الارتفاع التاريخي لأسعار الذهب ودور توقعات خفض الفائدة في دفع السوق نحو مستويات غير مسبوقة
وسعت أسعار الذهب مكاسبها في جلسة صباح يوم الاثنين، مقتربة بشكل كبير من الوصول إلى ذروتها التاريخية، ويبدو أن المعدن النفيس في طريقه لتسجيل رقم قياسي جديد، بدعم رئيسي من توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية. هذا الصعود عززه تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية وتراجع قيمة الدولار إلى أدنى مستوياتها خلال أكثر من شهرين، ما دفع أسعار الذهب للارتفاع إلى أعلى نقطة لها منذ 20 أكتوبر الماضي.
تطور أسعار الذهب اليوم الاثنين وتأثيرها على السوق
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في التعاملات الفورية، حيث ارتفعت بنسبة 1% أو ما يعادل 42 دولارًا، لتصل إلى مستوى 4345 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 5:30 بتوقيت غرينتش، في حين قفزت العقود الأميركية الآجلة لتسليم فبراير بنسبة 1.1%، أي ما يقارب 45 دولارًا للأونصة، مسجلة 4373.50 دولارًا.
وبحسب تسوية يوم الجمعة، سجلت العقود الآجلة ارتفاعًا نسبته 0.4% بما يعادل 15.3 دولارًا، لتصل إلى 4328.3 دولارًا للأونصة، بينما حققت مكاسب أسبوعية بنسبة 2% أو 85.3 دولارًا. الأسعار تقترب من أعلى مستوياتها التي سجلتها في 20 أكتوبر الماضي، حيث بلغ سعر العقود الآجلة 4398 دولارًا والأونصة الفورية 4381.60 دولارًا.
منذ بداية العام، سجل الذهب 67 رقمًا قياسيًا، وأغلق عند مستويات غير مسبوقة في 49 مناسبة، مع ارتفاع تجاوز 51% في تداولات 2025، وارتفعت أسعار المعدن النفيس أكثر من 8% خلال الثلاثين يومًا الماضية، فيما قفزت بنحو 66% منذ مطلع العام.
| نوع السعر | المستوى الحالي (دولار للأونصة) | نسبة التغير |
|---|---|---|
| الذهب الفوري | 4345 | +1% (42 دولارًا) |
| العقود الآجلة فبراير | 4373.50 | +1.1% (45 دولارًا) |
| التسوية الأخيرة للعقود الآجلة | 4328.3 | +0.4% (15.3 دولارًا) |
توقعات أسعار الذهب مع تحركات الفائدة الأمريكية وتأثيرها
خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس للمرة الثالثة خلال هذا العام يوم الأربعاء الماضي، مع تضمنت قراره حذرًا واضحًا تجاه اتخاذ مزيد من التخفيضات، وسط استمرار مستويات التضخم المرتفعة وغياب وضوح حول مستقبل سوق العمل.
رجح اثنان من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، المشاركان في اتخاذ القرار، أن ارتفاع التضخم لا يبرر خفضًا إضافيًا لتكاليف الاقتراض في الوقت الحالي، مستشهدين بنقص البيانات الحديثة التي توضح وتيرة التضخم.
يتوقع المستثمرون على نطاق واسع خفضين إضافيين لأسعار الفائدة خلال العام المقبل، وينتظرون تقرير الوظائف غير الزراعية الأميركي التي ستصدر قريباً لتقديم مزيد من الأدلة حول توجه السياسة النقدية المستقبلية. تعكس أداة «فيد ووتش» التابعة لـ«سي إم إي» توقعات الأسواق الحالية التي تُرجح بنسبة 24.4% خفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع يناير المقبل.
عوامل دعم ارتفاع أسعار الذهب وتعزيز شهية المخاطر في السوق
يُستمد ارتفاع الذهب من مجموعة عوامل مؤثرة، أبرزها ضعف الدولار الأميركي وتوقعات خفض أسعار الفائدة التي تدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة، حسب تحليلات كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في «أواندا».
ضاف زين فودة، محلل في «ماركت بالس» التابع لشركة «أواندا»، أن ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأميركية والتوتر السياسي بين الولايات المتحدة وفنزويلا يعززان دور الذهب كملاذ آمن ويدعمان الطلب عليه.
كما أشارت سوني كوماري من بنك «إيه إن زد» إلى أن الأسواق لا تزال تترقب خفضين محتملين لسعر الفائدة خلال العام المقبل، رغم أن التوقعات الرسمية تشير إلى خفض واحد فقط حسب الرسم البياني النقطي؛ مما يعزز النظرة الإيجابية نحو الذهب.
وتُظهر الطبيعة غير المدرة للعائد لأصول الذهب استفادتها في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وينتظر المستثمرون تقرير الوظائف غير الزراعية الأميركية لتأكيد المسار المستقبلي للأسعار.
فيما يتعلق بشهية المخاطر، أوضح دانيال بافيلونيس، كبير محللي السوق لدى «آر جيه أو فيوتشرز»، توقعه بأن تصل أسعار الذهب إلى 4300 دولار للأونصة بحلول نهاية العام، مع احتمال تداولها بالقرب من 4500 دولار بحلول أبريل المقبل.
وأكد بارت ميليك، مدير استراتيجيات السلع لدى «تي دي سيكيوريتيز»، أن تباطؤ الاقتصاد المستمر حتى عام 2026 سيزيد من فرص تخفيض الفائدة، ما قد يعيد جذور المستثمرين للذهب. أوضح ميليك أن الذهب يزدهر عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة، خصوصاً مع صدور بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة خلال إغلاق الحكومة، مما يعزز التوقعات بخفض الفائدة.
من جانب آخر، أشار جيم ويكوف، كبير المحللين في «كيتكو ميتالز»، إلى أن المؤشرات الفنية الأخيرة تدعم صعود الذهب، مشجعاً المضاربين على الشراء بناءً على تلك الإشارات الفنية.
- تراجع عوائد السندات الأميركية
- ضعف الدولار مقابل العملات الرئيسية
- توقعات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي
- ارتفاع طلبات إعانة البطالة وتأثير التوترات الجيوسياسية
- بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة وتعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن
