الاستثمار في المعادن النفيسة مع تغيرات أسعار الفائدة الأميركية يشهد تأثيرًا مباشرًا على أداء الذهب والفضة وغيرها من المعادن، حيث يعيد المستثمرون تقييم توقعاتهم لمسار الفائدة الأمريكية في المستقبل القريب بما يؤثر على أسعار هذه المعادن الحيوية.
ارتفاع الذهب الفوري مع انخفاض عوائد السندات الأميركية
شهد الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنحو 0.96% ليصل إلى 4,343.07 دولار للأونصة بحلول الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ 21 أكتوبر الماضي. وقد تجاوزت مكاسب الذهب منذ بداية العام 2025 نسبة 64%، متصدراً قائمة أفضل الأصول أداءً بفضل تحطيمه مستويات قياسية متتالية. إلى جانب ذلك، ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بما يقرب من 1.11% لتصل إلى 4,377.15 دولار للأونصة، مدفوعة بانخفاض طفيف في عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات. هذه الانخفاضات عززت من جاذبية الذهب كأصل آمن لا يدر عائداً، عكس ما يجعله خيارًا مفضلاً في ظل التقلبات الحالية.
سياسة الفيدرالي بحذر تعكس تأثيرها على أسعار الفائدة والمعادن النفيسة
اتبع مجلس الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية حذرة بقرار تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثالثة خلال العام الحالي، مع الحفاظ على موقف متحفّظ تجاه خفضات إضافية في ظل الضغوط التضخمية المستمرة وعدم وضوح مؤشرات سوق العمل. وأبدى مسؤولان في المجلس اعتراضهما على هذا التخفيض بسبب ارتفاع مستويات التضخم، بالإضافة إلى نقص البيانات الرسمية المحدثة حول وتيرة الأسعار، ما يعكس التوترات المحيطة باتخاذ القرارات المستقبلية. يترقب المستثمرون احتمال حدوث خفضين في أسعار الفائدة خلال العام المقبل، مع ترقب تقرير الوظائف غير الزراعية المرتقب بتاريخ الأسبوع المقبل الذي قد يقدم إشارات مهمة حول اتجاهات السياسة النقدية الأميركية.
الفضة والمعادن النفيسة الأخرى بين الاستقرار والتباين في الأداء
سجلت الفضة في المعاملات الفورية ارتفاعًا قويًا بنسبة 1.86% لتصل إلى 63.37 دولار للأونصة، بعد أن حققت مستوى قياسيًا عند 64.64 دولار نهاية الأسبوع الماضي، قبل أن تشهد تراجعًا حادًا في الإغلاق. تزيد أرباح الفضة خلال الأسبوع الماضي عن 6%، فيما بلغت مكاسبها منذ بداية العام 115%، مدفوعة بانخفاض المخزونات، وارتفاع الطلب الصناعي، وإدراجها ضمن قائمة المعادن الحيوية الحرجة في الولايات المتحدة، ما يزيد من أهميتها الاستثمارية والاستراتيجية.
أما عن المعادن الأخرى، فقد تباين أداء البلاتين والبلاديوم حيث انخفض سعر البلاتين في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 1,741.82 دولار للأونصة، بينما ارتفع البلاديوم بنحو 0.4% إلى 1,493.40 دولار للأونصة، مما يعكس تقلبات متباينة حسب طبيعة كل معدن واستخداماته الصناعية.
| المعدن | السعر الحالي (دولار للأونصة) | التغير (%) |
|---|---|---|
| الذهب الفوري | 4,343.07 | +0.96% |
| العقود الآجلة للذهب | 4,377.15 | +1.11% |
| الفضة الفورية | 63.37 | +1.86% |
| البلاتين | 1,741.82 | -0.2% |
| البلاديوم | 1,493.40 | +0.4% |
- انخفاض العوائد على السندات الأميركية يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
- تخفيضات الفيدرالي في أسعار الفائدة تراعي ضغوط التضخم وعدم وضوح سوق العمل.
- الفضة تستفيد من الطلب الصناعي والتصنيف كمعادن حيوية حرجة في الولايات المتحدة.
- تباين أداء البلاتين والبلاديوم يعكس تأثير عوامل العرض والطلب المتنوعة.
يبقى سوق الاستثمار في المعادن النفيسة مرتبطًا بشكل وثيق بتغيرات أسعار الفائدة الأميركية، التي تحدد جزءًا كبيرًا من توجهات المستثمرين الذين يعيدون تسعير توقعاتهم وفقًا لنتائج السياسات النقدية الجديدة، والمستجدات الاقتصادية التي تتكشف حول التضخم وأسواق العمل في الولايات المتحدة، مما يجعل متابعة هذه المعطيات أمرًا أساسيًا لفهم حركة أسعار الذهب والفضة وغيرها من المعادن المهمة.
