ترقب متبادل.. خبير اقتصادي يوضح الآثار المتوقع ظهورها بين التجار والمستهلكين في السوق

السوق المصرية في حالة ترقب متبادل بين التجار والمستهلكين إذ يعاني الاقتصاد من ركود واضح ينعكس على حركة البيع في قطاعات رئيسية، خاصة الأغذية التي شهدت تراجعاً يقدر بـ 35%، إضافة إلى الأجهزة الكهربائية التي تتكدس مخزوناتها بسبب انخفاض الطلب. هذه الحالة تعكس حالة انتظار غير مسبوقة؛ فالمستهلكون يتطلعون إلى مزيد من انخفاض الأسعار بينما يبدي التجار خوفًا من الخسارة، مما أوجد حالة من الجمود الاقتصادي.

تحليل خبير اقتصادي لحالة السوق المصرية وترقب التجار والمستهلكين

أكد الخبير الاقتصادي محمد فؤاد على وجود حالة ترقب متبادل بين التجار والمستهلكين أدت لركود السوق المصري؛ حيث يعاني المواطنون من تآكل الدخول بسبب تضخم مرتفع جعـل القدرة الشرائية تقل، إلى جانب أن انخفاض قيمة الجنيه المصري بأكثر من 60% وزيادة تكاليف التمويل والطاقة أسهما في تعميق الأزمة الاقتصادية. هذا الأمر يجعل الجميع ينتظر تحرك الآخر لتحديد اتجاه السوق المقبل، خاصةً أن المستهلكين يظلّون متحفّظين على الشراء حتى مع حاجتهم ورغبتهم بذلك.

الركود الاقتصادي: لماذا ينتظر التجار والمستهلكون تغيرات السوق؟

يشير محمد فؤاد إلى أن الركود الحالي لا يعد تضخمًا مستمراً بل هو مرحلة انتقالية يمكن وصفها بـ “الوجع المتأخر” عقب الصدمات الاقتصادية التي مرت بها السوق، حيث أصبح المستهلك محدود الإمكانيات رغم رغبته في الشراء. ترقب التجار لانخفاض الأسعار يواجه مقاومة بسبب تمسكهم بهوامش ربحهم، مما يمثل حاجزاً أمام تحقيق انخفاض ملموس في الأسعار في الفترة القريبة. يبقىَ الحل المحتمل منحنى يتمثل في:

  • انخفاض أسعار الفائدة
  • تحفيز الطلب تدريجياً خلال الأشهر المقبلة

كيف تؤثر حالة الترقب المتبادل على تحركات السوق المصرية؟

تتجلى حالة الترقب المتبادل بين التجار والمستهلكين في تباطؤ واضح لحركة المبيعات وارتفاع المخزونات، خصوصاً في قطاعات مثل الأغذية والأجهزة الكهربائية، ما يعكس ترددًا متبادلًا بسبب الخوف من الخسارة أو ارتفاع الأسعار. ويظهر ذلك بشكل جلي في انخفاض حجم المبيعات بنسبة تصل إلى 35% في الأغذية، واحتجاز الأجهزة الكهربائية غير المباعة لمخزون كبير يعيق حركة السوق. توضح البيانات الآتية الوضع بوضوح:

القطاع نسبة تراجع المبيعات السبب الرئيسي
الأغذية 35% انخفاض القدرة الشرائية وترقب أسعار أقل
الأجهزة الكهربائية مرتفع تراكم المخزون وخوف التجار من خسائر

يرتبط هذا الترقب بتأثر السوق بانخفاض قيمة العملة وارتفاع تكاليف التمويل والطاقة، الأمر الذي يجعل الجميع متحفظًا في التعاملات الشرائية، سواء من جانب المستهلك الذي يتوقع انخفاض أسعار أكبر، أو من جانب التجار الذين يسعون للحفاظ على هوامش ربحهم. الظروف الاقتصادية الراهنة تُظهر أن السوق لا تزال في مرحلة انتظار ما سيحدث بعدها، وما إذا كانت هناك إجراءات يمكنها كسر هذا الجمود بمرور الأشهر المقبلة.