تراجع أسعار الذهب اليوم الثلاثاء بشكل طفيف مع تحوّل المستثمرين نحو الحذر قبيل صدور بيانات أميركية محورية تتعلق بسوق العمل والتضخم، والتي من المتوقع أن تلقي الضوء على توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي مع اقتراب نهاية العام. شهد الذهب في التداولات الفورية هبوطاً نسبته 0.3% ليتراجع إلى 4,289.17 دولار للأوقية عند الساعة 04:50 بتوقيت غرينتش، على الرغم من المكاسب القوية التي حققها منذ بداية العام والتي وصلت إلى 64%، محققاً بذلك سلسلة من المستويات القياسية.
حذر المستثمرين مع توقعات بيانات الوظائف والتضخم وتأثيرها على أسعار الذهب
يراقب المستثمرون عن كثب صدور بيانات التوظيف والتضخم في الولايات المتحدة الأميركية، إذ من المتوقع أن تعيد هذه الأرقام رسم التوقعات للأسواق حول مسار أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، خاصة مع اختبار الذهب لمستويات فنية حاسمة بعد موجة صعود قوية شهدها خلال الأشهر الماضية. أشار إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في شركة «تيستي لايف»، إلى أن سوق الذهب يقترب من مستويات قياسية سابقة عند حوالي 4,380 دولاراً للأوقية المسجلة في منتصف أكتوبر، مع تردد المتعاملين بشأن ما إذا كانت هناك قوة دافعة كافية للاستمرار في الارتفاع أم أن زخم السوق سيبدأ في التراجع عند هذه النقطة.
توقعات الأسواق لخفض سعر الفائدة الأميركية وتأثيرها على أسعار الذهب
تحسب الأسواق حالياً احتمالاً يصل إلى 76% لخفض سعر الفائدة الأميركية بمقدار 25 نقطة أساس في يناير المقبل، مع تكهنات ببعض السيناريوهات التي تشير إلى خفضين متتاليين، وهو ما ينتظره السوق بفارغ الصبر لمعرفة مدى سرعة توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو تيسير السياسة النقدية في عام 2026. من المنتظر صدور بيانات التوظيف للشهرين أكتوبر ونوفمبر، رغم النقص في بعضها بسبب إغلاق حكومي استمر 43 يوماً أثر سلباً على جمع المعلومات، بما في ذلك بيانات معدل البطالة لشهر أكتوبر. هذا التطور يضع أسعار الذهب تحت مراقبة دقيقة بالنظر إلى استجابتها لحركات السياسة النقدية وتأثيراتها المباشرة على تكاليف التمويل.
تعليقات الفيدرالي وتأثير التضخم على أسعار الذهب وأداء المعادن النفيسة الأخرى
صرح ستيفن ميران، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، أن التضخم الحالي لا يعكس الديناميكيات الحقيقية للسوق بين العرض والطلب، حيث أصبح الضغط على الأسعار أقرب إلى الهدف المركزي البالغ 2%، ما يحمل دلالات إيجابية لأسواق الذهب التي تحقق عادة أداء أفضل في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة. تترقب الأسواق أيضاً صدور بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، بالإضافة إلى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعكس مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، حيث تعتبر تلك المؤشرات مؤثرة في تحركات المعدن النفيس.
فيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، شهدت الفضة تراجعاً في المعاملات الفورية بنسبة 1.7% لتصل إلى 62.88 دولار للأوقية بعد أن سجلت يوم الجمعة مستوى قياسياً عند 64.65 دولار. وأوضح تيم ووترر، كبير المحللين في شركة «كيه سي إم تريد»، أن الفضة لا تزال تحتفظ بنبرة صعودية مدعومة بطلب صناعي قوي، حيث ارتفعت بنسبة 121% منذ بداية العام بدعم من زيادة الطلب الاستثماري وتراجع المعروض. بالمقابل، شهد البلاتين ارتفاعاً بنسبة 1.7% ليصل إلى 1,812.80 دولار للأوقية، في حين زاد البلاديوم بنسبة 0.6% إلى 1,579.44 دولار.
| المعدن | السعر الحالي (دولار للأوقية) | التغير (%) |
|---|---|---|
| الذهب (المعاملات الفورية) | 4,289.17 | -0.3 |
| العقود الآجلة للذهب | 4,315.80 | -0.5 |
| الفضة | 62.88 | -1.7 |
| البلاتين | 1,812.80 | +1.7 |
| البلاديوم | 1,579.44 | +0.6 |
التحركات الحالية لتعكس تقلبات ملحوظة في أسعار الذهب ضمن سياق الترقب المكثف لبيانات الاقتصاد الأميركي، والتي تُعد عامل أساسي لتحديد مسار السياسة النقدية في الأشهر القادمة؛ حيث تتفاعل أسعار الذهب بوضوح مع هذه التحولات عبر ارتفاعات وانخفاضات مدروسة تعكس توجهات المستثمرين تجاه المخاطر وفرص العوائد المحتملة.
- تأثير بيانات سوق العمل على توقعات أسعار الفائدة
- تأثير التضخم على توجهات السياسة النقدية
- رد فعل الذهب كأصل مالي تجاه التغيرات الاقتصادية
- تفاوت أداء المعادن النفيسة تبعاً للطلب الصناعي والاستثماري
