الدولار ينخفض لأدنى مستوى منذ شهرين قبيل بيانات مهمة

الدولار الأميركي يشهد خسائر متتالية وينخفض إلى أدنى مستوياته منذ شهرين، مع ترقب بيانات الوظائف الأمريكية وقرارات البنوك المركزية الكبرى خلال الأسبوع الجاري، مما يؤثر بشكل ملحوظ على تحركات الأسواق المالية والعملات العالمية.

تراجع الدولار الأميركي وأسعاره في الأسواق العالمية

شهد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، انخفاضاً بنسبة 0.2% ليصل إلى 98.21 نقطة، مقترباً من أدنى مستوياته منذ منتصف أكتوبر الماضي، بحسب بيانات تداول الساعة 5:10 صباحاً بتوقيت غرينتش؛ رغم صعود محدود يوم الجمعة السابق، إلا أن الدولار منهك بخسائر متتالية لأسبوعه الثالث، متراجعاً بنحو 1.4% خلال آخر 30 يوماً. ويُعد هذا الهبوط الحاد الأول من نوعه منذ عام 2017، مع خسارة إجمالية تقارب 9.5% لهذا العام، إلى جانب 12% انخفاضاً منذ بداية الإدارة الأميركية في يناير. ويرافق ذلك هبوط تاريخي لليرة التركية مقابل الدولار، بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، في مؤشر على التأثيرات السياسية والاقتصادية المتشابكة عالميًا.

تأثير العملات المنافسة على وضع الدولار الأميركي الحالي

تواجه العملة الخضراء ضغوطاً وسط ارتفاعات متواضعة للعملات المنافسة، نستعرضها في القائمة التالية:

  • اليورو يستقر عند 1.1754 دولار بزيادة طفيفة 0.1%.
  • الجنيه الإسترليني يرتفع أيضاً 0.1% ليصل إلى 1.3366 دولار.
  • الين الياباني يصعد بنسبة 0.4% إلى مستوى 154.7 ين مقابل الدولار.
  • الدولار الأسترالي يحقق مكاسب 0.1% ويسجل 0.6634 دولار أميركي.
  • الدولار النيوزيلندي يتراجع 0.36% إلى 0.5781 دولار، بعد مواقف متشددة من كبار المصرفيين بخصوص أسعار الفائدة المستقبلية.
  • الفرنك السويسري يحقق ارتفاعاً بنسبة 0.1% ويبلغ 0.7962 أمام الدولار.

هذه التحركات تعكس حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق قبيل صدور بيانات التوظيف الحاسمة، حيث تزامن الانخفاضات المختلفة يشير إلى مشاعر متباينة حيال الاقتصاد العالمي ومستقبل الدولار الأميركي.

قرارات البنوك المركزية وتأثيرها على الدولار الأميركي وتوقعات 2026

يراقب المستثمرون عن كثب قرارات البنوك المركزية التي ستصدر هذا الأسبوع، إذ من المتوقع أن تؤثر هذه القرارات على مسار الدولار الأميركي بشكل جوهري. تقرير صادر عن «إتش إس بي سي» يشير إلى أن بيانات الوظائف المنتظرة ستكشف عن واقع سوق العمل خلال فترة إغلاق الحكومة الفيدرالية الأمريكية الأطول، والتي أوقفت إصدار البيانات لفترة 43 يوماً، مما يُضعف المعلومات المتاحة. وتُنتظر مؤشرات جديدة من تقرير الوظائف غير الزراعية لتوضيح توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وعلى صعيد البنوك الأخرى، تشير التوقعات إلى ما يلي:

البنك المركزي تاريخ الاجتماع التوقعات
البنك المركزي الأوروبي 17-18 ديسمبر الإبقاء على أسعار الفائدة بعد 8 تخفيضات
بنك إنجلترا 17-18 ديسمبر خفض الفائدة 25 نقطة أساس إلى 3.75%
بنك اليابان 18-19 ديسمبر رفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى 0.75%
ريكس بنك السويدي وبنك النرويج الأسبوع الجاري قرارات نهائية للسياسة النقدية لعام 2025

ويرى خبراء ماليون أن توقعات تشديد السياسة النقدية في اليابان مدعومة ببيانات جديدة، فيما يشير محللو أسواق إلى احتمال حدوث تخفيضات متعددة في الفائدة الأمريكية خلال 2025 و2026، حيث يتوقع «بنك الكومنولث الأسترالي» ثلاثة تخفيضات في العام المقبل، وهو ما يدعم سيناريو تراجع مستمر للدولار الأميركي مع توسع أثر إرهاقه الاقتصادي.

يبقى الدولار الأميركي عرضة لضغوط متزايدة مع تبدل ملامح الأسواق ومواقف البنوك المركزية، التي ستلعب دورًا حاسماً في تحديد اتجاه العملة الخضراء خلال الفترة المقبلة، خاصة مع ترقب بيانات التوظيف وقرارات الفائدة التي ستعيد رسم خريطة السوق العالمية.