زيادة 7.4%.. أسعار الفضة تشهد صعوداً متسارعاً خلال أسبوع واحد

لزيادة الطلب، أسعار الفضة ترتفع 7.4% خلال أسبوع شهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي؛ إذ صعد المعدن الأبيض في السوق المحلية بنسبة 7.4%، بالتزامن مع ارتفاع سعر الأوقية عالميًا بنسبة 6.4%، وفقًا لتقرير صادر عن مركز “الملاذ الآمن”. وترجع أسباب هذه القفزات الحادة إلى تراجع المخزونات العالمية، وزيادة الطلب الاستثماري، بالإضافة إلى تجدد المخاوف من نقص المعروض على المستوى الدولي.

ارتفاع أسعار الفضة محليًا يعكس زيادة الطلب

شهدت أسعار الفضة المحلية صعودًا واضحًا خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفع جرام الفضة عيار 800 بنحو 5.5 جنيهات، فبدأ الأسبوع عند 74.5 جنيهًا ووصل إلى 80 جنيهًا بنهايته، ما يدل على زيادة الطلب. أما جرام الفضة عيار 925 فبلغ سعره نحو 92.5 جنيهًا، في حين اقترب جرام عيار 999 من حاجز الـ100 جنيه، واستقر سعر جنيه الفضة عند 740 جنيهًا، مما يعكس قوة الإقبال على المعدن داخل السوق المحلية.

عيار الفضة سعر بداية الأسبوع (جنيه) سعر نهاية الأسبوع (جنيه)
800 74.5 80
925 91 92.5
999 96 100
جنيه الفضة 740 740

أسعار الفضة العالمية تلامس أرقامًا قياسية خلال زيادة الطلب

على الصعيد الدولي، لم تتوقف أسعار الفضة عن الصعود، حيث ارتفعت الأوقية بنحو 3.73 دولارًا، بداية من 58.27 دولارًا إلى أعلى مستوى تاريخي عند 65 دولارًا، قبل أن تغلق عند 62 دولارًا، مستفيدة من زخم شرائي قوي وسط زيادة الطلب. ويُعزى هذا الصعود إلى عوامل عدة، أبرزها توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، والطلب الصناعي المتزايد في مجالات الإلكترونيات والطاقة الشمسية والشرائح الدقيقة، بالإضافة لاستمرار نقص المعروض عالميًا.

  • تراجع المخزونات العالمية للفضة
  • زيادة الطلب الاستثماري والصناعي
  • التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة
  • تزايد المخاوف من ندرة المعروض

تطورات المخزونات ودور الاستثمار في ارتفاع أسعار الفضة

تشير البيانات إلى أن مخزونات الفضة في بورصات المعادن العالمية شهدت زيادات ملحوظة، حيث ارتفعت مخزونات بورصة لندن بنحو 1,447 طنًا منذ بداية العام، بينما شهدت بورصة كومكس الأمريكية زيادة قدرها 4,311 طنًا. إلا أن بورصة لندن لا تزال تسيطر على معظم المخزونات، ما يجعل السوق حساسًا لأي تقلبات في الإمدادات. ومن ناحية أخرى، يُظهر الانزياح الاستثماري نحو الفضة بوضوح من خلال ارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالفضة إلى 78% من إجمالي المخزون في سوق لندن، مقارنة بـ65% في نوفمبر 2024. وشهدت هذه الصناديق تدفقات استثمارية كبيرة بلغت حوالي 487 طنًا في نوفمبر، وأكثر من 475 طنًا منذ بداية ديسمبر، ما يدل على دخول مؤسسي واسع رغم المخاوف المرتبطة بالمعروض.

ويتوقع بنك “ستاندرد تشارترد” أن تستمر أسعار الفضة في الارتفاع مع وجود تقلبات محتملة قصيرة الأجل، حيث تسعى الأسواق لإعادة التوازن بعد موجة الارتفاعات المتتالية.

توقعات وتحليل استراتيجي لأسعار الفضة خلال زيادة الطلب

تتفق تقارير “رويترز” و”وول ستريت جورنال” و”فايننشال تايمز” على أن الفضة تمر بتحول استراتيجي مهم، إذ أصبحت معدنًا صناعيًا رئيسيًا وأصلًا استثماريًا في آن واحد، مع تقديرات تداول أسعارها بين 55 و70 دولارًا للأوقية خلال الفترة المقبلة. عام 2025 شهد موجة صعود غير مسبوقة مدفوعة بتغيرات هيكلية في السوق ونمو الطلب الصناعي في مجالات الألواح الشمسية، المركبات الكهربائية، ومكونات الاتصالات، مما دفع الأوقية إلى مستويات قياسية جديدة.

أما عن المعروض، فالمعهد العالمي للفضة يشير إلى استمرار العجز للعام الخامس على التوالي، مما يدعم ضغوط ارتفاع الأسعار، خاصةً مع التوقعات بتحفيض أسعار الفائدة الأمريكية وضعف الدولار، وتدفقات المستثمرين المتزايدة نحو صناديق الفضة. ورغم احتمالية تباطؤ الطلب الصناعي نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، تبقى النظرة إيجابية للفضة على المدى المتوسط والطويل. ورفعت بنوك استثمارية كبرى مثل “بنك أوف أمريكا” توقعاتها بنسبة السعر إلى حوالي 65 دولارًا للأوقية بحلول عام 2026، مستندة إلى العوامل الهيكلية الدائمة الداعمة للزخم الصعودي.

توضح هذه المؤشرات أن ارتفاع أسعار الفضة خلال الأسبوع الماضي ليس مجرد تحرك عابر، بل يعكس ديناميكية متنامية مدفوعة بزخم استثماري وصناعي يعزز من مكانة الفضة كخيار استثماري ثمين، ويرسّخ توقعات استمرارية ارتفاع الطلب والأسعار في المستقبل القريب.