إشارة خضراء تضع هيمنة الدولار على المحك في 2026

الدولار الأميركي يشهد توسعًا في خسائره خلال تعاملات اليوم الاثنين، مع انهيار مستمر في قيمته وسط عزوف المستثمرين عن شرائه وتوقعات بأن يشهد العام المقبل تحديات أكبر للعملة الخضراء، خاصة مع انخفاضه لثلاثة أسابيع متتالية على التوالي؛ وتأتي هذه التراجعات في ظل سيناريو متوقع لاستمرار الفيدرالي الأميركي في اتباع سياسة تيسيرية بسبب تفاقم أزمة سوق العمل هناك، إلى جانب تدفق البيانات الاقتصادية السلبية بعد توقف طويل خلال أكبر إغلاق للحكومة الفيدرالية.

تراجع الدولار الأميركي وأسبابه في ظل سياسة الفيدرالي التيسيرية

يبرز تراجع الدولار الأميركي بشكل متزايد مع توقعات الفيدرالي الأميركي للمضي قدمًا في تخفيف السياسة النقدية بسبب التدهور المستمر في سوق العمل، مما يزيد من الضغوط على العملة الخضراء. وقد أدى هذا التراجع إلى ترجيح فرص تعيين المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، المعروف بتوجهاته التيسيرية، خلفًا لرئيس «الفيدرالي» جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو من العام المقبل؛ ويصف بوب سافاج، رئيس تحليلات الأسواق الكلية في «بي إن واي في نيويورك»، حالة الدولار بأنها «مرهقة»، مؤكدًا أن تراجع العملة الأميركية مستمر منذ نهاية الأسبوع الماضي وعلى مدار الشهر بأكمله، لا سيما بعد خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وهو ما عزز الاتجاه البيعي مقابل الدولار.

توقعات خفض الفائدة وتأثيرها على تراجع الدولار الأميركي

ترتبط خسائر الدولار الأميركي بشكل وثيق بالتوقعات المتزايدة حول خفض أسعار الفائدة في الأعوام المقبلة، حيث ترى كريستينا كليفتون، محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، أن أزمة سوق العمل الأميركية ستكون حافزًا رئيسيًا للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لاتخاذ خطوات خفض إضافية للفائدة خلال 2026؛ بينما أشارت إلى توقعات بثلاثة تخفيضات خلال ذلك العام، لتتضح خطة تخفيضات تصل إلى ستة خلال عامين، بعدما تم بالفعل ثلاثة في 2025. وتعكس بيانات أداة «فيد ووتش» الخاصة بـ«سي إم إي» تحرك الأسواق، التي تعطي احتمالًا بنسبة 24.4% لتنفيذ خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع يناير القادم، مما يعزز الاتجاه الهبوطي للدولار الأميركي ويضع مزيدًا من الضغط على العملة الخضراء.

سوق العملات المنافسة وأسعار الدولار اليوم وتوقعات مستمرة

تُظهر بيانات اليوم انخفاض مؤشر الدولار أمام ست عملات رئيسية بنسبة 0.15% ليصل إلى 98.34 نقطة، وسط ترقب المستثمرين لتقرير الوظائف غير الزراعية الأميركي، والذي سيكون مؤشرًا حاسمًا لمسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي؛ إذ رغم ارتفاع الدولار قليلاً يوم الجمعة، إلا أنه سجل خسارته الأسبوعية الثالثة على التوالي، بانخفاض تقريبي قدره 1.3% خلال الشهر الماضي، ويتجه لأن يسجل أكبر تراجع سنوي منذ 2017 بنحو 10% خلال العام، مع خسائر تراكمت منذ تنصيب الرئيس السابق ترامب وصلت إلى 12%. أما العملات المنافسة فقد شهدت ارتفاعات ملحوظة على النحو التالي:

  • اليورو مقابل الدولار عند 1.1735 دولار بزيادة مقدارها 0.1%
  • الجنيه الإسترليني أمام الدولار بنسبة ارتفاع 0.1% إلى 1.3366 دولار
  • الين الياباني الذي ارتفع بنسبة 0.5% إلى مستويات قرب 155 يناً مقابل الدولار، مع توقعات برفع سعر الفائدة من بنك اليابان المركزي
  • الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأميركي بنسبة 0.15% عند 0.6648 دولار
  • الدولار النيوزيلندي الذي صعد 0.3% إلى 0.5785 دولار أميركي
  • الفرنك السويسري الذي ارتفع مقابل الدولار بنسبة 0.1% وصولاً إلى مستويات 0.7962
العملة سعر الصرف مقابل الدولار نسبة التغير
اليورو 1.1735 دولار +0.1%
الجنيه الإسترليني 1.3366 دولار +0.1%
الين الياباني 155 يناً +0.5%
الدولار الأسترالي 0.6648 دولار +0.15%
الدولار النيوزيلندي 0.5785 دولار +0.3%
الفرنك السويسري 0.7962 دولار +0.1%

يُفسر هذا المشهد من العملات المنافسة بوضوح أن المستثمرين يبحثون عن بدائل للدولار الأميركي مع استمرار ضعف العملة الخضراء؛ ويشير نيك ريس، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في «مونكس أوروبا»، إلى وجود توجه واضح نحو التيسير النقدي من خلال تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بينما يرى محلل السوق توني سيكامور أن اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأخير كان مختلفًا بنبرته عن الاجتماعات السابقة، مع توقعات السوق لخفضين إضافيين على الأقل للفائدة خلال العام المقبل، ما يفتح مجالًا لارتفاع الأصول عالية المخاطر حتى نهاية العام.