الاستثمار في الذهب وأداء المعدن النفيس خلال 2025 يظهر تميزًا واضحًا مع مكاسب تجاوزت 60%، مسجلًا أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979؛ حيث تجاوز الذهب الأسهم والسندات للمرة الثانية على التوالي، وأيضًا السندات لعشر سنوات متتالية، في ظل دعم قوي من عوامل جيوسياسية واضطرابات اقتصادية عالميًا تدفع المستثمرين للبحث عن الملاذ الآمن. يتوقع خبراء الاستثمار أن يستمر الذهب في أداء قوي خلال 2026، مع تهيئة الظروف لأسعار أعلى تدعم الطلب العالمي والبنوك المركزية، ما يجعل الاستثمار في الذهب خيارًا استراتيجيًا مهمًا اليوم.
تحليل توقعات أسعار الذهب وأداء السوق في 2026
يتوقع راجات بهاتاشاريا، كبير استراتيجيي الاستثمار، استمرار مسيرة المكاسب للذهب مع توقع وصول متوسط سعر الأونصة إلى 4,500 دولار خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة؛ رغم ذلك، يحذر المحللون من أن الذهب قد يبدو مرتفعًا نسبيًا وفق مؤشرات القيمة النسبية الحالية، لكنه يوفر فرصة استثمارية لمن لم يدخل السوق بعد لتعزيز حصصهم. تعتمد استراتيجيتهم على تخصيص نحو 7% من الأصول للاستثمار في الذهب، لما يتمتع به من استقرار نسبي وقوة دعم صحية في ظل التقلبات الاقتصادية.
تنوع آراء المحللين حول مستقبل سعر الذهب في الأسواق العالمية
يبدو أن توقعات أسعار الذهب للعام المقبل تختلف بين المحللين، مع توقعات متزايدة بوصوله إلى 5,000 دولار للأونصة، وهو ارتفاع بنسبة 16% فقط مقارنة بمكاسب 2025، التي بلغت 60%، وأبطأ كثيرًا من 27% المسجلة في 2024. في المقابل، يرى كارستين فريتش، محلل السلع، أن الارتفاع الحالي غير مستدام، ويتوقع سعرًا متوسطًا عند 4,400 دولار. وفي سياق متصل، ترى شانتيل شيفين، رئيسة الأبحاث في كابيتالايت ريسيرش، أن التساؤلات حول الزخم ومسار الأسعار صحية، رغم التفاؤل الشامل بأداء الذهب في 2026.
الدعم الفني وتأثير التحولات الجيوسياسية على أسعار الذهب
تشير تحليلات شيفين إلى أن تجعل ارتفاع الذهب المستمر خلال عامين متتاليين يستوجب تدقيقًا في إمكانية استمرارية هذا الزخم، إذ قد يكون الذهب على أبواب مرحلة فقاعة لكن دون توقع انهيار في العام المقبل؛ إذ تدعم التحولات الكبرى في الأسواق المالية العالمية أسعار المعدن النفيس على المدى الطويل، مع إمكانية بلوغ السعر 5,000 دولار للأونصة. كما أظهرت التحركات الفنية للذهب بناء مستويات دعم متقدمة، فقد حافظ الذهب على 2,000 دولار خلال 2024، وتدرج الدعم بعدها إلى 2,500 ثم 2,800 دولار، وصولًا لنطاق دعم جديد يتراوح بين 3,000 و3,500 دولار تمهد الطريق للوصول إلى أعلى مستوى في أكتوبر عند 4,366 دولار.
ولنقل مستوى الدعم بشكل أوضح:
| مستوى الدعم | السنة |
|---|---|
| 2,000 دولار للأونصة | 2024 |
| 2,500 و2,800 دولار | منتصف 2024 |
| 3,000 – 3,500 دولار | منتصف إلى أواخر 2024 |
| 4,366 دولار (أعلى مستوى تاريخي) | أكتوبر 2025 |
وفي السياق ذاته، يرى أكاش دوشي، كبير استراتيجيي الذهب في ستيت ستريت، استقرار سعر الذهب بين 4,400 و4,500 دولار للعام المقبل، مع ميل واضح لصعود السعر، معتبرًا أن مستويات مثل 3,000 دولار تتحول إلى دعم جديد أكثر قوة يعزز من ثقة المستثمرين في استمرارية ارتفاع الأسعار بنسبة متوقعة تصل إلى 25% لاحقًا.
- ارتفاع الذهب مدفوع باضطرابات جيوسياسية مستمرة.
- دخول كميات كبيرة من الذهب إلى احتياطيات البنوك المركزية.
- تحولات في السياسات المالية وأسعار الفائدة تؤثر إيجابيًا على الطلب.
يبرز الطلب العالمي على الذهب كأحد المحركات الرئيسية للتفاؤل بالسوق، فوفقًا لمايكل ويدمر، رئيس أبحاث المعادن، فإن موجات ارتفاع الذهب تصل إلى ذروتها فقط عندما تضعف الأسباب الرئيسية التي دفعت السعر للصعود، وليس بسبب السعر فقط، مع توقع وصول متوسط السعر إلى حوالي 4,538 دولار وربما 5,000 دولار خلال الفترة القادمة. وقد شهدت السنوات الثلاث الماضية دخول أكثر من 3,000 طن من الذهب إلى الاحتياطيات الرسمية العالمية، مع توقعات بزيادة تتراوح بين 750 و900 طن هذا العام، مما يعزز من استقرار الذهب ودعمه كأصل استثماري هام.
بدورها، تشير التحولات الجيوسياسية إلى زيادة كبيرة في مشتريات البنوك المركزية للذهب بعد استخدام الولايات المتحدة وحلفائها للدولار كسلاح اقتصادي ضد روسيا عقب غزوها لأوكرانيا، مما دفع إلى تنويع أكبر بعيدًا عن الدولار نحو الذهب الذي يُعتبر ملاذًا خاليًا من المخاطر الجيوسياسية طرف ثالث. وسجل عام 2025 رقمًا تاريخيًا، حيث تجاوزت احتياطيات الذهب الرسمية حجم الاحتياطيات الأميركية من السندات، ليشكل الذهب حوالي 15% من إجمالي الاحتياطيات، فيما تقدّر النسبة المثلى بين 25% و30%.
وعلى صعيد المستثمرين الأفراد، من المتوقع أن يكون عام 2026 محطة مهمة، حيث ستدفع تخفيضات أسعار الفائدة المستمرة والتضخم مزيدًا من المستثمرين للخروج من السندات والتوجه نحو الذهب. فمع انخفاض العائدات الحقيقية، تصبح السندات أقل جاذبية مقارنة بالمعدن النفيس.
يشدد دوشي على أن أهمية الذهب ستزداد في تنويع المحافظ الاستثمارية في 2026، لا سيما مع استمرار ارتباط الأسهم والسندات الأمريكية، إذ سيُعتبر الذهب أداة حماية فعالة ومكملاً لاستراتيجيات المحافظ التقليدية مثل 60/40 أو 70/30، مما يعزز من مكانته كأصل استراتيجي يصلح للحماية من المخاطر المحتملة وتوفير التوازن اللازم في الاستثمارات.
