل |
|---|---|
| القدرة الإجمالية للمشروع | 3000 ميجاوات |
| تكلفة المشروع | 1.8 مليار دولار |
| مواقع محطات التحويل | بدر (مصر)، شرق المدينة المنورة وتبوك (السعودية) |
