ارتفع اليوان الصيني إلى أعلى مستوى له خلال 14 شهرًا مقابل الدولار الأمريكي، مستفيدًا من ضعف الدولار بشكل عام، رغم استمرار المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وتراجع توقعات تعديل السياسات الرسمية؛ كما لعب الطلب الموسمي من الشركات دورًا بارزًا في دعم سعر صرف اليوان، من خلال تحويل جزء أكبر من عائدات النقد الأجنبي لتسديد المدفوعات الإدارية بنهاية العام.
تحليل أداء اليوان الصيني مقابل الدولار وتأثير الطلب الموسمي عليه
سجل اليوان الصيني ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.05% في السوق الفورية، ليصل إلى 7.0508 يوان للدولار عند الساعة 03:23 بتوقيت غرينتش، وهو أعلى سعر يسجله منذ أكتوبر 2024، بينما شهد اليوان الخارجي زيادة بنسبة 0.08% ليبلغ 7.0487 في التداولات الآسيوية؛ ما يؤكد بوضوح تحسن قوة اليوان رغم المخاوف الاقتصادية السائدة. ويرجع هذا التحسن جزئيًا إلى الطلب الموسمي الذي تشهده الشركات الصينية، والتي تقوم بزيادة تحويل العملات لتغطية المدفوعات الإدارية، ما يعزز دعم اليوان على المدى القصير.
توقعات استمرار ارتفاع اليوان الصيني مقابل الدولار وتحليل السياسات النقدية ذات الصلة
في تقرير حديث، توقع محللو باركليز استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل اليوان الصيني حتى مستوى 7.05 بحلول نهاية العام، مع استبعاد حدوث صعود مستدام يتجاوز هذا الحد؛ وأوضح المحللون أن الصادرات العسكرية ما زالت تشكل قاعدة للنمو الاقتصادي، مما يدفع بنك الشعب الصيني إلى منع ارتفاع حاد في قيمة اليوان، بالرغم من العوامل الداعمة المرتبطة بمبيعات المصدرين في الربع الأخير. ويعكس هذا توجّه صانعي السياسات إلى الحفاظ على استقرار العملة وتقليل تقلبات سوق الصرف.
استراتيجية البنك المركزي وتأثيرها على حركة صعود اليوان الصيني مقابل الدولار
اعتمد بنك الشعب الصيني استراتيجية متحفظة في تحديد سعر صرف اليوان قبل افتتاح السوق، حيث حدد سعر الصرف الرسمي عند 7.0656، وهو أدنى من توقعات وكالة رويترز التي كانت تشير إلى 7.0569. واعتبر المتعاملون ذلك محاولة لكبح مكاسب اليوان بعد ارتفاع متتالٍ استمر لثلاثة أيام. وأشار كريستوفر وونغ، استراتيجي العملات الأجنبية في بنك OCBC، إلى أن التصاعد السريع في قيمة الدولار قد يدفع المصدرين إلى تحويل أصولهم منه، ما يسبب تقلبات غير منظمة في سوق الصرف.
في سياق أوسع، واجه الاقتصاد الصيني مؤشرات ضعف إضافية، أبرزها تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة خلال نوفمبر بسبب تراجع الطلب المحلي، مما زاد الضغوط على صانعي السياسات من أجل إعادة التوازن لاقتصاد ضخم يقدر حجمه بـ 19 تريليون دولار؛ وبرزت تحديات أخرى تتمثل في اعتراض شركاء الصين التجاريين على الفوائض الكبيرة، إلى جانب تسجيل نمو أقل من المتوقع في القروض المصرفية الجديدة الشهر الماضي نتيجة انكماش الاقتراض من قِبل الأسر، الذي تأثر بدوره بسوق العقارات الذي يعاني ركودًا مستمرًا.
على الصعيد العالمي، شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا؛ حيث ظل المستثمرون يركزون على توقعات رفع أسعار الفائدة في الاقتصادات الكبرى مع اقتراب بداية العام الجديد، الأمر الذي يزيد من تعقيد تحركات العملات، من بينها اليوان الصيني.
- ارتفاع اليوان الصيني مدعومًا بالطلب الموسمي.
- توقعات استقرار أسعار الصرف حتى نهاية العام.
- استراتيجية البنك المركزي الصيني في التحكم بسعر صرف اليوان.
| العملة | سعر الصرف مقابل الدولار (بتوقيت 03:23 غرينتش) |
|---|---|
| اليوان المحلي | 7.0508 |
| اليوان الخارجي | 7.0487 |
| السعر الرسمي المحدد من بنك الشعب الصيني | 7.0656 |
