الارتفاع الأخير في أسعار الذهب مقابل الدولار يعكس مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تؤثر على الأسواق المالية العالمية، حيث شهد الذهب ارتفاعًا بنحو واحد في المئة اليوم الاثنين، مما يقربه من أعلى مستوياته خلال سبعة أسابيع، مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي، وتوقعات أقوى بخفض أسعار الفائدة، والإقبال المتزايد على الملاذات الآمنة وسط توترات جيوسياسية مستمرة.
تأثير تراجع الدولار على أسعار الذهب مقابل الدولار
سجل الذهب في سوق المعاملات الفورية ارتفاعًا ملحوظًا إلى 4343.96 دولارًا للأوقية عند الساعة 0949 بتوقيت غرينتش، بعد أن وصل يوم الجمعة إلى أعلى مستوياته منذ 21 أكتوبر تشرين الأول، كما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.2% لتصل إلى 4377.80 دولارًا للأوقية. يعود هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى استقرار الدولار قرب أدنى مستوى له خلال شهرين، مما يجعل الذهب المقوّم بالدولار الأمريكي أقل تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، وجعل جاذبية الذهب كأصل آمن ترتفع. كما ساهم تراجع العوائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بشكل طفيف في تعزيز الطلب على الذهب، الذي يُعتبر أصلًا لا يدر عائدًا ولكنه ذو قيمة مخزنية عالية.
العوامل الاقتصادية التي تدعم ارتفاع أسعار الذهب مقابل الدولار
أوضح المحلل جيوفاني ستونوفو من بنك «يو.بي.إس» أن الطلب المتزايد من المستثمرين، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية للذهب لثلاثة أشهر متتالية، مع توقعات بخفض أسعار الفائدة في عام 2026، كلها عوامل أساسية تدعم أسعار الذهب مقابل الدولار في الوقت الراهن. يُذكر أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد خفّض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس للمرة الثالثة خلال هذا العام، لكنه أبقى على حذره بشأن تخفيضات إضافية بسبب استمرار الضغوط التضخمية وعدم وضوح ملامح سوق العمل الأمريكي، وهذا يتوافق مع توقعات المستثمرين الذين يرون خفضين إضافيين على الأقل خلال العام المقبل، في ظل ترقب تقرير الوظائف غير الزراعية الهام المرتقب خلال الأسبوع القادم.
اتجاهات المعادن النفيسة الأخرى في ظل تقلبات أسعار الذهب مقابل الدولار
لم تقتصر الزيادة على الذهب فقط، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعًا ملحوظًا في أسعارها مقابل الدولار، حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 2.8% لتصل إلى 63.76 دولارًا للأوقية، على الرغم من بقائها دون مستوى سعر 64.65 دولارًا المسجل الجمعة الماضي. تجدر الإشارة إلى أن أسعار الفضة ارتفعت بأكثر من 120% منذ مطلع العام الحالي، بدعم من عدة عوامل أساسية أبرزها انخفاض المخزونات، قوة الطلب الصناعي المتزايد، وإدراجها ضمن قائمة المعادن الحيوية في الولايات المتحدة. كما شهد البلاتين ارتفاعًا بنسبة 1.1% ليصل إلى 1763.67 دولارًا للأوقية، والبلاديوم بنسبة 2.4% إلى 1523.11 دولارًا للأوقية.
| المعدن النفيس | سعر الأوقية (دولار أمريكي) | نسبة التغير |
|---|---|---|
| الذهب | 4343.96 (فوري) / 4377.80 (عقود آجلة) | +1% / +1.2% |
| الفضة | 63.76 | +2.8% |
| البلاتين | 1763.67 | +1.1% |
| البلاديوم | 1523.11 | +2.4% |
- تراجع الدولار يزيد من جاذبية الذهب كأساس استثماري.
- مشتريات البنوك المركزية تدعم استقرار وتقدم أسعار الذهب.
- توقعات خفض أسعار الفائدة تؤثر إيجابيًا على أسعار المعادن النفيسة.
- العوامل الجيوسياسية تعزز الإقبال على الذهب والفضة كملاذات آمنة.
